كاجين

بقلم: رسل المعموري

لاشكّ أن بعضكم لا يعرف معنى (كاجين)؛ قد تكون أنت من جذبك عنوان الموضوع وأخذ بتلابيب روحك. لهذا المقال، ربما أنت تتصفح في الكوكل أو في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر لك رابط كاجين (رسل المعموري) ربما تتكلم بداخلك بسبب هذا العنوان الغريب! عموماً سواءً كنت تعرف المعنى أو لا أريدك أنْ تعاهدني على شيء وتكون أو تكوني صاحب أو صاحبة كلمة حقه، لكنني لن أخبرك إلا في نهاية المقال. هذا الموضوع يتحدث عن الأحداث التي عاشتها كاجين، تلك التي وضعت قدمها على سلم التعب، والحزن المجنون، الفقر، العنف، مشكلة عصية من المشكلات الاجتماعية في العراق… هناك الكثير من القصص التي لا يخيلها عقل ولا تحملها روح، وهذه أحد القصص العراقية.. قصة حقيقة.

كاجين.. قصة فتاة ذاقت مرّ الحياة

حلم كاجين يتلاشى ما بين قسوة الفقر وقسوة الأسرة

كان اسمها كاجين ولم تزل، ولكنها لم تعش يوما واحدا سعيدا في حياتها، كانت السعادة فارقتها، وكتب في صفحة أعمالها وأيامها الشقاء.. لا بالحياة المنزلية التي تحياها كل بنت ولا والجامعية… الفقر هو الحقيقة الأولى والمشكلة التي انفتحت عليها عيناها، ترعرعت في أسرة بها عنف أسري اللامعهود، ولا يتوقعه إنسان من أب في قلبه شيء من العطف والشفقة، يعاملها بقسوة شديدة لا تخطر بذهن مخلوق، لم يوفر لها ضرورات الحياة، ولا من أسبابها حتى النزر اليسير، كاجين حلم طفولتها أن تصبح مدرسة لغة انكليزي، كانت ترسم طموحها كل يوم، كبرت والأسى يطوقها ويتلبسها ويخترف جوانبها، أصبحت طالبة في المرحلة السادسة من الدراسة الإعدادية، لكنها صبرت وتحملت قسوة والدها، ارحموا بناتكم يا آباء.. ولا تعضلوهنًّ؛ إن الله عز وجل أنزل سورة كاملة تحمل اسم النساء، وأن الرسول أولى المرأة الكثير من الاهتمام في أحاديثه، وقد أوصى بهنّ عليه الصلاة والسلام في مواضع كثيرة فقد كان يقول دائمًا: “استوصوا بالنساء خيرًا”، و”رفقًا بالقوارير” وغيرها من الوصايا المختلفة..، وعدَّ الرسول أن من يتعدى على النساء خصيمه يوم القيامة.

ما عانته كاجين بسبب فقرها في حياتها الجامعية

عانت كثيرا في ملبسها وقيافتها، كانت ترى صديقاتها كل شيء متوفر لهن، وهي لا تملك أي شيء، تساعد صديقاتها على الدراسة لكنهم يجرحونها في الكلام ويتندرون عليها، نجحت كاجين من السادس أصبحت طالبة جامعية في المرحلة الأولى، كاجين عاشت الحياة الجامعية بعفوية طموحها وآمالها التي تجعل منها جدارا تتسلقه للرقي والوصول للهدف المنشود، الكل في الكلية يمارس طقوسه اليومية غير آبهٍ بما هناك ولا يدري يحيا بكون وعالم غير عالمه ورحمة بكون آخر، إنسانة محتاجة لاي ولكل شيء عوزها مرير جدا، لكنها بأنفة الفقراء وعزة أنفسهم، ما أظهرت لأحد ما بداخلها وما يعتورها من عوز، والمحتاج في مجتمعنا الجامعي .. وللأسف يحتقرونه ويجعلونه مادة سخريتهم ولقمة يلوكون بها ويتندرون، كاجين كثير واجهت صعوبة من المجتمع الجامعي، انكسرت وتحملت الكثير والكثير من الضيق والتقتير بسبب ظروفها المادية، الناس تبقى تنتقد وتزايد وتهاجم وتلفق، يحكمون على الشخص من الظاهر، من صورة الفيس من من، إنه العالم المجنون بالموضات، لا يوجد من يقف معك وانت تنظر لسقف الغرفة لا يوجد من ينظر الى دموع عينك وهي تتهاوى بنارها جروحك وصبرك وخذلانك، الجميع لا يعرف شيئا عنك انت فقط. تتصنع الضحكة.

للمواطن حق في الحياة

في الأخير أحب أقول لكل شخص قصته تشبه قصة كاجين كن مع الله، ولا تبالي لشئ، لا تقلق إن كنت وحيدا، لا تخف إن كنت بلا معين، وبلا سند، الجبار هو الله سبحانه وتعالى والفرج قريب، عاهدني أيها القارئ إذا كنت غير قادر على المسؤولية لا تنجب، كم عقدة نفسية ومادية يعيشها الأبناء بسبب بعض الوالدين؟ إلى كل فرد من المجتمع ماذا تستفيد عندما تكسر قلب إنسان يضحك.. إنسان ساتر ضعفه بضحكته، أما يكفي قلة وعي؟
دعوا الناس في حالها، في مادة حقوق الإنسان حق المواطن أي كلمة المواطن يعني الجميع يشمل بها الفقير، أولا الحق في المساواة، ثانيا الحق في الحرية، وثالثا الحق في الكرامة؛ بمعنى عدم التعرض للتعذيب كما يحدث الآن في سجوننا، والمعاملة اللاإنسانية، والخارجة عن القانون الدولي والأعراف، من سوء المعاملة، ملاحظة… لمن أراد ان يعرف عنوان المقال، معنى اسمها: أين الحياة.

بقلم: رسل المعموري

أضف تعليقك هنا