البطالة في قطاع غزة وواقع الشباب

المقدمة

جميعنا نعلم حجم التدهور الاقتصادي الكبير في قطاع غزة، ونلمس ذلك بأنفسنا، لقد تدهور اقتصاد غزة بشكل كبير جدا خلال السنوات العشر الماضية نتيجة القيود الشديدة المفروضة على الحركة، والانقسام السياسي المستمر، مما جعل البطالة إلى 53% وهي زيادة ملحوظة عن معدلاتها السابقة والتي كانت بنسبة 48%.

ما هو سبب ارتفاع معدل البطالة في غزة؟

ويرجع السبب الأساسي في ارتفاع معدلات البطالة بين صفوف الشباب هو غياب التوظيف الحكومي الرسمي منذ عدة سنوات نتيجة الانقسام، وهذا ما أدى الى تكدس أعداد الشباب الخريجين دون وظيفة.أما على صعيد العمل في القطاع الخاص فإننا نلاحظ التراجع الكبير، فنجد أن هناك انخفاض نسبة العاملين بأجر في القطاع الخاص الى 72% مقابل 81% نتيجة انخفاض الأجر الشهري الذي يتقاضونه عن الحد الأدنى للأجور حيث يصل معدل الأجر الشهري في غزة 671 شيكل.

وعلى صعيد العمل الأهلي نرى أن العمل في المؤسسات والمنظمات الدولية شهد تراجع كبير أيضا؛ نظرا لانسحاب العديد من المؤسسات الدولية من قطاع غزة بسبب الحصار الخانق والذي يعرقل عملهم بشكل كبير، بالإضافة الى ضعف وتقليص تمويل المشاريع التي كانت سبيلا لتشغيل مئات من الشباب المتعلمين.

وان هذا ما دفعني لكتابة مقالة حول هذا الموضوع الشائك الذي تتجلى آثاره واضحة على المجتمع، كون فئة الشباب تعاني نقصا حاد في الموارد الحياتية والمعيشية نظرا لقلة بل انعدام فرص العمل والمشاريع التشغيلية، الأمر الذي انعكس سلبا بشكل واضح على الحياة الاجتماعية، فنرى ارتفاع معدلات العزوف عن الزواج لعدم القدرة على تحمل تكاليفه، فحسب تقارير إحصائية فان هناك ما نسبته 30% من فئة الشباب والشابات هم غير متزوجين، كذلك نلاحظ ارتفاع معدلات الطلاق بين المتزوجين الشباب بسبب صعوبة تلبية احتياجات الأسرة.

إحصائيات 

  1. حسب الإحصاءات ان تخصص الصحافة والاعلام يسجل أعلى معدلات البطالة بين صفوف الخريجين الشباب مقارنة بالتخصصات الأخرى حيث بلغ نسبته 52.5 % من الحاملين شهادة هذا التخصص.
  2. من حيث معدلات البطالة يعتبر تخصص القانون أقل معدل بطالة بين باقي التخصصات حيث بلغ نسبتهم 14.4 %، نظرا لأن المحاماة مهنة حرة تعتمد على فتح مكاتب خاصة.
  3. معدل بطالة الشباب في العمر ما بين (20 – ً29) سنة الحاصلين على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس 73% في قطاع غزة.
  4. بلغ عدد الخريجين العاطلين عن العمل حسب إحصائية أجراها مركز الإحصاء المركزي 365 ألف خريج في السنوات ما بين (2005-2019)
  5. عدد أوامر الحبس الصادرة بحق الشباب الذين تزوجوا عن طريق اللجوء الى الاقتراض من المؤسسات قد وصل في أحد الشهور الأولى من عام 2020 الى 3700 شخص.
  6. وصلت نسبة البطالة بين صفوف الشباب حسب احصائيات مركز الإحصاء لعام 2019 الى 54%.

