لعل الخير يكمن في الشر

عنوان المقال ذكر فى قصة عربية قديمة لكن اليوم سوف نرى هل يمكن تطبيقه فى مواقف الحياة التي تقابلنا؟

ربّ ضارة نافعة 

تجتاح العالم حالياً جائحة كورونا وهى بالتأكيد نوع من أنواع الشر المطلق من وجهة نظر الأغلبية العظمى من البشر باختلاف لغاتهم وثقافتهم، لكن إن قلت أن هذا الشر يكمن فيه بعض الخير أو ربما الخير كله هل سيصدقني أحد؟ أعتقد أن البعض سيقول ماهذا الهراء والبعض الآخر سوف يصفنى بصفات مثل الجنون أو ما إلى مالا آخره أما القلة القليلة يمكن أن تقرر الانتظار لنهاية المقال للتحقق من هذه الفرضية التي تم افتراضها.

افتراضية الشر

دولياً عدد الإصابات المتزايدة وعدد الوفيات والحظر الدولي بين الدول وبعضها البعض والسيطرة على المؤن الطبية ومحاولة القرصنة على بعض الإمدادات المقرر تصديرها لبعض الدول أو أخذها بالمزايدة لصلح دول أخرى ناهيك عن نقص المستلزمات الوقائية والعلاجية التى عانت منها دول هى فى مصاف الدول المتقدمة، كذلك العلاج بالأفضلية الذى ظهر فى كثير من البلدان لعدم وجود أماكن كافية لعلاج الجميع لذا تم تفضيل العلاج لصغار السن وترك كبار السن وهكذا من الأمثلة الكثيرة التى لاحصر لها ولعل هذا جزء من كل.

إقليمياً أو محلياً: داخل البلد الواحد إجراءات الحظر التي استهتر بها البعض فجعلت حالات الإصابة فى تزايد لأنهم رأوها كقيود تقيدهم فى المنازل حتى إجراءات الوقاية من لبس كمامات أو غسيل وتعقيم الأيدى أخذ نصيبه من المزايدات، أضف إلى ذلك منع التجمعات بكل أشكالها بداً من المؤسسات التعليمية ودور العبادة وانتهاءً بأى طابور فى الأماكن الخدمية ومروراً بكل المناسبات الاجتماعية، كل ذلك شر من وجهة نظر فرضية الشر.

افتراضية الخير

هل ما سبق سرده من أوجه الشر يمكن أن نجد فيه أى خير؟ نعم تأمل معى الدروس المستفادة من جائحة كورونا، ستجد الآتى أكبر درس للبشرية جمعاء أن جميع الدول بكل تقدمها العلمي ومايترتب عليه فى كل أوجه التقدم “غير قادرين على التصدي لمثل هذه الأوبئة ” لذا يجب أن نعي هذا الخير الذى سيغير من نمط استعدادنا لمواجهة مثل تلك الأوبئة ووضع خطط جديدة للنهوض بالمؤسسات الصحية وتخصيص أماكن ومباني مجهزة وتدريب الكوادر الطبية والتمريضية على ذلك والعمل على تطوير خطوط إنتاج للمستلزمات الوقائية التي أظهرت بعض الصفات الأنانية ” أليس هذا خيرآ”؟

من يرون مكوثهم فى المنزل قيداً، أتعجب منهم لأنهم أولئك الذين كانوا يرجون الحصول على أجازات مدفوعة أو كانوا يختلقون الأعذار للهروب من ساعات العمل الطويلة، يجب ان نعترف الآن أن الذهاب للعمل هو نعمة كبيرة أما وجه الخير هنا فهو التقرب من أفراد أسرتك وإكتشاف أشياء وصفات فى أفراد عائلتك لم تستطع معرفتها وأنت بالكاد تقابلهم فى العطلة الأسبوعية، أما كوادر الباحثين والأكادميين أنا على يقين بأنه كانت لديكم خطط بحثية قيد الأدراج والآن حانت لحظة خروجها، كذلك لمن أتعبهم البعد عن القراءة سواء كانت تعبدية أو ثقافيه فهيا انطلق لأنه لديك وقت وفرصة عظيمة ربما لن تسنح لك مرة أخرى.

هل كان لجائحة كورونا انعكاسات إيجابية على الصعيد الخدمي؟

والخير امتد كذلك لسلوكيات النظافة العامة والحرص على تغطية الوجه أثناء العطس أو الكحة بمنديل أو بمنتصف الكوع وهذه الإجراءات رأيتها كثيراً فى الغرب وتعلمتها ولكن كورونا أجبرت الجميع على اتباعها والترفع عن سلوكيات خاطئة كانت متبعة فيما بيننا باختلاف الثقافات، الخير يكمن فى الدروس المستفادة ممن سبقونا فى الإصابة وتعلمنا منهم كيف نواجه جزئياً هذا الوباء و الخير أيضا فى البحث ليلاً ونهاراً عن علاجات لهذا الفيروس.

وهناك أيضاً ثقافة جديدة فى مجال التعليم عن بعد الذي كنا بعيدين عنه بصورة كبيرة في أقطارنا العربية، أصبح سهلاً ميسراً واكتسبنا فيه خبرة جيدة لابأس بها يمكن أن تفتح لنا مجالات عمل فى المستقبل حيث أنه لايتطلب منك سفراً أوإجراءات تأشيرة معقدة بإمكانك الآن إضافة تلك الخبرة لسيرتك الذاتية وابحث عن فرصة عمل عبر البحار، مازال هناك أوجه للخير فيما نحن فيه، فمن فضلك أحضر قلماً وورقة واكتب فيها خطتك للاستفادة من الوقت الذى منحنا إياه الله عزوجل وإعلم أن الشر ليس مطلقاً وإلا ماكان هناك الخير الذى يمكن أن يكمن فيه.

فيديو مقال لعل الخير يكمن في الشر

أضف تعليقك هنا