كلمة إلى بلادي.. كلمة إلى رئيس بلادي

الإنجازات والأفكار التي يؤمن بها رئيس تونس قيس سعيّد

رسالة إلى “صوت الحق”، رسالة الى رئيس وطني، إليك سيدي رئيس “قيس سعيّد” وقبل كل شيء سأوجه لك هذه الكلمات من عقل يماثلك، وروح تضاهيك، وأفكار من رحم أفكارك، لم أكتب هذه الكلمات إليك كشخص ولا يهمني منصبك ولا كفاءتك ولا أموالك ونسبك، سأكتب وانا سأوجه إليك كلماتي أو هي كلماتك صدقا وأفكارك، بصوت حق، وستدرك تماما أنك من أهله، بل سيده في هذا الزمن القفر، وهذه الحداثة المادية التي شوهت كلمة الحق، وأخذت من الباطل منهجا وكأنها رهينة للزمن، وهذا الزمن يا سيدي قد رفعت كن شأنه وعظمة قدره في التكوين والتدوين والامتثال الدائم للحضارة التي تنتجها الأجيال.

إيمانه بخلود الفكرة والرؤية

لقد ٱمنت بالخلود في صورته المثالية وهي خلود “الفكرة”و”الرؤية” في هذا الوطن العظيم وأفضل ما اشهد به هو قولك : “إما أن تتحدث عنا أجيال من أحفادنا، أو أن نكون سطرا مخجلا يدرسونه في كتب التاريخ”، وسيشهد التاريخ بالفعل يا سيدي وستتحدثك عنك أجيال، وستفخر بفكرك وعبق رؤيتك ووضوح عملك وإن لم يعرف الكثيرون قيمة هذا العمل العظيم، عمل إنسان واقعي صريح قد أغراه حب الوطن.. يؤمن الكثير من أصحاب السلطة والنفوذ والمشاريع الوطنية بالدستور والرأي العام، وباسم الديمقراطية يشرعون القوانين ولكن إيمانك المستمر بقوة الشباب وأفكارهم قد بنى مشروعا كاملا ينظم أفكارك أو بالأحرى لقد نصرك الشباب يا سيدي كما في منظورك “الشعارات التي كتبها الشباب على الجدران أفضل بكثير من هذا الدستور”.

إيمانه بوعي شعبه

أكرر وأعيد إنني لأعدد مزايا فكرك العظيم، ولا أمدحك كشخص كمدح المتنبي لسيف الدولة، أنا تونسية من الأحرار كما في رؤيتك أمدح فكر “رئيس الدولة”، تونسية ويشرفني تمام الشرف أنك رئيسي وقدوتي، تونسية وبلدي لأعظم حكومة، وأعظم رئيس، وأعظم شعب وقف أمام هذه الجائحة بقلب نابض للوطن، للحياة ..بزعماء وأبطال من الجنود والأطباء والممرضين سلام عليكم والمجد لكم كلكم دائما وابدا..قبل أن يحظى هذا الشعب العظيم او بالأحرى الفئة الواعية منه بحبك واحترامك لينالوا ثقتك وينتخبوك رئيسا، وبكل عفوية، أنت تقول قبل رحيل الرئيس السابق رحمه الله “الشعوب الذكية تنتخب صانعي نموها وازدهارها والشعوب الغبية تعيد نصوصها وجلاديها للحكم”، وها نحن يا سيدي ،ها نحن يا سيدي شعب من أذكى الشعوب وأعظمها.

