من ناحية نفسية في جائحة كورونا ما نمر به

خلال المقال التالي حاول أن تشخص نفسك وتحاول تحديد في أي مرحله أنت في جميع الأوقات وخاصة في أوقات الأزمات نمر بعدة مراحل نفسية يجب فهمها ووعي ما يحدث معنا، بالتالي تكون ردة فعلنا وتصرفنا منطقياً حاملاً للراحة النفسية التي هي مطلب الجميع، وأحد الصدمات التي نمر بها هي الأوبئة وخاصة جائحة فايروس كورونا.

ما هي المراحل النفسية التي نمر بها عند تعرضنا لصدمة ما؟

1- المرحلة الأولى “الإنكار”

عند تلقي أي خبر صادم أول ردة فعل تجاهه يتكون الإنكار، جميعنا مر بها في أول انتشار خبر الكورونا، الأغلب للوهله الأولى أبدى استغرابه وعدم جدية الموضوع وأنكر تأثيرة وأهميته.
عقلنا يقول لنا ونقول للآخرين: هذا غير معقول ، نحن بخير… هذا تهويل هذا لم يحدث الإعلام يبالغ…

2- المرحلة الثانية ” الغضب “

بعد وعي أنه أمر واقع وبه نوع من الخطر، تبدأ مرحلة الغضب وبها تداولنا: كيف حدث هذا ما هو المرض؟ من الملام؟ الصين والخفاش أامريكا و الحكومة وفلان أو فلان هو المسؤول نبرات العنصرية والحقد لوم الآخرين…

3- المرحلة الثالثة “المساومة”

فيها ندخل في المراوغه ومحاولة العودة لما قبل الصدمة نتداول :هل من حلول ؟ كيف يمكننا التوفيق بين رفضنا الأولي والواقع الآن؟ نشعر بالتيه، بالخذلان، نحاول أن نبرر، أن نجد حلول للتغلب على الواقع، هنا تأتي أيضاً ردة الفعل اللاعقلانية بالتهافت على الشراء والتضارب في المصالح.

4- المرحلة الرابعه “الاكتئاب”

تأتي بعد استنفاذ مرحلة المساومة وعدم الخروج بحلول منطقية، والتي يساهم الإعلام والأخبار السلبية المشوشة علينا، فيها نبدأ بالشعور بالواقع والأزمة بشكل أكبر، نفكر بما لم نفكر به من قبل… بالمستقبل والماضي، منا من يحزن  منا من ينتظر وبتابع الأخبار بحثاً عن خبر به أمل، هنا قد ننطوي ولا نرغب بالحديث، نلجأ للنوم للأكل أكثر، أو عدم التحكم بردات الفعل مع الآخرين، وبالتالي المشاكل، أو نشر أخبار محزنة، محبطة، بها إثارة للعطف، منشورات سلبية، كل ما يشعرنا بملئ النقص لدينا وما يعبر عن حالتنا التي وصلنا لها، هنا الخطر لأننا سنؤثر على الآخرين والآخرين المحبطين سيؤثروا علينا سلباً وتطول فترة الاكتئاب.

5- المرحلة الخامسة “التقبل”

فيها نبدأ بالقبول بالأمر الواقع، نحاول أن نأخد ما تعلمناه وما استفدناه خلال الفترة الماضية ونخطط للمستقبل بطريقة أخرى، نقول لأنفسنا ما حدث قد حدث وسيمضي و ستستمر الحياة…

ماهي العوامل التي تحكم أثر كل مرحلة؟

  •  مصادر المعلومات: التي منها الكثير غير رسمي ومرتع للإشاعات والأهداف الخاصة لناشريها.
  • الوعي الجمعي: الأشخاص المحيطين بنا ومدى وعيهم وثقافتهم يؤثر علينا حتماً.
  • الوعي الشخصي: وعينا واطلاعنا وتحليلنا لما يجري بطريقة منطقية.

كيف تؤثر العوامل السابقة على الحالة العضوية؟

ما سبق يؤثر تلقائياً على أفكارنا وبالتالي يؤثر على إفراز الهرمونات والتفاعلات الكيميائية بالجسم:  فترتفع معدلات الكورتيزول الذي يقلل المناعه، يتركز في المناطق الضعيفه بالجسم وفق كل شخص، يعيق التفكير المنطقي، يزيد التفكير السلبي، ينخفض السيروتونين والهرمونات المختلفة الأخرى وبالتالي تؤثر على ردود فعلنا وتصرفاتنا التي تكون سلبية غير منطقية.

أشياء علينا معرفتها

ما هي المرحلة التي وصلت لها شخصياً، والتي وصل لها الآخرين حولي، فكل منا مختلف عن الآخر في طريقة التفكير، والولوج إلى المراحل الخمس، بالتالي طريقة تعاملنا مع الآخرين يجب أن تكون عقلانية، مثلاً الشخص في الإنكار، ارشاده بطرق منطقية بالواقع، نحاول مساعدتهم وليس الانجرار معهم، من يمر بمرحلة الغضب، سنجدهم يتحدثون وينشرون منشورات واراء غاضبة وعنصرية، هنا علينا حثهم على التقكير المنطقي والتفريغ بالحديث والمناقشة، في جميع الأوقات يجب حث بعضنا على التفكير بكيفيه تجاوز المرحلة والتفكير في المستقبل.

إن المرحلة الأهم في جميع المرحل هي مرحلة الغضب، ففيها يجب أن نحاول أن نجعل الشخص عقلاني لانها ستسهل لاحقاً الخروج من المراحل اللاحقة بسهول وسرعه، أما المرحلة الأخطر فهي الاكتئاب، لان الأثر النفسي لها قد يطول، يجب الدعم النفسي والبحث عن الجانب المشرق في الحياة والأمل بالمستقبل، التفاؤل، الإيمان بالقضاء والقدر، فهمنا للمراحل من البداية يسهل الولوج والخروج منها بسهولة، فبناء على وعينا وفهمنا للمرحلة يمكننا الإعداد للمرحلة المقبلة و التسريع من الوصول للمرحلة الأخيرأ… علبنا ان نفكر خمس مرات قبل تبني ما يقوله الآخرين.

كيف نحصل على السلام النفسي؟

الوعي والتفكير البناء الإيجابي، النقدي والمنطقي، عدم الانجرار وراء ما ينشره أي كان، متابعة الأشخاص الإيجابيين المنطقيين، التعامل والتفاعل معهم كفيل بأن يجلعنا نمر بسلام نفسي من هذا الوضع وبالتالي التفكير المنطقي واتخاذ القرارات الصحيحة ونستمر بالتطور والإنجاز.

فيديو مقال من ناحية نفسية في جائحة كورونا ما نمر به

 

 

 

أضف تعليقك هنا