تحية وسلام على أهل طيبة “المدينة المنورة”

بقلم: د. إيمان عقرباوي

بعد مُضي ثماني سنوات، وانقضاء فترة عملي في إحدى الجامعات غرب المملكة العربية السعودية في المدينة المنورة ، والتي تركت أثراً في مسار حياتي، والآن أعد العدة بالعودة إلى الوطن.

عملي في المدينة المنورة

وخلال فترة عملي كأستاذة جامعية ، تنقلت في رحاب جامعة طيبة، وبين الفصول والمباني والمعامل والقاعات، والمشاركة في المحاضرات واللقاءات والمناقشات، وحضور دورات وندوات ومؤتمرات، والاختبارات في المدرجات،  وأنشطة في الساحات تعج بالطلبة من كل التخصصات. وجداول لجان واقتراحات، ورصد درجات طلبة من كل المستويات، والتقيت مع نخبة الأستاتذة من أهل العلم والأختصاص.

خرجت من أسوار الجامعة  وتنقلت بين المساجد والأحياء ، وجولة بالاسواق والمولات ، وجلسات في الحدائق والساحات…. والتقيت مع الجيران والأصدقاء في المنازل والأستراحات. ونتصطف بطمأنينة في صلوات خلف الأمام في مساجد توزعت في كل مكان من الحرم الى قباء ، ومن القبلتين الى الجمعة والمساجد السبعة، وحلقات ذكر واستغفار عقب الصلوات.

متى أكتب لكم يا أهل طيبة؟

أكتب لكم من حجرتي المطلة على شرفتي منزلي، في مجمع عند سفح جبل محاط بمزارع نخل وعيون ، وعلى مكان غير بعيد يتربع وادي يسمى العقيق، أكتب لكم في زمن انتشر فيه الوباء، الذي عم البلاد واصاب العباد، وقد حل علينا شهر رمضان. واستذكر….. و بعد أن سال حبر قلمي على أورقي، أكتب الى كل من عرفتهم من أهل المدينة المنورة القليل من الكلمات قبل الوداع.

وفي هذه اللحظات يعجز قلمي أن يربط بين الحروف لنسج الكلمات ، لست شاعرة أنظم شعراً ولا مؤرخة أكتب تاريخا …, انما هي كلمات موزونة من الأعماق أخطها بقلمي من قلب محب الى أعز الناس …….  كلمات أرسلها قبل الوداع  عسى أن نلتقي في أحسن الأحوال، بعد أن شاءت الظروف أن تكون التحية والسلام عن غير معتاد بسبب الوباء…… أنها الكلمات الى أحبتي وأعزائي أهل الكرم والجود والأحسان، كلمات تقدير وأحترام الى من أتصف بأحسن الأخلاق…..

ما هي كلمات الوداع؟

كلمات سلام على أهل المدينة والحجاز شرفها الله بقدوم المصطفى المختار ، عرفتكم أهلاً طبتم وطابت بكم الديار…… نزلت عندكم  لأعوام ، وكان شرف المكان والأهل والديار….. ولكم منا أهل الشام تحية وسلام ، هنيئاً لكم طابة تفوح منها ريح المسك والريحان…فكان اللقاء في المسجد والتراويح والساحات والمحاضرات ، وفي أرض تلفها مزارع نخيل وعيون وجبال. والقلب يعتصر آلما لفراق أطهر وأقدس مكان وأهل سكنوا المكان، والعين تذرف دمعتان : دمعة حزن محب لمن أحب، ودمعة فرحة بالعود الى الأهل والأحباب … بعد أن جمعتني بكم أيام وسنوات كانت تلمع كالبرق في السماء …

بقلم: د. إيمان عقرباوي

أضف تعليقك هنا