من يكرّم نفسك هو أنت

من أراد أن يكون إنسانا وشخصا ليس كأي شخص، وإنسان عليه بالاجتهاد على نفسك وتطوريها، وإيصالها للمستوى الذي يجعل منها مهمة وملفة، لن يجعل منك أحد ذا قيمة ومكانة إلا أنت، وحتى من يكرمك لن يكرمك من العدم، ومن لا شيء، فحتما نجاحك وتفوقك وإنجازك وتميزك وإبداعك وعملك المنفرد هو من يجعل القريب والبعيد يقف وقفة احترام وتقدير لإنجازك، وما قمت به، ويتم تكريمك وفقا لذلك، فهنا أنت من قمت بتكريم نفسك حيث اجتهدت على نفسك جيدا، وبذلت قصارى جهدك في أنك تصنع كل جميل وعظيم، فأنت السبب الأساسي الأول والدافع المباشر الذي جعل من الجميع أو من جهة معينة تقوم بتكريمه تقديرا لما قمت به.

كيف تكرم نفسك؟

بالاجتهاد والإرادة

بإمكانك تكريم نفسك بأقل الإمكانيات والتكاليف والجهود، ولك من عمل واحد يتم تخليدك وكتابة اسمك وإنجازك بحروف من ذهب، وهذا ليس بالمستحيل فهو من الممكن جدا متى توفرت الإرادة الكافية التي بها تحرك كل المركون لديك مع إصرار وحماس واجتهاد ستصل للمبتغى بصعوبة نعم ولكن صعوبة مع سهولة جعلت الحلم يتحقق.

ابتعد عن كل شيء ينزل من قيمتك

لك أنت تكرم نفسك وترفع منها متى رفضت كل ذل كل إهانة، كل إساءة، كل سخرية، كل ظلم، كل حقد، كل تهميش ..كل شيء ينزل من قيمتك كإنسان ويعرضك للتعب النفسي، ويحطم من طموحك وأمالك وينهي أحلامك ويجعل منك شخصا لا وجود لك عند نظر الجميع.. فلك أن تكون إنسانا نادرا بأقل ما عندك، يكفي أنك برغبة شديدة وبأمل كبير وأمنية وحلم قوي وصادق تريد التغيير، وترفع من نفسك وتكرمها بأن تجعل صاحبة كرامة، لا تؤمن لمن يحاول إقناعك أنه يستطيع أن يصنع منك خيرة البشر، فإن صنع يصنع منك أقل منه بكثير، فلا أحد يحب أن تفوته وتتفوق عليه مهما كان وإن كنت أحسن منه وتستحق إلا أنه لا يقوى على رؤيتك أن تعلو وتعلو وهو في مكانه وسوى ينزل إلا الذين يحبونك من القلب، فهؤلاء دوما يسعدون برؤيتك باحسن حال.

حوّل أمنياتك إلى أعمال

كرم نفسك لا بالتمني وفقط وإنما حول الأمنية الى حقيقة تعيشها وتستمع بها وتعلو بها وتسكن القمة بمساعدتها وبفضلها إن اعتمدت عليها واشتغلت عليها جيدا، إن الانتظار من الكسل وتضييع للوقت ولن يوصلك للقمة، فلا تنتظر أن تتحول الأمنية لوحدها دون عمل جبار منك، ولا من أحد يعمل عملك ويحقق أمنيتك وحلمك الذي هو يخصك أنت وفقط وإن عاد بالفائدة والنفع على الجميع.

كرم نفسك بما يعلي شأنها ويحفظها

كرم نفسك باحترامه الذي يجعل كل كبير وصغير يحترمها.. كرم نفسك بالتحدي والعزيمة الذي يجعل منك بقوة عشرة أقوياء..كرم نفسك بالعلم والتعليم.. كرم نفسك بمقاومة ما يجب أن يقاوم.. كرم نفسك بالصبر الذي يمنحك الفرج.. كرم نفسك بالحفاظ عليها وعدم رميها في أحضان من لا يرحم.. كرم نفسك فهذا أقل واجب تقوم به اتجاه نفسك.

كرم نفسك بالخير وفعل الخير

من حاول وأبطل كل الهجومات والمواجهات التي تجعل من ذليلا تافها أحمقا غبيا لا معنى لك.. فأنت الانسان الذي يعلو جميع المخلوقات بالعقل الذي لا يضر سوى ينفع، لن تكرم نفسك بالحرام والمعاصي والذنوب واتباع الشهوات وبالإجرام والتعدي والشر والظلم فالنفس لا تكرم بهذا وإنما يتم نبذك وطردك عن عالم الصالحين.. كرم نفسك بالعمل الخيري الانساني الذي يمثلك ويدل على مدى إنسانيتك وخيرك وصلاحك الثابث المثبت..كرم نفسك بكلمة طيبة ومعاملة طيبة وابتسامة طيبة وقول طيب ونية طيبة فبالقليل لك أن تكون عظيما وكبيرا.

فيديو مقال كرم نفسك