قلة الأصدقاء في حياتك لا تعني أنَّك سيء

بقلم: عبد الله المالكي

لست شخصاً سيئاً إن لم يكن لديك أصدقاء كثر

قلة الأصدقاء في حياتك لا تعني أنَّك سيء، قد تكون حياتك المَرْكَب الذي يتَّسع لثلاثة بحارة شجعان، وليس لعشرة أو أكثر من الجبناء، القواعد الطبيعية لا تثبت صحتها في بعض الأحيان، هناك الكثير من الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة بغيرِ أصدقاء وقد تجدهم بالأيام وربما بالأسابيع ولسنوات كذلك، كثرة الصداقات لا تُحدِّد مَدى نجاحك أو فشلك وليست مقياسًا مِفصليًّا لكونك جيدًا أو غير جيد. يجب أن تعلم أن آدم أتى إلى الكوكب وحيدًا، على الأقل أنت عندما تقف على الرصيف ترى المارة وترى الأرصفة والسيارات العابرة ولن تتمنى مخلوقًا من شدة الوحشة يأتي من ضلعك، ترجَّل عن استخدام القواعد كَمُسلَّمات أيها الصديق الذي تستفيق من النوم وحيدًا، وتتناول الطعام وحيدًا، وتنام وحيدًا، قد تجدُ شخصًا لديه العشرات من الأصدقاء، ولكنهُ بلا قيمةٍ ولا يعني شيئًا سوى أنهُ يحمل هيكل إنسان، وقد نجد شخصًا ذا قيمة ذهنية وفكرية ولكنه دونأصدقاء، وإن وجِد فهم لا يتجاوزون عدد الخمس سجائر المتبقية في  الباكيتالخاص به الملقى علىالكنبة

صديقا حقيقياً واحداً يغني عن كثرة الأصدقاء 

أخبرتك سابقًا: حياتك المَرْكَب الذي يتسع فقط لثلاثة بحارة شجعان“، هناك مثال في حياتي يفي بالغرضكان لدي صديق يُفضِّل البقاء في المنزل، وكنتُ أوجهُ لهُ نفس السؤال في كل مرة أزورهلماذا لا تخرجُ كثيرًا؟ فيقول:اسأل نفسك أنت تعرف“، نعم كنت أعرف الأجابة، ولكنني أحب سماعها منهُ بطريقتهِ الجميلة، إلى أن قال: لو كان الناس سيخرجون معي من الحياة إلى الموت لصَادقتُ كل الناس لكي لا أبقى في الموت وحيدًا. فسألته:هل تخاف أن تكون وحيدًا في الموتِ وأنت وحيد هنا؟ فقال: وحدة الحياة تقوِّيك في وحدة الموت.

هذا الصديق مات منذ مدة، وربما هو قوي جدًا الآن في موته، لا أتذكر يومًا أنهُ عبسَ في وجهي رغم عبوس حياتهِ، كان يحب الموت كحُبِّهِ للحياة. صحيح أنه لم يكن مكانه المكان المناسب في تلك المرحلة. إن تلك المرحلة، والظروف، وطبيعة البشر كانت كفيلة بتدميره، كان شاعرًا، وأديبًا، ويحمل شهادة جامعية، ويحمل عقلًا ضخمًا، ولا يملك أصدقاء كُثر. فقط ثلاثة أصدقاء في مركب الحياة، ثلاثة بحارة يضعون له الماء في المساجد صدقة عنه بعد موته، ويتصدقون عنه باستمرار في الجمعيات الخيرية! تذكر جيدًا “‫‫قلة الأصدقاء في حياتك لا تعني أنك سيء، فقلتهم قد تغني عن كثرتهم.

بقلم: عبد الله المالكي

أضف تعليقك هنا