إدارته الحكيمة لبلاده في ظل أزمة كورونا

وبكل تواضع يا سادة القراء تونس عرفت اليوم مصيرها ومسؤوليتها، ليس في انتخابك يا سيدي فقط، بل حتى في تضامننا واتحادنا في مقاومة هذه الجائحة، هذه المعضلة الوبائية التي جعلت البناء خرابا وقدست العلم والعلماء وأطاحت بأهل الضعة والرذيلة الذين جردوا أنفسهم من كل القيم والمبادئ وانحنوا طوعا لقلوبهم وغريزتهم ونشروا الفساد وسوء الخلق وخلقوا للتخلف فرصة لكي ينمو في هذه البلاد العظيمة، فئة أخرى يا سيدي، تتقد قلوبها عليك غيظا وحقدا وقل للغيظ في قلوبهم “متى ملكت قلبا حتى تمس قلب رجل الوطن” ،لم تجب يا سيدي بل لعلك لم تنظر ابدا في ما يقال واكتفيت بقولك “لا تهمني الانتقادات فلينتقدوا ما يشاؤون “، معك حق وكما قال اروفيوس “كلام الحكيم حماقة في نظر المجنون “أقول لأحدهم، اغرس في أعماق روحك روحا وطنية واقعية صادقة، ثم انظر بعينك وتفقد ببصيرتك شؤون الدولة التي جعلت من العدل شعارا وحقا وفريضة قد تصل إلى مقام القداسة في نزاهتها ووجوبها كما في قولك سيدي “اما أن تكون دولة العدل أو لا” وقولك الذي يبين عمق فكرك الواقعي في مسألة العدل كركيزة وطنية فاعلة “العدل قبل المساواة”.

تشجيعه على التفكير وإيمانه بالفكر الحر

بعد مسالة العدل أردت بناء هذه الدولة على “الأفكار” ولله در من اعتنق الفكر الحر مثلك يا سيدي، وكما قلت في هذا القول الثمين والذي اتخذته بمثابة مبدئ فعلي لا يقاوم “الفكر الحر لا يمكن ان يفرض عليه حصار” وجعلت من هذا الفكر عماد دولة حرة وعماد برنامجك الانتخابي الذي عرضته على الشعب كما في قولك “لا أملك برنامجا انتخابيا يسوق للأحلام الواهية بل افكارا سأعرضها على الشعب”، ولم تثمن الفكر فحسب بل حتى التفكير عظمت من شأنه كما قلت سيدي “حرية التفكير اهم واكثر فاعلية من حرية التعبير “.

جعله السياسة مرتبطة بالأخلاق

يقولون أن ليس لك اي صلاحيات أو لا تفقه السياسة وشؤون الحكم لكنك سيدي تحمل مشروعا أخلاقيا بالاساس واردت بناء ما يسمى ب “اخلاق السياسة” وبعيدا عن موروث الشخصيات السابقة مع حبك العظيم لمٱثر التاريخ، لقد اعتبرت أن للسياسة معضلة كبرى وبادرت بوضعها كأهمية في النطاق الوطني العام كما في قولك “عندنا ازمة في الفكر السياسي حاليا في تونس”. انك لم تختص في القانون فقط كما قال “الحداثيون” بل عن معرفة بالشعر والأدب (وعود كافور الاخشيدي للمتنبي كانت مثلك في تبرير صدق وعودك) والفلسفة والتاريخ والسينما.

ربطه القانون بالأخلاق

لقد ربطت القانون بالأخلاق وذلك محور هام في فكرك العظيم كما في قولك “المسائل التي تدور حول القانون هي بالأساس مسائل أخلاقية” ولقد كنت منبع الأخلاق ذاتها فأمانتك وصدقك وتواضعك خير دليل على ذلك قولا وفعلا، لقد طرقت بيوت الفقراء واستمتعت إلى الرعية وامنت بالشاب وغرست فينا الامل وكما في قولك الرائع هذا “شعبنا أمانة وأمتنا أمانة والدولة أمانة، فلنحمل هذه الأمانات كلها بنفس الصدق والعزم، وليس ذلك علينا بكثير.”، نزاهتك أيضا وقوة شخصيتك وموقفك الذي بنى هدفك الوحيد، ألا وهو “مصلحة الوطن” لم تقبل باي خيانة ولا سرقة ولا جريمة ولا فساد في حق هذا الوطن الغالي وحتى في خضم هذه المعركة الوبائية كما في قولك :”المناورات تحت عباءة الدستور لن تمر، لن نترك تونس تتقاذفها المصالح المعلنة أو المخفية “، لم يغريك مال ولا جاه ولا قصر ولا ثروة، ولا أي شيء من زينة الدنيا هذا ما اكدته لنا فعلا يا سيدي في هذه المحنة التي نمر بها وحتى ما قبلها وكما قلت “لا تعنيني القصور، حتى قصر قرطاج لا أعرفه كله.”

