القدس عاصمة العالم

عندما تصبح الأوقات الرمضانية العائلية فرصة لكل آثم جبان ليبث سمومه التطبيعية النتنة، عندما يرتمي المجرم وقاتل الأطفال في أحضان المطبعين ذارفاً الدمع متباكياً من ظلم الفلسطينيين وبطشهم، عندما يصبح التطبيع رأياً والخيانة وجهة نظر فاعلموا تماماً أننا اقتربنا من النهاية.

كيف ينظر الشعب الفلسطيني لفكرة التطبيع وكيف يرى من يناقش بها؟

لا تستغربوا إطلاقاً إذا ما قلت لكم أن هذه ليست أسوأ مرحلة نمر بها وأن الأسوأ قادم لا محالة، إنه ليؤسفني أن أرى البعض يناقش ويتداول فكرة التطبيع وكأنه حديث عن مكونات “القطايف” دون أدنى شعور بالذنب أو المسؤولية في حين تعتبر الغالبية فكرة التطبيع شذوذاً فكرياً وأخلاقياً وخطيئة لا يمكن غفرانها ولكن ورغم قلة هذه الفئة المطبعة إلا أنه يؤسفني انسلاخهم عن كل ما هو إنساني وأخلاقي وبدعوتهم العلنية والصريحة لفتح العلاقات والتطبيع مع الكيان الصهيوني متناسيين شعباً كاملاً يقاسي الويلات تحت يد نظام الأباراتايد الصهيوني القذر الذي لازال ممعناً في انتهاك حقوق شعبنا الفلسطيني الأعزل.

هذا الكيان الغاصب الذي أنزل بشعبنا الفلسطيني أشد ضروب الأذى والعذاب ضارباً بعرض الحائط جميع الأخلاق والأعراف وقرارات الشرعية الدولية، إن من يدافع عن هذا الكيان ما هو إلا واحد من إثنان إما جاهل أو كاذب وأنا أرجح الخيار الثاني بنسبة أعلى فإن المدافعين عن هذا الكيان الفاشي في غالبيتهم ما هم إلا مجموعة من الكاذبين الذين يدافعون باستماتة عن عصابات الهاجاناه فهم يحاولون بشتى الطرق والوسائل إثبات وجود هذا الكيان الغاصب وتبرير شرعيته.

كيف يفنّد أصحاب فكرة التطبيع مع الكيان الصهيوني اعترافهم بوجوده؟

لا بد أنهم قالوا: إن هذه الأرض لا تشكل وحدة حضارية وثقافية واحدة وإنما هي خليط متنوع من الثقافات والتعدد الديني واللغوي والإثني وأقصد هنا ” الوطن العربي” وسيقولون أن ( العرب والفرس والأكراد والأرمن والبهائيين والشيعة والسنة واليهود الخ). عاشوا في هذه المنطقة وسيحاولون زج كلمة اليهود في كل حديث كهذا، لا بد أنك لاحظت عزيزي القارئ أن الهدف من تعدد الأقليات والهويات هو شرعنة وتبرير الوجود الصهيوني في المنطقة والنتيجة المترتبة على تبرير هذا الوجود ستعني أن لكل قومية مذكورة كيانها الخاص بها، وبذلك يكتسب الكيان المارق شرعية باعتباره أحد القوميات التي تعيش في المنطقة.

ماهي الفكرة المنافية لفكرة حقيقة التواجد للكيان الصهيوني؟

ما يجعلني أستغرب أكثر فأكثر هو جهل هؤلاء المطبعين أو تجاهلهم إضافة إلى كذبهم المستمر عن حقيقة أن الكيان الذي يتغنون به ليلاً ونهاراً ليس له أي شرعية من وجهة نظر القانون الدولي فوعد بلفور هو قرار سياسي وتقسيم فلسطين مجرد اقتراح أعتقد بأن الأمم المتحدة أسقطته في شهر مارس عام ١٩٤٨ عندما وصفت أن هذا الفعل ولو تم سيغرق المنطقة في بحر من الدماء وأما بالنسبة للإعتراف الدولي بالكيان الصهيوني كدولة مستقلة فهو أيضا عمل سياسي يمكن مراجعته ونقضه في أي وقت.

وأعتقد أن هذا الأمر يمكن التحقق منه مائة بالمائة في حال عرض الأمر على محكمة العدل الدولية، ومن الجدير الإشارة إلى أن هذه الأفعال التطبيعية الخسيسة والهرولة إلى حضن الكيان لم تبدأ إلا مع اشتداد الحرب والحصار على محور المقاومة من جهة ومحاولة تمرير صفقة القرن من جهة أخرى، وبالنهاية لا بد لي من القول “أن القدس هي عاصمة العالم وكل ما يجري حولها فهو لأجلها، لأجلها يعقد الصلح وتعلن الحرب ولأجلها نموت ولأجلها نحيا”.

فيديو مقال القدس عاصمة العالم

أضف تعليقك هنا