التفكير المفرط والوهمي

بقلم: غيث الدرباشي

لطالما كانت لدي نظرة مسبقة ثابتة دائماً، تتجلى في أن أضع اللوم على نفسي في أمور كثيرة في هذه الحياة، التفكير الزائد في أمور مزعجة طوال النهار، والأمر يصبح أصعب عند النوم؛ قدرتي على تهدئة نفسي تنعدم في هذه الفترة ويصبح النوم صعبًا جداً.

توهّم المشكلة والغرق في فوضى التفكير

يقوم دماغي بإسترجاع كل شيئ يزعجني، كنت دائما ما أقلل من قيمة نفسي وكانت لدي نظرة سلبية قاتله، عجزت عن النوم في بعض الليالي مع اضطرابات وقلق مفرط دائم، سيناريو الليل والنهار هذا، هو ماكانت عليه حياتي في الفترة الأخيره، أصعب مافي الأمر هو محاولة إقناع نفسي أن الأمور تحت السيطرة.!

أرسم في مخيلتي حوارات وهمية أكون أنا الخاسر فيها، كنت دائم الخوف من تحدّث مجموعة من الأصدقاء أو أي مجموعة بسوء عنّي وانتقادهم لي، أو أن أكون مصدر إزعاج كبير لشخص لايستطيع مُصارحتي بالأمر، هذه أبرز عناوين التفكير عندي، ربما يكون الأمر طبيعيا في حياة كل إنسان، ولكنّي واثق ومتأكد أن الذي يحدث معي أصعب بكثير، رسم أسوء السناريوهات في كل شيئ، الحذر المفرط،

والخوف من المواجهة في كثير من الأحيان، كانت هذه هي أبرز المشاكل، بينما كان الهروب من الواقع ومحاولة النوم ولاشيئ آخر غير النوم هو الحل بإعتقادي، ولكن عند بداية هذا الحل أجد نفسي قد عدت لنقطة الصفر ويقوم دماغي بإسترجاع كل تلك الفوضى،

التفكير السلبي وتأثيره على الحياة

تأثير الحروب كبير في حياة البشر وهذا ماكنت أقرأه دائما، أزمات متكررة، حياة مملة، وصراع من أجل لقمة العيش وسط مجتمع همجي متخلف، كلها أمور موجودة في حياتي، ولاشك أن لها تأثيراً كبيراً في جلعي “شخصاً سلبياً” ومن سلبياتي مثلاً التي وردت في بالي حالياً وأنا أكتب، أنه لي زميلٌ عزيز يرى نفسه كاتباً، وأنّي إذا نشرت هذا سَيُقال أنّي قلدتُه، هذا أسلوب حياتي.!

قرأت الكثير من العبارات المحفزة، ولكن لم يعد لها أي تأثير على تفكيري، العزلة أيضاً كان لها دور كبير في هذا التفكير الزائد، لأنه في حياتي كلما ابتعدت عن الناس كلما قلت المشاكل، إنها دوامة كبيرة أعيش فيها، أحاول التأقلم دائما وإرضاء كل الناس، أنزعج لدرجة كبيرة عندما لا أُرْضي كل الناس !، نعم… هو أمر مستحيل ولكن هذا مايريده دماغي اللعين.

كيف يصبح الإنسان كارهاً للعلاقات الاجتماعية؟

فشل أغلب صداقاتي، وعلاقتي السيّئه مع كثيرٍ من الناس، هي سبب آخر لكثرة التفكير، إنهاء العلاقات أمر موجود في حياة كل إنسان، لكن الأمر كان كثيراً مايحدث معي، لدرجة أنه لايوجد لي إلا البعض القليل من الأصدقاء، حسناً… في الواقع لدي بعض الأصدقاء، وهذا يعتبر جانب إيجابي نَادِر في حياتي، ولكن للأسف عددهم قليل جداً، لعلّ استغلالي مِمّن كانوا أصدقاءً لي في يوم ما؛ هو سبب كرهي للعلاقات، بشكلٍ عام أصنف نفسي ضمن الأشخاص المكروهين في المجتمع، ولا أدري هل هذه حقيقة كونها مبنية على العديد من المواقف، أم أنها من تهويل دماغي المتشائم.

“كثرة الاستماع للأغاني أمر مزعج جداً، ماتسمعه نهاراً ليكون سبباً في سعادتك، يأتي ليلاً ليضيف تلك الموسيقى إلى الأحداث السلبية التي استرجعتها ويبدأ العرض المزعج”.!

تناقضات الواقع وسيطرة الطاقة السلبية

“عدم التركيز على أي هدف في حياتي” لطالما حاول الناس تطوير أنفسهم في هوايةٍ أو ماشابه، إلا أنّي دائما ماكنت أنظر إلى نفسي على أنها بعيدةٌ كل البعد عن الإبداع، وليس لي أي مواهب لتطويرها، فارغ التفكير ولاتسيطر على حياتي إلا الأفكار السلبية البائسة، بحثت كثيرا عن مشكلة التفكير هذه، ولم أجد شيئا دقيقا يصف حالتي، أو ربما وجدته لكنّي كالعادة شعرت بأنه ليس هذا ما أنا عليه.!

الكتابة مريحة جداً بالنسبة لي في الواقع، لأنّي أشعر براحةٍ كبيرة الأن بعد كل هذا، لا أدري هل سأصبح كاتباً في يوم من الأيام أم لا، لكنّ الشيئ الوحيد الأكيد أنني، لا أحب قراءة المقالات والكتب.!

بقلم: غيث الدرباشي

 

أضف تعليقك هنا