دفاعه عن قضايا الأمة العربية عامة وتونس خاصة

نعم يا سيدي أقول مرة اخرى لقد كنت ولا تزال أسد تونس، وإن قطعك الجميع، وإن خالفوك فسأبقى وفية لك ولقيمك ولشخصيتك الواقية الوطنية التي حللت القضايا بعمق وبيان وشغف وخاصة بنقد مستدام _فتالله ليتحلى الواقع بمرارة النقد_لدى الأشخاص الذين لديهم رؤية وطنية ثابتة، أبرز ما جذبني إلى شخصيتك العظيمة تحليلك لقضايا الأمة عامة ومن ثم تونس، أو بالأحرى تونس والامة العربية الإسلامية واحد لا يتجزأ أبدا، لقد بعث في الشعوب العربية أملا لتكون الافضل،لتبلغ الافضل، لتبقى الافضل، ٱمنت بأن جهودنا كلنا ستغير التاريخ.

لا عواقب امامنا ابدا لدينا ارادة صلبة وعزيمة لا تكسر، وكما في قولك “ليست لدينا أساطيل، ولكن لدينا إرادة لا تميل” كما اعتبرت أن عائق الامة الأكبر هو “انتشار ثقافة الهزيمة” رغم وجود كامل العزيمة كما قلت سيدي”ثقافة الهزيمة التي تسود داخل المجتمع العربي أكبر من الهزيمة ذاتها” وأهم ما ميزك هو انك طرحت القضية الفلسطينية ودافعت عنها، بل لعلك حركت النفوس وأيقظت الضمائر بقوة لتبلغ عنها حتى إن الفلسطينيين قد وقفوا لك احتراما وتقديرا، لقد وضعت لهذه القضية حدا هاما واعتبرت التطبيع خيانة والمجازفة اثم كما في قولك “التطبيع خيانة عظمى وهي مظلمة القرنين” ،”فلسطين ليست ضيعة أو بستانا ،وحق فلسطين لا يمكن أن يسقط بالتقادم..وقانون الخيانة العظمى لا يحتاج الى مبادرة تشريعية بل هو موقف سياسي واضح”.

إيمانه بالعمل التطوعي والعمل غير المعلن

وقلت في شأن الأمة كلها شعارا واضحا ألا وهو قولك “لا يمكن تغيير الجغرافيا ولكن يمكننا تغيير التاريخ.” ،سأنتقل الآن إلى طابع شخصيتك الواعية والمثقفة وايضا ناجحة لقد كنت تؤمن بالعمل التطوعي كفكرة رئيسية ثابتة والى فكرة العمل الغيرالمعلن، نعم طبعا انت يا سيدي انسان واقعي الفكر وليس كل ما تعمله يُرى في الإعلام او في الكاميرات، أنت ببساطة تعمل في صمت وجزاك الله وحده على كل خير.

