الولادة

أحيانا تدفعك الطبيعة والظروف المحيطة بك إلى تأليف كتاب بأكلمه، إلى تأليف إنجازا يستحق القراءة، ما يلي هي أسطر خالجت وجداني، كياني وقلبي، فأردت أن أجعل لها قالبا جميلا على شكل مقال، هذه الكلمات هي تحدي وضعته بيني وبين صديق أحبه في الله حول من يكتب جيدا.الأسطر التالية هي أسطر تتحدث عن الولادة وما تعانيه الأم في تلك المرحلة، تتحدث عن ذلك الحبل الذي يربط بين من حملتني تسعة أشهر وبين الدنيا.

بين الحزن والفرح

بينما تختلط الصرخات بين أصوات الألم داخل غرفة الولادة وأصوات البهجة خارجها منتظرين ومهللين بقدومي، خرجت إلى هذه الدنيا الزائلة صارخا دون أن أعلم لماذا أنا أصرخ باكيا؟ لم يتبقى سوى لحظات وأخرج إلى خارج الغرفة محمولا على يدي الأطباء، لم يتبقى سوى أن يقطع ذلك الحبل الذي يربط بين من حملتني تسعة أشهر وبين الدنيا، بين حملتني أشهر من تعب وألم، تسعة أشهر دون نوم، بينها وبين الدنيا الغريبة على شخصي.

مشاعر الأب والأم قبل ولادة الطفل

قُبيل لحظات عن موعد الولادة، يتشارك الوالدان شتى الأحاسيس، إلا أن الأم تعيشها وجعاً والأب يستشعرها خوفاً وقلقاً، وبعد صراع طويل مع آلام المخاض جاءت اللحظة المنتظرة لتضع الأم مولودها، لحظة يغادر فيها هذا الصغير رحِما استوطنه لتسعة أشهر؛ التسعة أشهر التي حملت في أيامها وساعاتها ودقائقها مشاعر جمّةً وتعباً ومشقةً، كان الزوج السند والمُتكأ المَتين الذي تأوي إليه الأم.وأستذكر في هذه الأثناء قول أعرابية أصابت إذ قالت: حملته ثقيلا بعد أن حمله أبوه خفيفا…ووضعه أبوه شهوة ووضعته ألما، لقد اختصرت بقولها هذا الكثير والكثير.

مع انقطاع الحبل السري تبدأ رحلتي.. تبدأ الزغاريد فارحين بالمولود، مهنئين والدتي عن مولودها، متناسين فاعل الفعل، متناسين ذلك الذي يمنحنا الأمان، نعم تألمت والدتي كثيرا من حملي في بطنها إلى يوم ولادتي، وحتى والدي تألم كثيرا لصرخات والآم والدتي. بخروجنا إلى هذه الدنيا بدأت رحلتنا، لا نعرف كيف سنعيشها؟ وكيف سنقضيها؟ ستجيبنا الأيام على هذه الأسئلة.

بقلم: زين العابدين عثماني

أضف تعليقك هنا