حياتنا ما بعد كورونا

حجر واحتياطات

نعيش منذ أشهر حجرا صحيا لا أعلم هل يغيّر فينا هذا الأمر شيء أم نظل كما كنا ،هل غير هذا فينا شيء ما !ترى ما الذي سيقع من بعد ..منذ شهرين مضت لم أفكر في الأمر ،كنا نسمع أحاديث عن وباء ،في الصين ولم نعلم أن دورنا قادم ،كنا بعيدين جدا عن التفكير في الأمر ، كانت الأمور عادية جدا ..إلى أن أصاب الكثير منا ،وتغيرت نظراتنا للأخر ،وأصبحنا نأخذ احتياطات جمة ،لا نسلم ،لانلقي التحية ،ولا  نلتقي مع أصدقاء،أصبح التباعد  في كل شيء، نخرج بإذن السلطة وبمباركتها ،وأصبح حديثنا الطويل في رسائل الواتساب عن حالات التي أصيبت بالفيروس كل يوم ،نقول اليوم بخير وغدا يتغير العدد ونحن في دوامة لا تنتهي.

 دوامة لا مفر منها 

دوامة لا تنتهي ،نحاول أن نبعث شيء من الأمل بيننا ،عن طريق رسائل أمل ، تغزو الشبكات الاجتماعية ، ننشر أغلفة كتب ، نلقي أشعار على اللايف ، ننشر أخبار عن شفاء حالات عدة ، نحتفل في واقع افتراضي فرض على الجميع ، وبين الفينة والأخرى تطفو قضايا سياسية تستدعي أن يقول كل واحد رأيه، من جهة أخرى تواصل دور النشر والمؤسسات الثقافية في نشر أغلفة كتب جديدة تتحدث عن كورونا  ، ومن أهما الآن كتاب يومياتي مع كرونا للمبدعة عائشة بناني .تواصل مؤسسات نشر مسابقات أدبية في أصناف عدة ، مسرح ، قصة ، شعر ، حيث تشجع على الحجر الصحي وتدعو المبدعين أن يلتزموا بمنازلهم والإبداع وفق مواضيع الساعة منها : هي الحجر الصحي ، حياتنا بعد كورونا.

العالم تحت رحمة غول

العالم الآن يعيش الكثير من الأسى ،الموتى هنا وهناك ،كيف أننا نقول على أنفسنا تطورنا ووصلنا مراحل  لا تضاهي واذا   بنا نجد بأنفسنا ،مهددين بفيروس قد يقبض روحنا في أي وقت !العالم تحت رحمة غول ووحش مفترس لا يميز بين الخير والشر ،كل من التقى به ينهش روحه ..كل هذه التفاصيل تقلق !الأخبار العاجلة تمر بيننا بخط مستقيم أحمر ،يباغتك أحدهم ويقول لك هل سمعت عن الشخص الفلاني لقد توفي ،ا و هل تعرف صاحب القبعة لقد أمسكته الشرطة متلبسا ..كلها أخبار تلقفنا لا تترك لنا متسعا للتفكير ،في غياهب الظلمة تتركنا حيارى بلا سند بلا روية.

أخبار الساعة 

إعلانات على شاشة التلفزيون بخط احمر قاتم تحصي حالات اليوم في كل مدينة ،اما الا شهارات التي كانت منذ زمن قريب تتحدث عن فوئد الحليب وعن السكن الاقتصادي ،عن أحياء كبيرة تشيد بين رمشة عين ،اختفى كل هذا بغثة ولم نشاهد إلا إعلانات بكمامات ومعقمات تغزو شاشتنا الصغيرة ،شعارات يرددها الصغير والكبير ،لا تفعل ،لا تلمس ،عقم قبل أن تأكل ،قبل أن تنام.

عطر ما بعد كورونا 

عطورنا مستقبلا قد تصبح عبارة عن مواد تعقيم ،الأجود منها من تتوفر على مواد تعقيم جيدة وقد نجد يوما ما نساء ورجال يفتخرون فيما بينهم  بعطر ،تقول السيدة لصديقتها :لقد اشتريت عطرا جديدا ،ثم تجيبها صديقتها ،يا للروعة رائحته مبهرة بالمعقمات.

كتُب ما بعد كورونا

هل يمكن أن يختفي الكتاب الورقي؟ ، هل العالم سيتبنى كراسات وكتب من نوع جديد ؟هل ستختفي المطابع وشركات النشر ؟ ماهو البديل الذي سيستعمله العالم بديلا عن الورقي ؟هي أسئلة فقط تشغل بال المهتمين.

مشاعر تجاه العالم

المهم هناك صفعة أحسسنا الآن بقوتها ،على الدولة أن تعيد النظر في كل برامجها وان تجد نموذجا قويا لمواجهة أفات العصر القادمة ،إننا في البداية لا غير ،العالم يتقدم بسرعة لا يتوقف وبنفس السرعة التي ينطلق بها العالم كقطار براق سريع ،سيسقط وسيتمرغ في التراب ،على الدولة أن تحسن  من برامجها التنموية وان تنهض بقطاع التعليم والصحة  وتوجيه المواطن بشكل ايجابي  ،كيف يحمي نفسه من الآفات مستقبلا ،كي لا يجد وجهه ممرغا مرة أخرى في  التراب إذا سقط … كل هذه الآفات تساعدنا على بناء قيم أخرى وتكشف معدن البشر بيننا ،وكل شيء وضع لنتعظ من اجله كي لا نبني وهما أخر..

فيديو مقال حياتنا ما بعد كورونا

https://youtu.be/jI2QPbYgPSQ

أضف تعليقك هنا