اهتمامه بالقيم والمبادئ والعيش بكرامة

كنت انسانا صادقا مؤمنا تعيش بكرامتك كما في قولك “لا اخاف الموت ،بل أخاف العيش بدون كرامة” وشخصيتك الثابتة التي أخذت من عمر ابن الخطاب رضي الله عنه نموذجا يحتذى به في كل حدث وموقف، لم تكن تخضع للقوى الخارجية التي تحاول وضع الحد من قيمك واكتفيت بقول “انا لا اخاف من أحد الا من الله”، نعم كلنا مسلمون لا نخاف إلا من الله تعالى وحده الخالق الذي أنشأنا على حب الأخلاق والقيم ومحاربة كل أشكال الرذائل من بينها قضية الفساد التي سميتها بالمعركة الشاقة، والتي زرعتَ من خلالها في نفوس المواطنين موقفا مفعما بالنصر، بالفوز ،بالامل كما في قولك: “معركة محاربة الفساد ستكون طويلة وشاقة والإنتصار سيكون حليف تونس” نعم نحن أصلا على أبواب الانتصار يا سيدي ان شاءالله سننتصر رغم الداء والاعداء حبا لوطننا حبا لارضنا وعشقا للقيم وخاصة “لكلمة الحق”.

إيمانه بدور الشعب وقدرته

وأكدت يا سيدي على مسألة الأمن القومي في كل موضوع وحدث باعتبارها ركيزة المجتمع وقوته الداخلية وهي قضية لا يتحدث فيها امام عدسات الكاميرا كما قلت ووضعت لها قواما اجدر لما كان في السابق كما وضحت لنا في قولك”الامن القومي لا يتحقق الا بضمان حقوق المواطنين وحفظ كرامتهم” وكما في كل مقال سيدي تعود بنا الى الشعب ودوره واهميته، اكدت لنا حقا منذ توليك الحكم عن معنى “الديمقراطية” الحقيقية عن معنى الحرية خاصة ابذي وضعت له اساسا واقعية فذة اهمها “المسؤولية” واعتبرت ان الحرية الحقيقة تكمن في مدى استجابة الفرد لافكاره وقناعاته كما في قولك “الكل حر في قناعاته” ،وفي مذاهبه”، كما اعتبرت حرية شعبنا حرية ثمينة قوية لا يكسرها اي حلف كما في قولك “ليكن الجميع على يقين ان الحرية التي دفع شعبنا ثمنها غاليا لن يقدر احد على سلبه إياها تحت اي ذريعة او تحت اي مسمى “وكنت تأكد دائما على قوة تطلع شعبنا للحرية في شكلها الواقعي العام كتطلعه للعدل تماما كما في قولك: “شعبنا الذي يتطلع للحرية يتطلع بنفس القوة ايضا الى العدل”.

اهتمامه بالتربية والتعليم

وأهم أحد المسائل الهامة التي أكدت عليها والتي اظهرت حكمتك ووجهتك الدقيقة في تحيل الامور الواقعية في تونس هي مسألة التربية والتعليم واعتبرتها أحد الشروط الاساسية في الامن القومي واكدت على اهميتها في قولك “لابد من احداث مجلس أعلى للتربية يكون فوق السياسة والاحزاب والحكومات” ،لقد حملت مشروعا باسم “الحق ” يشهد عليه الكثيرون وانا اولهم واكتب واسخر وقتي كله لهذه الثورة الفكرية الوطنية التي تريد اعادة السلطة الى الاخلاق (العقل) والدين.وبناء على ذلك تتحقق الكفاءة كما في قولك” الكفاءة لا تتحقق ابدا بالشهائد العلمية” .ان الثورة الاساسية الي تنادي من اجلها سيدي هي تحرير العقول من الخرافة وتجريد الحقائق وبناء العقول بناء حقيقي ثابت وهو النقطة الثابتة ما وجد في امة،استعادت قداستها” ..نعم يا سيدي رسالتك كانت واضحة وصريحة لننطلق انا وانت والشعب نحو تلحرية الحقيقية لنحلق في عالم الافكار والحقائق ولا ننسى ان “العصفور الذي انطلق نحو الحرية،لن يعود الى القفص ابدا من اجل الفتات”.

فيديو مقال كلمة إلى بلادي.. كلمة إلى رئيس بلادي

 

 

 

أضف تعليقك هنا

رحمة التيس

رحمة التِيس