التفكير المتشعب أم التفكير المستقيم؟

بقلم: فداء محمود الشوبكي

يعتبر التفكير بشكل عام ممارسات عقلية يمارسها الفرد ليتمكن من مواجهة المواقف الصعبة والقدرة على حل المشكلات باستخدام الحواس المختلفة، وقد دعا الإسلام في كثير من الآيات لضرورة التفكير، وهنا هل نحن بحاجة التفكير المتشعب الذي لا حدود له، أم التفكير المستقيم متحد الاتجاه؟ لذا لابد أن نلقي الضوء على النمطين.

التفكير المتشعب

هو تفكير مفتوح يتميز بعملية التحرك بعيداً باتجاهات مختلفة مشعباً الأفكار لتشمل عدداً من الأوجه ذات العلاقة، وهذا النوع من التفكير عامل مهم في الإبداع كونه يولد أفكاراً وحلولاً جديدة وابتكار وخلق احتمالات بديلة متعددة لفكرة واحدة خلال فترة قصيرة، ويدعم التفكير التباعدي.

التوجيهات اللازمة للحصول على تفكير متشعب

  • الحكم المؤجل فمن الضروري عدم النقد أو المدح للأفكار المطروحة.
  • تشجيع الطلبة على التفكير بأكبر عدد ممكن من الأفكار.
  • الانطلاق بحرية نحو الاحتمالات غير المألوفة.

بعض استراتيجيات التفكير المتشعب

  • العصف الذهني: وهو أسلوب يشتمل على توليد عدد من الأفكار بطريقة إبداعية، بحيث يتم تسجيل كل الأفكار ولا يتم تجاهل أو نقد أو مدح أي منها، وبعد تقديم العديد من الأفكار يمكن مراجعة هذه الأفكار ونقدها واختيار أفضلها.
  • الاستعلام المشترك: وهي لتوجيه أسئلة مفتوحة النهاية، بحيث يتم إثارة الطلبة وحثهم على الاكتشاف والتفكير التأملي.
  • المسرح والدراما: تتاح الفرصة للطلبة بأداء أدوار مسرحية وكتابة مسرحيات خاصة بهم وتأديتها، وبذلك يتم الكشف عن الأفكار الإبداعية المختلفة عند الطلبة.
  • لعب الأدوار: وبها يقوم الطلبة بتمثيل أدوار مختلفة تكشف عن مدى التشعب في تفكير المتعلمين خصوصاً في القضايا الاجتماعية.
  • المقابلة: ومن خلالها يتم التفكير بصوت مرتفع، وهي تساعد في الكشف عن أفكار الطلبة.
  • فكر زاوج شارك: وبها يتم البحث عن جميع أفكار الفرد، وأفكاره مع زملائه.
  • استراتيجية سكامبر: وهي تعمل في البحث عن الأفكار بطريقة جديدة ومختلفة.
  • التعلم التعاوني: وهي تنمي المهارات الاجتماعية ولعب الأدوار والمساهمة بالأفكار.
  • الدروس المصغرة: وهي نقاشات مهمة لتركيز الانتباه على هذا النوع من التفكير.
  • تدريس الرفاق: وهي تزود فرص التفاعل وتطوير المهارات الشفوية.
  • الرسوم الكاريكاتيرية والهذلية وكتابة القصص: وهي تكشف عن أفكار مختلفة للموضوع المطروح.
  • استراتيجية التفكير المعكوس: وهي تدفع المتعلم أن يبدأ من نهاية موقف ما، أو يفترض عكس ما هو موجود، مما يعمق رؤية المتعلم للموقف.
  • استراتيجية التفكير التناظري: وهي تعتمد على إيجاد العلاقات بين الأشياء من حيث التشابه والاختلاف فتزيد من إعمال العقل وتشعب التفكير.

الكلمات المشهورة في صياغة أسئلة التفكير المتشعب

تخيل…؟، تنبأ…؟، افترض…؟، ماذا يحدث لو…؟، كيف يمكن… ؟، ما هي النتائج الممكنة…؟، ماذا بعد…؟

مميزات بيئة التفكير المتشعب

  • تشعر المتعلم بالراحة والثقة بالنفس في جو من الاحترام المتبادل.
  • تساعد على تبادل الأفكار المختلفة.
  • تسهل فهم وجهات النظر التي تثير الخلافات.
  • تعطي الفرصة لجميع الطلبة بالمشاركة دون نقد أو تجريح.

معوقات التفكير المتشعب

  • صعوبة عزل المشكلات.
  • الميل إلى تحديد المشكلة بشكل ضيق.
  • الحكم المبكر على الأفكار.
  • الافتقار إلى التحدي والحماس.
  • عادات التفكير النمطية التي نفكر بها.

التفكير المستقيم

وهو التفكير في اتجاه واحد ويشير إلى الترتيب والتنظيم المنطقي، وهو قدرة الفرد على التعامل مع المفاهيم والموضوعات المتتابعة أفقياً أو رأسياً، والوعي بالعلاقات التي تربط بين المفاهيم بحيث تكون إجابات جميع الطلبة موحدة ويكون اتجاهه إلى إجابة واحدة صحيحة. وهنا يشير إلى تسلسل عدة أحكام مترتبة بعضها على بعض بحيث تكون الأخيرة منها مترتبة على الأولى.

وهذا النمط من التفكير يعنى أن يطبق المتعلم المعلومات في مواقف مماثلة، ويفترض علاقات السبب والنتيجة. كأن نقول كل (أ) هي (ب)، (ج) هي (ب) وبالتالي فإن (ج) هي (أ) وهنا تكمن المشكلة، فقد تكون النتيجة صحيحة في بعض الأحيان، ولكنها قد تؤدي لنتيجة خاطئة أيضاً.

المثال على ذلك عندما نقول كل الزهور ذات رائحة جميلة، الليمون ذو رائحة جميلة، ومنها فإن الليمون من الزهور وهذه النتيجة خاطئة.ومن التوجيهات اللازمة للحصول على التفكير المستقيم أن تكون المقدمات صحيحات حتى نصل إلى نتيجة صحيحة، بينما عندما تكون إحدى المقدمات خاطئة قد تكون النتيجة خاطئة.لذا فإن الحكم الأخير لا يكون صادقاً إلا إذا كانت مقدماته صادقة كما يتطلب استخدام مقادير كبيرة من المعلومات بهدف الوصول إلى حلول.

استراتيجيات التفكير المستقيم

خرائط المفاهيم ودورة التعلم: حيث يلتزم بخطوات محددة متتابعة للوصول للنتيجة.

مميزات بيئة التفكير المستقيم

  • القدرة على التتابع والتفكير المنطقي.
  • ويؤدي التفكير الصحيح إلى تحقيق الثقة في ضرورة وحتمية النتائج التي يتوصل إليها

معيقات التفكير المستقيم

  • يفقد الشخص طرق جديدة للنظر في المشكلات.
  • يبتعد المتعلم عن الحلول الإبداعية.
  • يتم تحديد المشكلات وحلها بشكل ضيق.

من الملاحظ أن التوجه نحو التفكير المتشعب يمكنه إيجاد حلول متنوعة للمشكلات أكثر من التفكير المستقيم، وحيث أن المشكلات الطارئة قد تكون مفاجئة، لذا كان لابد من إيجاد حلول متنوعة غير متوقعة.

بقلم: فداء محمود الشوبكي

 

أضف تعليقك هنا