هذا ما أخبرني به الموت، حينما عدت للحياة!

الموت ينزع من المرء كبرياءه

عبثـاً
أُحـاول أن أكتم أنفاسي
أسترجع روحي
وأسترد ذاتي
أصدقائي ينظرون بحذر ورعب هادئ
ونشجياً أحسهُ مكتوماً
وتنهيـداً يائسـاً
وجسـداً أصبح متصلباً
وانا أسافر في عالم آخر بلا وعي
ضاق الوقت، وانتهت دورة الحياة في جسدي
فكـرت بالمصيـر الأبدي، وفكرت بأبي وأمي
ومجتمعي الصغير أصدقائي وأحبابي وزملائي
هل هكذا يكون الفراق؟!
أحمل يقينـاً أن لكل روحٍ موعد
تغادر من الجسـد
لكن لماذا أتـى الموت بأسلوب مخيف
مفزع ورهيب بطريقة تقهر كبرياء الإنسان؟
كنت قد تعلمت في الماضي
أن الله استأثر بالموت على نفسه ليقهر به خلقـه
ويـُزيل عنادهم، ويريهم سلطانه وجبروته

الموت هو فرصة للاتعاظ والاعتبار

المـوت لا يفكر، ولا يملك قلباً، وليس لديه رحمة
فزعة الموت، تنسيك كل نعيم الدنيا
يجعلك تفكر ببساطة هذه الحياة
وسهولة العيش فيها
ويـُزيح طـول الأمـل من قلبك
ويُقلل من طموحاتك بالدنيا
عندها
تُدرك أن الحياة بلا قيمة ولا معنى وبدون فائدة
إذا لم نحقق الغاية من الوجود
وأن ننشر الحب لفقراء النفوس
وأن نتعامل مع بعضنا بحب يخلو من أي مصلحةٍ زائفة
حب يجمع شملنا، يوحّد رؤيتنا، يفتّش أماكن للضياء

أدعية شكر وحمد لله على نعمه الكثيرة

يا الله
سامحنا، نحنُ مشاغبون وفوضويون لكننا نُجمع على حبك
يا الله
لقد اختفى كل شيء في عالمي وبقيت وحدك نورٌ يضيء داخل قلبي
يا الله
لا يوجد غيرك أدعوه وأرجوه وأناديه
فإن بكت عيني بلحنها الحزين
فأنت من يعلم سر صفائها ويعلم سر تكوينها
يا الله
أنت خلقت روحي وأنا وهبتك عمري وحياتي فكيف أهبك ما وهبتني؟!
يا الله
أردت أن أشكرك فعرفت أن تمكينك لي لأشكرك هو نوعٌ من الفضل والإحسان
يا الله
ما أدهشني هو رحمتك بُسكان هذا الكوكب ورحمتك لهذا العالم
وسعـة علمـك بخواطر النفس لكل فرد

الموت يرجع الإنسان إلى ربه

يا الله
لقـد قسى القلب وتأزمت الروح وتفرّغت العاطفة
وبات العقل حيران في ضياعٍ وتيهان
في زمنٍ ماديٍ بحت لا يعرف الرحمة
يا الله
معك للحياة معنى وقيمة وغاية
يا الله
إنني أشعر بالألم والحسرة الشديدة
لمن يفكر بعقلانية ومنطق حتى ينكر وجودك
وينسى أنك وهبتهُ هذا العقل وميزته على غيره
وأشعر بالآسى والأسف لمن لا زال الشك يعتريهم
إلهي
أقولها بصوتٍ بقلبي وأنت تعلم خبايا نفسي
إلهي
أنت تراني بعينك التي لا تنام
فأرجوك ياربي
أن تهبني ما تحب أن تهبني به
وأن تختار لي ما أخترتهُ أنت
الله يا الله
إنني أشعر بلوعة البُعد، وحرقة الضمير
إنني أشتاق للإستشعار بمعيتك في كل وقت وحين
ربي.. إلاهي.. أنت يا آملي ويا ملاذي وموئلي
هنا أتوقف لأقول كلمةً تختصر كل شئ في حياتي
اشـتـقـت إليــكَ ربـي.

فيديو مقال هذا ما أخبرني به الموت، حينما عدت للحياة!

 

 

 

أضف تعليقك هنا