أنقذوني قبل أن تفقدوني – #اليمن

بقلم: أبو هارون آل حماد

رأيتها في أحد الايام وهي محجبة مزينه بأجمل الثياب متعطرة،، وعيونها تظهر من خلف اللثام وكأنه أشعة ليزر تخترق كل الحواجز والسواتر،كانت تصول وتجول في أرجاء المدينة بكل يسر وسهولة لا أحد يستطيع أن يوقفها وكانها زوجة ملك وله الحرية المطلقة ،بقيت أيام وأشهر أراقبها من بعيد وأتساءل في نفسي من تكون هاذي الجميله التي يظهر جزء من وجهها وكأنه قمر في ليلة البدر،تغيبت عدة أشهر عن مراقبتها أشغلتنا أمور الدنيا كما هو الحال مع الأغلبية من الناس يمضي العمر بين مأكل ومشرب ونوم.(قصة اليمن)

عودتي لرؤية المرأة الجميلة

مضى عليا فتره زمنية لم اسأل عنها ولم اعد اراقبها كما كنت في السابق بسبب ظروف العمل التي اجبرتني وابعدتني عن الاطمئنان عن تلك المزينة ذات العيون الساحره ،،ذات يوم اخذت اجازه مفتوحة من العمل بعد ان صابني الملل وقررت اعود لكي اطمأن عن تلك الفاتنه ،،ضللت ايام اراقبها وجتها تغيرت وتغير بعض ملامح وجهه الجميل ولم تعد بتلك الصحة التي كانت تتمتع به سابقآ ،،زاد بي الفضول وقررت الذهب إليه واقابله وجه لوجه.

ما هي قصة اليمن ولماذا هو حزين؟

وبالفعل قابلتها وسألتها عن سبب تعثرها اثناء المشي ولماذا بدات تظهر وكأنه منهاره جسديآ ونفسيآ ،،تنهدت نهده مصحوبة بغلب وحزن وكمد جعلتني اكاد ان اموت قهرآ عليها ،قالت يابني ساشرح لك القصة بطريقة مختصره حتى لا ازداد آلم .قلت تفضلي انا اسمعك :قالت كنت قبل ايام في عز شبابي اتمتع بصحة جيده واضرب في الارض من اجل ان ارى ابنائي سعداء اعتني بهم ويعتنو بي احافظ عليهم ويحافظو عليا ولكن للاسف ياابني لقد تغير الحال وكبر اولادي ومارسو فيني كل انواع العقوق :قلت له وانا اشعر بالآم مزقة قلبي وشيء في حلقي سد انفاسي ايعقل ياامه ان يكون اولادك فعلوا بك كل هاذي الافاعيل .
قلت : نعم ولك ان تتصور كم سهرت الليل اعاني من ابنائي الذين حضنتهم وارضعتهم ومنحتهم كل صحتي من إجل ان يبقو إلى جانبي ساعة العسر لكنهم تخلوا عني يوم اشتد سواعدهم وضعف حالي وقدري .

ما هو سبب انهيار اليمن؟

خرجت من عندها وودعتها ودموعها لاتجف عن خدها ،،قلت في نفسي يويلك من الله ياعاق ولديك ماذا ستقول لرب العالمين عن تلك الدموع التي كانت اشبه بشلال ماء بعد يوم من الامطار الغزيره .ذات ايام قررت السفر إلى بلد اخر للبحث عن عمل وحجزت عبر قطار المسافرين وتجهة نحو محطة الانطلاق،، جلست على مقعد خشبي فارغ ووضعت حقيبتي بجانبي في انتظار ذالك القطار الذي سيأخذني إلى حيث أشاء من دول احلامي المبعثره في انحاء الحياة .ياإلهي …كم انتظرت هذه اللحظة كثيرآ ..!
جلستُ قليلًا ونظَرتُ إلى ساعتي الموجودة على معصميآه يا إلهي ..لماذا هذا القطار تأخرَ كثيرًا عن موعده فأنا لا أطيقُ الصّبر
وما إن انتهيتُ من هذهِ الكلمات و رفعتُ رأسي وإذا بي أجدُ نفس تلك المراءه تقف امامي ولكن هاذي المره تبدو وكأنه متعبه جدآ
سألته مابك ياامه لماذا حالتك تنهار يوم بعد يوم؟؟!!

انتشار المرض في جميع جسد (اليمن)

قالت:وهي تبكي بحرقة لقد انتشر المرض في جسدي كاملآ واصبح جسدي ممزق ولم يعد في جسدي عضو واحد يعمل بشكل طبيعي ويبدو انني سافارق الحياه ،،قاطعت كلامه هيا بناء سأخذك إلى اقرب مستشفى ،،قالت لافائده ياولدي من الادوية الان اخبرتك ان جسدي ممزق بشكل نهائي وان اجتهد اطباء التجميل لخلق جسد لي آخر ساغدو مساخ بشري مثير للسخرية .
قالت وهي تلفظ انفاسها الاخير لقد تركوني وحيده اصارع الآلام لوحدي ولم يلتفت إلي احد وانت واحد منهم !!قلت باستغراب واندهاش وانا ماهو ذنبي !!قالت :كنت تراقبني من بعيد ولم تفعل شيء من إجلي ،،كنت اصيح باعلى صوتي انقذوني قبل ان تفقدوني ولكن لاحياه لمن تنادي.

قصة اليمن الذي هو الأم المظلومة

الكل كان يسخر مني ويهزء بي ،وإذا كان احد يريد ان يقدم لي المساعده يقف الجميع حجره عثره امام من اراد مساعدتي ،، وانا الان افارق الحياه ولن اسامحكم وادعو الله ألا يغفر لكم بسبب مافعلتموه بي ثم فارقت الحياه وكنت ابكي بحرقة لكن لافائدة الان من الندم لقد تركنها تصارع الويلات لوحدها ونحن لم نحرك ساكن..بقيت ابكي على تلك الحسناء حتى كتابة اخر حرف من القصة..اتدرون ياسادة القوم من تكون تلك الأم المظلومة !! إنه (اليمن). (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: أبو هارون آل حماد

أضف تعليقك هنا