نقطة تحوُّل

هل تشعر بالانزعاج كأب إزاء طفلك الذي يمكث ساعات طويلة أمام الهاتف؟ هل تريد أن يصبح طفلك الأكثر استغلالاً لوقته من بين أقرانه؟ لا داعي للقلق، فهذه الفترة هي فرصتك الذهبية لتشكيل شخصية طفلك بالطريقة التي تريد ولكن كيف؟ بعد قراءتك لهذا المقال ستكون أكثر وعياً بالطرق التي من خلالها يمكنك تعزيز المفاهيم الإيجابية لدى طفلك، ولكن قبل الشروع بتقديم ما أعنيه من مقالي، دعني أروي لك قصة قصيرة تمهيداً لفكرتي…

قصة عن تحويل مجرى وقت الأطفال لما هو نافع

ذات يوم لاحظت ابن أخي يلهو طوال يومه على الهاتف وأصبح تدريجياً يشكو من ألم في عينيه، نصحته حينها بأن يستثمر وقته بشيء مفيد، وهنا كانت الصفقة بيننا! طلبت منه أن يترك الهاتف ويستثمر وقته بحفظ سورة قرآنية ويتلوها لي، وإن ما فعل ذلك، سأقوم بمكافأته، مرَّ يومين ثم جاءني وتلا لي السورة التي قام بحفظها وقمت بإعطائه هدية بسيطة، بعد ذلك قال لي بأنه سيظل يحفظ سور من القرآن الكريم ويأتي إلي لتلاوتها حتى أكافئه مرة اخرى، بعد ذلك ذهب إلى أخوته فَرِحاً، الأمر الذي جعل إخوته يشعرون بالغيرة ليقوموا هم بالمبادرة ويتركوا الهواتف ويستثمروا وقتهم بشيء مفيد كالرسم أو الكتابة حتى يأتوا لي ويعرضوا لي نتاج استثمارهم للوقت كي أكافئهم…

هل فهمت الآن ما أعنيه؟ ذاك هو المطلوب منك

بادر وكافئ أطفالك إن ما صدر منهم سلوك إيجابي وتدريجياً ستشعر بالفرق بنفسك! لم أنتهِ بعد…هل تعلم أن شهر رمضان الكريم فرصة ذهبية لصقل مفهوم التعاون الأسري لدى أطفالك؟ ولكن كيف يمكن ذلك؟ دعني أيضاً أروِ لك قصة قصيرة…في أول أيام رمضان كان ابن أخي جالس على التلفاز بعد الإفطار وكانت أخته تساعد جدتها في نقل مواعين الإفطار، حينها قمت بمدح أخته ووعدتها ما إن تنتهي من مهمتها سأقوم بإعطائها مكافأة، الأمر الذي أدى إلى نهوض أخيها كي يقوم هو الآخر ويبادر في مساعدة جدته، وعند اتمام مهمتهم حصلا اثنيهما على مكافأة من جدتهم، أصبح الأخوين كل يوم يتنافسا على مساعدة جدتهما بعد الإفطار في بعض الأعمال المنزلية للحصول على مكافأة…

إن المطلوب من الأهل هو تعزيز سلوك أطفالهم الإيجابي

إن تعزيز المفاهيم الايجابية ليس بالمجهود الصعب ولكن يحتاج فقط إلى امتلاك عقولهم ببعض المغريات التي يهتم بها الطفل كأقراص الشوكولاتة أو النقود أو الألعاب، وتدريجياً يتحول الأمر من مفهوم إيجابي اكتسبه الطفل إلى عادة أصبحت جزءاً من شخصيته مع مرور الوقت…

نعم! لا تستغرب عزيزي القارئ عندما يصبح طفلك يقوم بمساعدة والدته في المنزل حتى بدون مكافأة، لأن ذاك أصبح تدريجياً جزءاً من شخصيته، وقد تحوَّل مفهوم التعاون الأسري إلى عادة عند الطفل، وذاك يعزز شخصية الطفل ويزيد ثقته بنفسه لاسيما عندما تمدحه أمام إخوته إن ما صدر منه ذاك السلوك الإيجابي، الأمر الذي يؤدي إلى اشتعال المنافسة بين الأخوة في إطار التعاون الأسري، لأن الطفل يتطلع إلى إرضاء والديه ويشعر بالثقة بنفسه عندما تمدحه أمام الجميع بسبب سلوك إيجابي صدر منه، ذلك يؤدي إلى صقل ذاك السلوك في نفسه.

فيديو مقال نقطة تحوُّل

 

 

أضف تعليقك هنا