أول مرة

بعد سلسلة درامية من الصيام المتقطع وخياطة ترقيعية لأرباع وأنصاف الأيام، اليوم داهمتني رغبة و شوق مُلح لصيام يوم كامل و منافسة الراشدين في ذلك، و بتشجيع من ست الحبايب تقرر أن يكون ذلك اليوم هو السادس و العشرون من رمضان الأبرك و الذي يوافق ليلة عظيمة و هي ليلة القدر.

موعد السحور

دقت الساعة الثالثة و النصف ليلا إذ انا بحلول موعد السحور الذي دائما ما كان حكراً فقط على الكبار و المعنيين بصوم اليوم التالي، تلك الوجبة التي كان ينالني منها فقط البقايا في الصباح، لكن اليوم بات لي الحق فيها و صرت فردا منهم.. أشعلت الأنوار و دبت الحركة في أرجاء البيت من جديد في ذلك الليل الساكن …انهمكت النساء في الإعداد و الرجال في تثائب و بخطاً متتاقلة نحول المائدة، استيقظت من نومي المزعوم، و من دون مقدمات عزمت العزم على التسلح و عد العدة ليوم الغد، افترست من كل الأطباق و ارتويت الأطنان اللترات من السوائل شاي و عصائر و ماء حتى صرت كالبالون المنتفخ و القابل للانفجار عند أبسط احتكاك.

استيقاظي قبل الظهر وعطشي الشديد

بعد صلاة الفجر عدت لفراش النوم و الذي خاصمني لساعات و أشهر سيوف العصيان في وجهي، و بدأت مخيلتي في كتابة عديد السيناريوهات ليومي هذا،أخيرا استجاب النوم لتوسلاتي.قبل دقائق من صلاة الظهر افتح عيني في تثاقل كالثمل، حلقي جاف و لا وجود لأي ريق و كأن كل ذلك الكم من السوائل التي شربت في السحور صبت على رمل صحراوي جاف،اتشوق لرشفة ماء…
لكن إصراري كان أكبر و كبريائي لا يسمح لي أن أظهر فشلي أمام أفراد الأسرة خصوصا بعد تلك اللهفة التي أحدث أثناء تناولي السحور.

اصراري على الصيام 

أستمر صبري و أستمرت عصافير بطني في التغريد و المناجات لكن رغبتي أكبر في إتمام اليوم أسكتها عصافيري ببعض من اللعب ومساعدة الوالدة في المطبخ حتى أقترب أذان المغرب،و بدأ الإعداد لمائدة الفطور التي تزينت على غير العادة بالأطباق التي أشتهي و تروق لي و لما لا و أنا ضيفها الشرفي و هُمام البيت في هذا اليوم.أذن المأذن و توجهت كل الأنظار صوب ذلك الصائم الصغير، كمن ينتظر بركات هذا الطفل، بعد تناولي للتمرة الأولى انهالت علي التهاني و كلمات الثناء و أنا أزداد سرورا و تبجحا و افتخارا بإنجازي هذا. ضاربا لهم موعدا قادما في رمضان المقبل.

فيديو مقال أول مرة

https://youtu.be/syERsP41_cs

أضف تعليقك هنا