دروس وعبر من محنة كورونا

بقلم: محمد سعيد

مما لا شك فيه أن الله سبحانه و تعالى يبتلي عباده بالأمراض و المحن ليرى كيف يكون عباده و كيف سيكون صبرهم و تحملهم لها، بجانب أنها تنقيهم من خطاياهم وذنوبهم قال – سبحانه – : {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، ولا بد من دروس لنا كمسلمين من هذه المحنة وهل سنتعلم منها أم لا وأيضا دروس للبشرية ككل هل سوف يخرجون منها بعبر تغير ما يمر به العالم الذي أغرقته المادة وساده الظلم وعمت فيه الفتن والفواحش بما لا يطيقه عقل ولا يحتويه قلب.

ماهي الدروس والعبر المستفادة من محنة كورونا؟

الدرس الأول

الإنسان أضعف مما يتصور: هل رأيتم كيف لفيروس لا يرى أن يقهر الإنسان مرضاً وموتاً و أن يوقف الحياة تماماً تنقلاً و سفراً و تجارة و استثماراً؛ أنت أيها الإنسان أضعف أمام قدرة الله الذي خلقك فسواك فعدلك لكن غرتك الحياة و القوة و الهيمنة فظننت أن لا قبل لأحد بك ليوقف تطلعاتك و يكسر غرورك و تعلم أنك لست أكبر من قدرة الله العظيم.

الدرس الثاني

العالم بحاجة للعودة لله: إذا نظرت للعالم بكافة ملله و نحله و كافة قومياته لرأيت العجب العجاب، دول تعتبر الدعارة مشرعة و دول تقنن استخدام الكوكايين أو الحشيش ودول تسمح بالمثلية الجنسية وتشرعها وتباركها، ودول تستولي على ثروات دول بالاحتلال أو بالوصايا الثقافية الاستعمارية، و دول سب الله فيها حرية تعبير لكن التعرض لشخصية عامة يعاقب عليها من فعلها، إن العالم يتجه للمجون الأخلاقي فلا ضوابط و وابط أخلاقية فالذاتية هي الحاكم و ما يحبه الناس حتى لو كان خطاً يعتبر مقبولاً لا بأس فيه التكلم في الدين أصبح موضة قديمة لدول كثيرة في العالم أبعدت وهجرت الدين من تدريسه إلى تطبيقه، فأصبح الإنسان مجرد آلة لا حواس لها تقوده غرائزه يفعل ما يشاء دون ضوابط أخلاقية فتفشت كل الموبقات بل أصبحت شيئاً عادياً، فكان لا بد من تدخل إلهي يوقظ النفوس النائمة التائهة التي انغمست في الدنيا وشهواتها للرجوع لله الذي خلق الإنسان ليكرم لا أن يهان بأفعاله و تصرفاته.

الدرس الثالث

العلم أولوية قصوى: مما لا شك فيه أن الدول التي تهتم بالعلم والعلماء وتعزز البحث العلمي لها السبق في تقديم الحلول وإيجاد الدواء لعلاج الأمراض، وقد بينت المحنة أننا يجب أن نعتني بالعلم و أن ننفق ما يكفي لكي يتقدم المجتمع للأمام وأن توجد الحلول ومنها علاج الأمراض التي لابد لها من علماء مختصون في هذا المجال تتوفر لهم كافة الإمكانات لإيجاد الدواء المفيد.

الدرس الرابع

النظافة من الإيمان: إن الوصايا النبوية الشريفة و وصايا الدين الإسلامي العظيم في كل ما يتعلق بنظافة الشخص لهي العلاج الفعال و الواقي من انتشار الأمراض بإذن الله، فالوضوء و الطهارة و الاغتسال كلها أسلحة فعالة ضد الجراثيم و الفيروسات و هذا دليل على عالمية هذا الدين و مدى صلاحيته لكل زمان و مكان، وقد تحدث أحد الكتاب في أحد الصحف الأمريكية عن الوصايا النبوية للنظافة الشخصية كمثال على الحلول الفعالة لمواجهة الكورونا.

و لا يسعنا إلا أن نقول إما أن يتعلم البشر دروساً بليغة من هذه المحنة و إلا فإن القادم قد يكون أسوأ لأن الإنسان قد طغى و تجبر و أن له أن يرتدع ( و ماربك بظلام للعبيد).

بقلم: محمد سعيد

أضف تعليقك هنا