كورونا والرهان على الشعب – #سلطنة_عُمان

بينما ينتشر هذا الوباء سريعاً في جميع القارات، تتسابق مراكز البحوث العلمية في مختلف بلدان العالم؛ لإيجاد لقاح فعّال في أسرع وقت ممكن لاحتواء هذه الجائحة ولكن إلى الآن لم يتم اكتشاف هذا اللقاح المنتظر ليستمر التفشي ليصيب ويقتل الآلاف يومياً حول العالم.

هل وقفت مراكز البحث العلمي عاجزة أمام هذا الوباء؟

وسط هذه الكارثة التي حلت بالبشرية وعلى الرغم من التكنولوجيا المتقدمة التي وصل إليها الإنسان في مختلف العلوم إلا أنه يبقى هو العنصر الأساسي والفعّال في هذه الحياة ويبقى السلوك الإنساني هو المؤثر الحقيقي على مجريات حياته… وما الدليل على ذلك ببعيد، فبينما يفتك كورونا بالبشرية الآن لم تجد الدول والحكومات ومراكز البحوث العلمية الحل الأمثل إلا في سلوك ونمط حياة الإنسان نفسه وعاداته ومعتقداته.

الحل بين يدي الإنسان نفسه فكيف ذلك؟

◾ إدراك الحقيقة

من هذا المنطلق يجب أن تدرك الشعوب هذه الحقيقة، وأن الحل هو فقط بيدها لا بغيرها،
وأن الرهان الحقيقي في هذه المعركة هو الشعب، فهو السلاح الوحيد إلى الآن القادر على القضاء على انتشار هذا الوباء.

◾ وعي الشعوب

في مثل هذه الظروف تظهر معادن الشعوب ومدى ثقافتها ووعيها الحقيقي وقوتها وتلاحمها وتكاتفها فيما بينها وبين الحكومات، وقد ظهرت لنا حقائق بعض الشعوب التي كان الكثير يعتقد إنها وصلت مرحلة الكمال في الثقافة والوعي والتماسك وغيرها، بينما في أول اختبار حقيقي انهارت تلك المفاهيم والأفكار والتصورات، فأصبح العالم في صدمه وتساءل، كيف تهاوت تلك الدول والشعوب؟! بينما كانت هي المعول عليها من قبل البشرية بأنظمتها الصحية والاقتصادية والعلمية والثقافية.

◾ الرهان على الشعب العماني

تعالت الكثير من الأصوات أن الرهان على الشعب هو رهان خاسر، وأنه ينقصه الوعي والإدراك بحجم هذه الجائحة وطالبت الحكومة بأن تتخذ الإجراءات بنفسها دون الاعتماد على التزامه بالتعليمات.

تماسك الشعب العماني هو عزها الذي لا يُضام

الحق أنه لا يمكن تجاهل أن هناك فئة في المجتمع لا تلتزم بالتعليمات، وهذا بأي حال من الأحوال هو الطبع الآدمي إلا أنني على ثقة بأن هذا الشعب سيبقى هو الرهان الحقيقي، ولطالما أظهر العمانيون معدنهم الأصيل وقوتهم وتلاحمهم وتكاتفهم في الكثير من الأزمات التي مرت بهم عبر تاريخهم، فكانوا وما زالوا يقفون صفاً واحداً للتغلب عليها، وهناك الكثير من الشواهد في الماضي والحاضر على قوة هذا الشعب وروح التعاون التي تنبض في جسده.

حتى أصبحت عمان بفضل الله وبفضل هذه الخصال الأصيلة التي نشأ وترعرع عليها كل عماني جيلاً بعد جيل مثالاً يحتذى به، ومدرسة يعتمد عليها في مجال إدارة الأزمات بمختلف أنواعها، وهنا نستذكر مقولة السلطان الراحل طيب الله ثراه فيكم:‏
” لقد صبرتم وصابرتم وواجهتم التحديات وذللتم العقبات فرعى الله مسيرتكم وكتب لكم السداد والتوفيق فحمد لله على ما أولى وأسدى حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه”

إن الوباء يراهن على قوة الشعب العماني فكيف كان الرهان؟!

ها هو اليوم يعيش وطننا العزيز وأبنائه ملحمة جديدة في حربٍ ضد هذا الوباء المتفشي، وها هي حكومتنا الرشيدة أعدت العدة و اتخذت من الإجراءات والتدابير اللازمة ما يمكنها من خوض هذه المعركة معتمدة على الله وعلى أبناء الوطن بمختلف شرائحهم؛ وجعلت منكم الرهان الحقيقي، ولطالما كنتم الرهان الناجح في التغلب على جميع الأزمات التي سبقت بفضل الله.
فلنحافظ على سلامتنا وسلامة أهلنا ووطننا، فنحن الآن في مرحلة حاسمة ومعركه فاصله إما أن ننتصر فيها وننعم بالأمان والسلام لمن نحب أو نتهاون ونخسر ونتذوق مرارة هذا الوباء لنراه يفتك بمن نحب أمام أعيننا، ونسمع صرخات الألم ونحن عاجزين أن نفعل لهم أي شيء.

التاريخ يسطر قوة الشعب العماني بمداد من ذهب

إن ما يحدث في العالم بلا شك هو حدث تاريخي سيكتب بحروف الألم و الأمل وستقرأه الأجيال القادمة،التاريخ سوف يسطر صمو فلنجعل تلك الأجيال تقرأ كيف استطعنا أن ننتصر رغم المعاناة، وأن هذا الشعب لا ينكسر، وأنه من يكسب الرهان دائماً وهو الدرع المتين و السد المنيع الذي تتكسر أمامه الأزمات والمحن جميعها، شعبٌ راقي متحضر يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه نحو وطنه ومجتمعه، وحتى يفخر بنا أبناؤنا وأحفادنا فالمستقبل وليسيروا على نهجنا ومن يأتي من بعدهم.
*حفظ الله عماننا الحبيبة وشعبها الوفي من كل مكروه، وأدام الله علينا نعمة الصحة والعافية*🤲

فيديو مقال كورونا والرهان على الشعب

 

 

 

أضف تعليقك هنا