الكاتب الهندي البارز “ظفر الإسلام خان” يواجه ملاحقة أمنية

بقلم: الدكتور جسيم الدين

في 28 أبريل 2020، نشر الدكتور ظفر الإسلام خان تدوينة عبر صفحته على الفيسبوك عبر فيها عن شكره لدولة الكويت لوقوفها إلى جانب مسلمي الهند وانتباهها إلى ما يتعرضون له من اضطهاد.

كيف عبر الدكتور “ظفر الإسلام” عن شكره لموقف الكويت من مسلمي الهند؟

قال الدكتور ظفر الإسلام في تدوينته على فيسبوك: “يعتقد الهندوس المتشددون أن العالم العربي لن يهتم بما يعانيه المسلمون في الهند من اضطهاد، إنهم نسوا أن المسلمين الهنود يتمتعون بمكانة كبيرة في العالم العربي وبين مسلمي العالم أجمع، لدورهم في خدمة القضايا الإسلامية على مر العقود”

مشيراً إلى أن الشخصيات الإسلامية الهندية من أمثال ولي الله الدهلوي ومحمد إقبال وأبو الحسن الندوي وذاكر نايك تحظى باحترام كبير في العالم العربي والإسلامي”، وخاطب الهندوس المتطرفين قائلاً “أيها المتعصبون، اختار المسلمون الهنود حتى الآن عدم تقديم شكوى للعرب والعالم الإسلامي حول ما يعانونه من حملات كراهية وحالات قتل وإعدام وأعمال شغب”، وأكد أنه في حالة اضطرار مسلمي الهند لتقديم شكوى للعالم الإسلامي، سينهار المتعصبون الهندوس.

كيف تعاملت السلطات الهندية مع تدوينة”ظفر الإسلام”؟

أثار المتشددون الهندوس جدلاً كبيرا ًحول هذه التدوينة التي نشرها الدكتور ظفر الإسلام خان، واتهموه بتحريض دول أجنبية على محاربة الهند مطالبين باعتقاله وزجّه في السجن، ووجهت الشرطة رسمياً تهم انتهاك الدستور وإثارة الفتنة إلى الدكتور خان وقامت بمداهمة منزله في نيودلهي بتاريخ 6 مايو قبيل موعد الإفطار لتأخذه إلى مقر الشرطة لاستجوابه

وأيضاً للاستيلاء على حاسبه الآلي وهاتفه المحمول الذي استخدمه لنشر ما كتبه على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن الشرطة فشلت في مرامها بسبب تجمع المسلمين المحليين بأعداد كبيرة واحتجاجهم على مداهمة الشرطة لمنزل شخصية محترمة تتولى منصباً دستورياً دون إشعار مسبق.

ما هو موقف مسلمي مدينة دلهي من اعتقال “ظفر الإسلام”؟

تدخل النائب المحلي المسلم أمانة الله خان الذي يمثل المنطقة في مجلس دلهي التشريعي، وأيضاً استدلال محامية الدكتور خان بأن الأنظمة المعمول بها لا تسمح للشرطة بإرغامه على الذهاب إلى مقر الشرطة أو أي مكان آخر غير منزله نظراً لعمره البالغ 72 عاماً ومخاطر احتمال الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وهناك أيضا دعوى رُفعت ضده أمام محكمة دلهي العليا للمطالبة بعزله من منصبه الدستوري كرئيس للجنة الأقليات بدعوى مخالفته للدستور من خلال دعوته لدول أجنبية للتدخل في شؤون الهند الداخلية.

أدعو الله –عزوجل- أن يبارك في حياة الدكتور ظفر الإسلام خان ويحفظه عن الشرور والفتن في هذا الشهر المبارك.

عائلة الدكتور “ظفر الإسلام” ومنبته

من المعلوم أن الدكتور ظفر الإسلام خان نجل العالم والمفكر الإسلامي الكبير الشيخ وحيد الدين خان، ويحظى مثل والده العظيم باحترام كبير في مجالات العلم والبحث والصحافة، ولكنه لم يستخدم مكانة والده العلمية وشهرته التي طبقت الآفاق لكسب هذا الاحترام، كما يفعله بعض الناس، وإنما صنع نفسه بنفسه

واختار طريقه الخاص ونهجه المتفرد ليبنى لنفسه شخصية مستقلة، وبذل جهوداً مضنية في استكشاف آفاق جديدة والوصول إلى مرتفعات عالية وشامخة. فهو صحافي شهير وكاتب قدير ومثقف بارز، له مساهمات جليلة في مجال التأليف والترجمة والنشر والصحافة العربية والأردية والإنجليزية في الهند وخارجها.

نبذة عن حياة “ظفر الإسلام”

ولد السيد ظفر الإسلام خان عام 1948م في بيت علمٍ وتقوى بمدينة أعظم گره بشمال الهِند، وتلقى تعليمه المبكِّر في إحدى مدارسها التقليدية (مدرسة الإصلاح) ثم التحق بدار العلوم ندوة العلماء في مدينة لكناو حتى حصل على شهادة العالمية عام 1966م قبل أن يقصِد القاهرة للدراسة في جامعة الأزهر، ثم للحصول على الماجستير في التاريخ الإسلامي من كلية دار العلوم جامعة القاهرة عام 1978م، وبعد ذلك رحل إلى بريطانيا لنيل درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة مانشستر عام1987م.

بقلم: الدكتور جسيم الدين

أضف تعليقك هنا