واقع الشباب والبطالة المتفشية في القطاع

ان البطالة مثل السرطان تنتشر وتتفشى في أوصال المجتمع شيئا فشيئا، وفلسطين بشكل عام تعاني هذا السرطان بشكل كبير، وقطاع غزة على وجه الخصوص، فنرى أن نسبة البطالة تزداد حينا بعد آخر نعرضه في نقاط: –

  • حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل من سن 15 سنة فأكثر 334,100 ألف شخص في الربع الثالث من عام 2019، بواقع 217 ألف في قطاع غزة و117 ألف في الضفة الغربية.
  • هناك تفاوت في النسب بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ معدل البطالة 53% في قطاع غزة و17 % في الضفة الغربية.
  • على مستوى الجنس فقد بلغ معدل البطالة للإناث 42% مقابل 20% للذكور في فلسطين عامة.
  • وبعد الحديث عن هذه المعدلات المرتفعة من البطالة سنجد أن الوضع الاقتصادي ازداد سوءا والظروف المعيشية أصبحت صعبة جدا منذ فترة زمنية طويلة تقدر بأربعة عشر عاما وهي فترة الانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس
  • قيام الاحتلال الإسرائيلي بتضييق الخناق وفرض الحصار السياسي والاقتصادي على القطاع واغلاق المعابر والممرات والمنافذ التجارية؛ الأمر الذي جعل معدلات البطالة تقفز الى أعلى مستوياتها.
  • أيضا اغلاق الكثير من المنظمات والمؤسسات غير الحكومية والمشاريع الخارجية الممولة، مما دفع الشباب للبحث عن بدائل أخرى لمواجهة مصاعب الحياة غير أن الطريق صعب رغم المحاولات.
  • الى جانب ذلك نرى أن الاحتلال الإسرائيلي يفاقم الوضع ويزيد الصورة قسوة، حيث أصبحنا نرى شبان في مقتبل العمر أصبحوا عجزة يسيرون على عكاز فاقدين لأطرافهم التي هي أساس تقدمهم، والسبب في ذلك هو أن هؤلاء الشباب العاطل عن العمل وجد نفسه فارغا لا يجد ما يفعله فقرر أن يسخر قدراته في التظاهر أمام الجيش الإسرائيلي في مسيرات العودة وكسر الحصار.

فحسب النشرات الدورية لمركز الإحصاء الفلسطيني عن معدلات البطالة بين صفوف الخريجين والشباب نرى أن جميع التخصصات تعاني نقص حاد في فرص التوظيف أعلاها تخصصي الاعلام والتربية وأقلها القانون.

الخاتمة والتوصيات

ان ما نركن اليه في هذه المقالة الى عدة توصيات

  • العمل على خلق معالجات معقولة تخفف الأزمة عبر دعم مشاريع التشغيل عن بعد.
  • تشجيع الشباب على عمل مشروعات منتجة داخلية تساعد على الاعانة، وتخصيص جزء كبير من دعم المانحين لمحاربة البطالة، وتفعيل المشاريع المحلية فهي مهمة للعمال والشباب وجميع الفئات.
  • تفعيل الاستراتيجيات الحكومية لمواجهة مشكلة تكدس الخريجين الشباب وغير الخريجين من هذه الفئة عن طريق خلق فرص عمل وتشغيل مؤقت للتخفيف من حدة الأزمة.
  • وضع قضية الشباب على سلم أولويات العمل الحكومي وتفعيل مشاركتهم السياسية لتمثيل شريحتهم والمطالبة بالحل الجدي والسريع للمشكلة التي يعاني منها هؤلاء الشباب.
  • تفعيل دور وزارة الشباب والرياضة ودعم صندوق الشباب الفلسطيني بشكل يجعله قادرا على تغطية جميع أفراد هذه الفئة سد احتياجاتهم ومساعدتهم في مواجهة مصاعب الحياة في ظل هذه الازمة.

فيديو مقال البطالة في قطاع غزة وواقع الشباب

أضف تعليقك هنا