فلسطين الأبية

فلسطين الأبية

بقلم: بولنوار قويدر

فلسطين التاريخ و مهد الديانات وأرض الأنبياء وأولى القبلتين, إنّها تعاني على جميع الأصعدة، بعدما كانت الورقة الرابحة في المحافل الدولية وعنوان الانتصارات والمثل الذي يقتدي به…

كيف تعامل الحكام العرب مع قضية فلسطين؟

فقد رفع عن فلسطين الغطاء السياسي وأصبحت لا حدث في عقد الصفقات السياسية فيم بين حكّام العرب بعدما كانت ورقة تهديد لكل من تسول له نفسه الاقتراب منهم فقد طووها كما يطوى السجل للكتاب لقارئ لا يحسن القراءة ولا يعرف للمطالعة سبيل ولا يحسن مسكه وجعلوا من قضيتها مسألة داخلية تهم الفلسطينيين وحدهم، وفتحوا عليها أبواب كانت موصدة وجعلوا من غريمها حليف يركنون إليه في السراء والضراء وجعلوه شريكاً في قضياهم المصيرية ’وأكثر من ذلك على حساب قضية فلسطين، هذا حال حكام العرب في شقه السياسي مع فلسطين وأهلها…ورغم ذلك تبقى فلسطين أبية بمقاومتها ورجالها إن قطعوا أغصان الشجرة فعروقها ضاربة في الأعماق.

ما الذي قدمه العرب لفلسطين و شعبها على الصعيد الاقتصادي؟

وقد رفع عن فلسطين الجناح الاقتصادي في جوانبه المسمى المساعدات المالية والعينية لدعم شعبها الذي يعاني الأمرين: الاحتلال والفقر-مع العلم إنّ فلسطين ليست ناقصة ثروة ورجال ومال ولكن مكبلة الأيدي بالأغلال والنسيان من لدن من استثمروا تاريخها ليركبوا ظهرها اليوم متناسين فضلها وتاريخها ودورها في بناء ثرواتهم التي كانت مستغلة لتعيد لهم الاعتبار المعنوي لكن باعوها واستحلوا نعمهم ليصرفوها رضا للغاصب وسكوت المفتري، ومن أجل تفتيت الفتات ليرتاح عدوهم من طنينهم الذي يزعج ولا يضر… ونسوا قول الفلسطيني “زعتر وماء  فلسطين يكفيني ويكفيني”

ماذا عن ثقافة فلسطين والذي قدمه العرب لها؟

وقد رفع عنها الرداء الثقافي’ الذي تتميز به بأنّها عنوان التاريخ ومدينة الديانات على مختلف عقائدها ناهيك عن ما فيها من آثار قلّ نظيرها ليسعى من باعوها بالمجان لطمسها بالنسيان والتقزيم والتقسيم والتحريض ليركنوها  في زاوية منسية لا من يسأل عنها كل ذلك تضحية وجميلا يقدم من أجل إرضاء إبليس عنهم ليذكرهم عند مارده الأكبر ذات جلسة حمراء مع بقايا ما عافه وعفا عنه الذباب… وتبقى فلسطين أرض الله ومهبط أنبيائه ومسرى نبيه وقبلته’ ولتموتوا بغيظكم…

في جامعتنا العربية المحفل العربي الوحيد الذي نسعى ليكون الصخرة التي تتحطم عليها خطط وأجندات غيرنا نراه في غفلة من هذا وفي سبات شتوي بل سنوي لا يتحرك إلّا لذر الغبار في العيون أو ليعطي إشارة حياة، ولكن في حقيقته موت سريري وإكلينيكي لا حياة لمن تنادي، الفلسطيني يعاني ويعاني وجامعتنا عفوا “إبتدائيتنا” تنتظر إشارة من فوقها ليتصدر قرار الاستنكار والشجب، ولا شيء غير هذه الكلمات في حق حق ضائع .لنا كل الوسائل لاسترجاعه ولكن لا حياة لمن تنادي…

هل نحن من سلمنا فلسطين بكل مقدراتها؟

لم يبقَ لنا مجد ولا أمجاد إن نحن سلمنا أرض المسرى والنبوة،  ولا نحلم برد “الاعتبار الضائع” بين السلطة والملهى ونحن نعطي ونكاثر في العطاء ونتنازل ونسعى للتنازل ونلوي أعناقنا عن إخواننا ونصافح من بيده دماء الأبرياء، كل ذلك من أجل السعي والتوسل للمحافظة على “كرسي العرش” و”كرسي العرش” مهما كان ثمنه نهاية صاحبه إحدى الثلاث: موت محتوم بالأجل أو إقالة أو استقالة، لنختم المقال بقول أحد الحكماء : ( كل طائر مهما طار ينزل ومهما كان سمينا يهزل ومهما حكم يموت أو ينعزل) ولله في خلقه شؤون وسبحان الله

بقلم: بولنوار قويدر

أضف تعليقك هنا