لعبة الحياة

كنت على عجلة من أمرك..

كان الفضول للمزيد من الاكتشاف هو السر وراء هذا التعجل…أردت أن تكبر !!فمنحت ذلك …كبرت…

وحينها فقط  فهمت ¿..ومع الفهم… مؤكد…انك صدمت وذهلت ….صدمت من هول  المفاجاءات… لانك ستكتشف بعد لأي

طموحاااااتك كإنساااااان أكبر بكثيييير من قدراتك

…تفكر …فتريد …فتسعى …فلا تستطيع…فتحزن…

حيرة النفس وتخبط الأفكار

لكن نفسك المثابرة ستحاول الانتفاض في وجه هذا الاختناق …تعود بك أفكارك إلى الوراء …إلى ذلك الماضي السحيق…فتجد بعض الإجابات التي علاها الغبار… أحداث على هيئة أشخاص وأشخاص على هيئة أحداث ..كنت متاحا لأفضل من هكذا حال ..بيد أن الحمق الذي كنت محاطا به من كل جنبات حياتك البيضاء هو من عجنك وأضاف مقادير الملح والماء والكثير من الفوضى وأغلق ما رآه متوجبا للغلق من مفاتيحك العقلية والنفسية …وفتح ما رآه متوجبا للفتح …نعم كان التوجيه والتعهد منذ البداية لعينا بائسا ..الأرض كانت خصبة والمياه كانت ترسم قنواتها في شكل البسمة ..لكن الحائل الحقير سد انسياب مياه البسمة والسرور حتى استحالت  الأرض الخصبة جدباء بور ..

ماذا عساك أن تصنع ؟

هل تستمر ؟ هل تتوقف ؟

يا الله يارحمان ..حيرة قاسية وسنوات على أرصفة الإهمال تتقاذفها رياح عبثية يمينا وشمال

بعد كل هذا العناء وهذا الاستجداء ..لا إجابات شافية !

ترى كيف تسللت إلى حياتك كل هذه الفوضى ؟

هل كنت غائبا ام مغيبا ؟

هل كنت غبيا ام مستضعفا ؟ ..

ليس أمامك خيار آخر الا أن تبدأ في لملمة شتات نفسك ..عليك أن تكفر بالترقيع و أن لا تفكر بالترميم..

ما ضاع يكفي .. فالحياة لا تتكرر فرصها ،ولا ترجع أبدا إلى الوراء لذا أحسن لنفسك ..وقل لها كلاما جميلا  فلربما  حان لها بعث جديد واجعل العقل ملكا آمرا والعاطفة مذعنة

هلال الأمل في ليلة الشك

مع كل شمس تغيب.. تطوى قصص  وأحداث ..ومع بزوغ كل فجر جديد ..تبدأ أحداث وقصص أخرى ..إنها باختصار قصة الحياة ..تبدأ وتنتهي وما تلبث حتى تبدأ مرة أخرى  بين دفتي هذا الكتاب السرمدي… شروق الشمس وغروبها …

ومن ثنايا هذه الحلقة الكونية المنطلقة دون توقف ..تنبعث زفرات الأحياء الذين تعج الدنيا بهم ..كل يسعى في رواقه.. فواحد يعمل.. وهذا يدرس.. وذاك تخرج ينتظر التوظيف..  وآخر ارهقته الحياة فأسلم نفسه للعطالة ورضي بالبطالة.. وكادح في طلب اللقمة ليسد بها رمق العيال ..لكن ما لهذا خلقت الحياة ..

وكيف تحلوا حياة خالية من هدف منشود وخطة موضوعة ودراسة مستفيضة وجهد مبذول وسعي حثيث كلا والله فما نيل العلا بالمطلب المتاح لأي كان.. ليست مطلبا متاحا لعابث او خامل كسلان ..

وفي هذا الخضم قد يبتلى المرء وغالبا سيبتلى.. بصفعات الأيام وخيبات الامال ولكن عليه ان يتيقن ان السماء لا تمطر ذهبا أبدا ولن تجود عليه بما يريد

العيب أن تركن لفشلك وتكف عن المحاولة

تقول الحكمة المأثورة ان الأهداف لا تعلم شيئا عن تعب الإنسان ..

فهي لا تحزن عليه ان تركها ..كل خير تناله لن يشعر به غيرك وكل شر ينالك لن يتحمله غيرك، ليس عيبا ان تفشل وليس الفشل بالعيب أصلا.. العيب هو الركون للفشل والاخفاق والرضا بالواقع البائس وعدم تكرار المحاولة مرة بعد مرة ..نعم المحاولة على الاقل للنهوض، وإذا كان الفشل عيبا فكيف نتعلم وكيف نستخلص الدروس، إنه محض تجربة تتخلل معارك الحياة الكثيرة المختلفة والمتجددة   ..هذا لمن عقل و خبر الحياة ..

انا لست هنا لأثني خيرا وامدح الفشل ..ما اريد فقط أن اقوله ان  المحنة ستظل محنة.. إذا اردنا ..

والاخفاق قد يقتل فينا روح الانبعاث.. إذا أردنا ..

فكل شيء خاضع لارادتنا ..والارادة القوية ستردي المحنة أثرا بعد عين ..وتحيلها إلى منحة ونعمة سابغة ..تحيي بها نفوسنا من جديد..

وتجعل من الإخفاق تعديلا لبوصلة أخطائنا السابقة.. لنتفادى مستجدات لاحقة ومسلسلات ماحقة!

…هو مسلسل من عدة أجيال وأجيال من عدة حلقات…السيناريو والإخراج والإنتاج والبطولة ليس لك منهم اي حظ …لك فقط بعض البصيص من الخاتمة بشرط …أن تكون فهمت

بقلم: فاروق بن عبود

أضف تعليقك هنا