النور الذي أتى بعد ظلام دامس

عن الأخت وجمالها وجمال روحها و حنانها الذي لا يكتب إلا بماء الذهب والذي لا يمكن لأحد وصف الأخت وعطائها اللا محدود يها أما عن المقال فهو ليس مجرد كلاماً فلسفياً أو غزلاً شاعرياً و إنما حقيقة لامست قلبي ومشاعري حين وجدت ذلك النور الساطع بعد رحلة طويلة في طريق مظلم ظلام دامس ومخيف في روح الأخت وقلبها اللذان لا يكفان عن إظهار الحنان والدعم لك و لمشاريعك ولنجاحاتك بعد أبويك وأحيانا قد تحل محلهم إن كانوا قد انشغلوا بهذه الحياة التي لا تكاد تكف عن خلق الأزمات و المشاغل في حياة كل منا فهي لا تنشغل عنك أبداً وتصل تراقبك كي لا تفلت منك أي لحظة حزن فتواسيك فيها.

الأخت هبة الله من السماء

الأخت حتى وإن لم تكن من أبويك فإنها الدواء الوحيد الذي يعالج وجع الروح و هي الوحيدة التي تستطيع أن تكشف عنه وتطهر قلبك مما فيه من غل وتجعل منك إنساناً آخر ويمكنك القول بأنها ميسون الروح وهو اسم علم مؤنث هو في الأصل اسم مركب من شقين أحدهما “مي” التي تعني الخمر بينما “سون” فهي التشبيه وأما نحن فسنأخذ الشق الأول من الاسم فهي الخمر الحلال الذي لا يذهب العقل وإنما يذهب الهموم و الأخت أيضا تذهب الهموم وتأتي بالحنان

الأخت هي الوحيدة التي تؤمن بك وبنجاحاتك وقد تحل محل أبويك في تشجيعك أيضاً لتصل القمة إن كانوا قد انشغلوا يوماً ما عن دعمك وتشجيعك، أما الأخ ومهما كان طيباً ورائعًا وروحه جميلة فإنه لا يشعرك بالحنان كما الأخت التي تستند روحك على روحها وتسلتقي روحك في حضنها لتشفيك من كل غل و ضغط نفسي .

علمتني أختي معنى الحب

لقد تعلمت جيدًا على يديها أن أضحك من كل قلبي، بل وعلمتني كيف أجعل كل جوارحي تضحك، لقاء واحد كان كفيلًا بأن أتعلم كل هذا وأغير نظرتي تجاه الحياة، التي كنت أتصور أنها مجموعة من المصالح سيكون سعيدًا من يحققها، وسيكون تعيسًا من يفشل بذلك، فهي علمتني أن أعيش الحياة ببساطتها وروعتها دون الالتفات لكل ما يضايقني ويؤذيني، ولقد تعلمت منها أن أحب كل ما يسعدني، علمتني حب الروعة، حب الجمال، علمتني حب التفاؤل، علمتني حب الأمل، علمتني حب الظرافة، علمتني حب كل ما هو جميل في هذا الكون.

تملك من الطيبة والحنان ما لا يملكه أي مخلوق في هذا العالم بعد الأم فهي الأم الثانية التي تربي لو كان لها أخوة أو أخوات صغار في غياب الأم و تحمل كل صفاتها بلا إستثناء، وتستطيع أن تصفها بالأم الصغرى في وجود الأم أما في غيابها فهي الأم الثانية والتي تحل محل الأم في كل شيء.

من أروع القصص لفضل الأخت على أخيها

فما نَعِم موسى – عليه السلام – بلبنِ أُمه وحِجرها وحنانها إلا على يد أخته التي عرفتْ حقَّ أُمِّها وأخيها عليها، حتى إنَّ الله – تعالى – لَما كلَّم موسى – عليه السلام – ذكَّره بسعْي أُخته على مصلحته؛ ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمكَ كَيْ تَقَر عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ﴾ [طه: 40].

ومن الأحاديث النبوية التي تحث على الإهتمام بالأخت

قال رسول الله: ((لا يكون لأحدٍ ثلاثُ بنات، أو ثلاث أَخَوات، أو ابنتان أو أختان، فيتقي الله فيهن ويُحسن إليهنَّ، إلا دخَلَ الجنة))؛ رواه أحمد.

الأخت في الأدب العربي

جزء من قصيدة: يا من سكنتِ مشاعري
يا من سكنْتِ مشاعري وعزفْتِ أحلى أغنية
من ألفة ومحبة وأخوَّةٍ متفانيَة
بل كان ظهري مسرحاً لكِ في الليالي الماضيَة
تتسلقين وتلعبين كقطةٍ متشاقيَة
كم نِمْتِ في صدري وقلبي أو ذراعي الحانيَة
ولكم حرسْتُكِ من فعالِ أخي الصغير الواهيَة
قد كان منكِ يغار من تدليلنا لكِ أخْتِيَهْ
كم نمتِ في سفرٍ على رجلي منامَ العافيَة
حورية محبوبة وأديبة ومصليَة
وغزالة سكنَتْ رُبَى شِعْري وقلبي راعيَة
د. بشر محمد موفق لطفي

فيديو مقال النور الذي أتى بعد ظلام دامس

أضف تعليقك هنا