بين عقلي و قلبي

بقلم: نور الهدى مرداسي

هل الحياة صعبة ام هم الأشخاص؟! ويبقى هذا هو السؤال المتداول بين عقلي وقلبي دائمًا.

صراع القلب واللّب

عقلي دائمًا ما يخبرني أنهم الأشخاص وأن علي أن لا أثق في أي منهم وأن أقرب الناس الي سيأتي يوم يخذلني فيه وأن الدنيا ستدور وتعود بي إليه والى الذي تعمد جرحي وإهانتي وآنذاك وفي ذالك الوقت علي أن أجعله يحس بالجمرة الحارقة التي التي أوقدها في نفسي؛ لكن ماذا عنك يا قلبي لماذا تجعلني أفقد تلك الكرامة والكبرياء التي علمتني أيهما الحياة لماذا، لماذا تخبرني أن أسامح، ان لا أقسو على من ظلمني ،ان لا اجعله يذوق كأس طالما اشربني منها، فإن كنت تظنني أظلم فأنا انتقم عدلاً لا حقدًا، فلماذا غذًا تجعلني أفقد تللك الفرصة التي يمنحني أيها القدر.

حوار بين متناقضين

أم أن على أن أسامح من جرحني دائمًا، أعلي أن أفرط بكبريائي لا أبدًا فأنا لدي عزة نفس ولا أريد منها الضياع لماذا يا قلبي ألا تعلم كم تألمت، كم بكيت، كم مرة اشتقت، كم مرة ملئت وسادتي دموع حزن، ألم و خذلان، كلا إنك تعلم لا بل إنك أكثر من يعلم فأنت الذي تمزقت ألمًا ووجعًا، أنت الذي بكيت دمًا، وأنت الذي طالما تمنيت أن تتوقف نبضا، فلم التسامح لم علي أن أتناسى لما كل هذه الطيبة لماذا؟…

يأخذني عقلي فيعيدني قلبي بلا قرار

هذا كان حواري الدائم وعتابي المستمر لقلبي كلما أردت الانتقام من شخص خذلني، لكن الآن أدركت، أدركت أن أسامح وأحاول النسيان ليس ضعفًا وجهلًا مني وإنما اكتفاء بقدرة الله تعالى على فعل ذاك عني وعلما مني أن الدنيا فانية وعلي بجمع ما أقابل به ربي ولا أضيع وقتي في تفاهات الناس والانتقام منهم، فما علي سوى الدعاء والتضرع لله طالبة العدل في الدنيا والآخرة وآن علي أن أوازن بين قلبي وعقلي حفاظًا على عزة نفسي وطيبتي قلبي معًا ومن هنا نعرف أنا الحياة ليست صعبة بل نحن من جعلناها كذلك وإن الإنسان عليه أن يعامل الناس مثلما يحب لنفسه فالدنيا دانية وذاهبة لا محال. وإن الصبر على من ظلمني سيعود علي بالفرج يوماً.

بقلم: نور الهدى مرداسي

أضف تعليقك هنا