التكنولوجيا الحديثة والنحو العربي

كثيراً ما نرى شكاوى من صعوبة تعلم قواعد النحو العربي، وكم قُدِّمت دعوات لتيسيره، وصُنِّفت كتب ومؤلفات في تبسيطه، وهذه رؤية في تيسير تعلُّم قواعد النحو العربي من خلال استخدام استراتيجية التعلم التعاوني الشبكي، فهل يمكن أن نقدم قواعد النحو العربي التعليمي في قالب إلكتروني مستخدمين وسائل التكنولوجيا الحديثة؛ ليسهل على متعلمي النحو العربي فهم قواعده؟

تطورات التكنولوجيا الحديثة ومتطلبات العصر

إن مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، ومتطلبات العصر ومستجداته لتدفع متخصصي النحو العربي إلى أن يفكروا في تقديم قواعده في مسارات جديدة متنوعة محافظين على ثوابته مستفيدين من التقنيات الإلكترونية الحديثة بعيدا عن التقليدية التي تُعْنى بحفظ القواعد في قوالب صماء ؛ مما أدت إلى إبعاد كثيرين عن تعلم قواعد النحو العربي.

وهناك دعوات كثيرة قدمت لتيسير تعليم النحو العربي ابتداء من ابن مضاء القرطبي في كتابه الرد على النحاة، وإبراهيم مصطفى في كتابه ” إحياء النحو “، ودكتور شوقي ضيف في مدخله إلى كتاب الرد على النحاة لابن مضاء القرطبي؛ حيث دعا إلى ضرورة تصنيف جديد للمادة النحوية، ودعوات أخرى سارت في فلك التجديد والتيسير.

وسوف نُعْنى هنا بالإشارة إلى وسيلة من وسائل التكنولوجيا الحديثة، ألا وهي ” استراتيجية التعلم التعاوني الشبكي “، وفي التعلم التعاوني الإلكتروني  E-Cooperative Learning  يتم تقسيم المتعلمين إلى مجموعات تعمل معا ، وتحقق أهدافا محددة ومشتركة بين أعضائها ومتناولة قضية معينة لبحثها مع استصحاب عدة أنشطة تخدم هذه القضية، ثم عمل اختبارات إلكترونية لهم؛ وذلك من خلال استخدام إحدى وسائل التكنولوجيا الحديثة المصممة لذلك عبر تعليم إلكتروني متزامن أو غير متزامن، مع مراعاة التعليمات المقدمة من قبل إدارة التصميم، وبإشراف المعلم وتوجيهه ومتابعته.

أهمية التعلم التعاوني الشبكي

إن المتمعن يدرك أهمية التعلم التعاوني الشبكي بوصفه وسيلة من وسائل التعليم، يمكن من خلالها تقديم قواعد النحو العربي في ثوب جديد ماتع بعيدا عن الجفاء والتعقيد، والقوالب الصماء، إننا من خلال استخدام هذه الوسيلة سوف نستشعر الحياة التي ستسري في كيان هذه القواعد التي طالما نأى عنها كثير من طلابنا؛ وذلك لاستصعابهم وسائل التعليم العقيمة التي تعتمد على المعلم بوصفه أساس العملية التعليمية لا المتعلم.

استراتيجية التعلم التعاوني الشبكي

إن أهم الذي  يميز التعلم التعاوني الشبكي أن المتعلم دائما يكون هو محور العملية التعليمية؛ حيث يشارك في تصميم التعلم وبيئته، ويهتم بالبحث عن مصادر المعرفة، ويصل إليها ويتواصل معها ناهيك عن إيجاد بيئة تعاونية بين المتعلمين؛ لذا يمكن القول: إن استراتيجية التعلم التعاوني الشبكي تؤدي إلى خبرات تعلم ثرية ومتنوعة،  فكيف يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية في تيسير تعلم قواعد النحو العربي؟ وهل يمكن أن نجد لها حضورا في تعليمنا خاصة مع المستجدات العصرية، وما يطرأ على الساحة المحلية والعالمية من أحداث قد تطوّر رؤى أو تغيرها، فما نرفضه في وقت ما قد نقبله في غيره؟

فيديو مقال التكنولوجيا الحديثة والنحو العربي

أضف تعليقك هنا