مما اعتدناه

كيف يتحول السلوك إلى عادة؟

 العادة هي ما يمارسه الإنسان ويعود إليه مراراً وتكراراً، وتدخل العادات كثيراً في أنشطة التفاعل الاجتماعي كالطقوس الدينية، والعمل، والعلاقات الاجتماعية، والفنون وغيرها من الأنشطة اليومية، وبالغالب تترسب العادات كمعتقد في بعض المجتمعات لتضع إطاراً فكرياً لا يقبل النقاش.

قصة عن بعض عادات الهنود

يحكى رجلاً  في الهند يأمم المصلين في منزله، وكان لديه قطة تشتت خشوع المصلين بالنواء، طلب المصلين الإمام بربط قطته في كل صلاة بعيداً عنهم، حتى لا يتشتت خشوعهم أثناء الصلاة، قام الرجل بتلبية طلبهم وربط القطة، وبعد انتهاء الصلاة وجدوها ميته، فأصيبوا بصدمة وتأنيب ضمير جراء هذا الفعل كونهم سبباً في ذلك، وأجزموا أن يربطوا قطة كل ما صلوا ليطعموها تقديساً للمغفور لها، تعاقبت الأجيال على ذلك وانتقلت العادة لا شعورياً  لتصبح جزءاً من معتقدهم فلا يستطيعوا إقامة الصلاة، حتى تربط قطة.. القطة كان ذنبها النواء كما هي فطرتها، وفطرة الإنسان لا يحب الخروج عن مألِف عليه من سكينة وركود، فخلدت عادة راح ضحاياها قططاً، وتوارث جيل  الإنسان ليربط تلك القطط دون أن يدري لماذا يربطها، وكلُ يغني على ليلاه! ولا ندري ذات يوم  قد ينتبذ في ذلك المجتمع من يريد أن يربط ثعــلـب!

العادات تنتقل من جيل إلى جيل

الكثير من العادات تنشأ على هذا النحو حيث تنتقل من جيل إلى جيل دون أن يعرف الجيل المستقبل، ويتفاعل معها دون أن يعرف كيف نشأت، ولماذا نشأت، وما هي الظروف التي أنشأتها؟ لتضع  الإنسان في إطار صعب التحرر منه من حيث لا يشعر، يرى لينتون أن: مجمل سلوك الفرد يتكون من ثلاثة عناصر هي سلوك غريزي في الفرد، وسلوك هو حصيلة خبرته، وسلوك تعلمهُ من الآخرين، وذهب الكثيرون إلى أن السلوك الإنساني مدين بمعظمهم إلى ثالث هذه العناصر وليس بالأحرى كلهُ خيراً، فعادة غسل العار والثأر في إحدى المجتمعات سلوكاً تم تعلمه من الآخرين راح خلفه ضحايا. كلمة لابد منها: الأفكار التي في عقلك ليست ملكاً لك حتى تتأكد من صحتها، وبعض العادات جزءاً منها.

الأفكار التي في عقلك ليست ملكاً لك حتى تتأكد من صحتها، وبعض العادات جزءاً منها

فيديو مقال مما اعتدناه

أضف تعليقك هنا