دفتر مريضة سرطان

بقلم: رسل المعموري

بدون استئذان يقتحمنا السرطان ويحاول السيطرة علينا وأحيانا يجعلنا نستسلم، وحين ينتصر السرطان نعيش ما بين الأطباء  والمنزل وأركان المستشفيات وغرف جلسات العلاج الكيماوي وغير ذلك.

أول زيارة لقسم الطوارئ

ذات يوم في صباح شتوي وكان الطقس ممطراً استيقظت من النوم شعرت بشيئ في جسدي وصداعٍ في رأسي فكرت بإعداد القهوة حتى تكون حالتي جيدة ولكن لم أصح إلا على صوت فتاةٍ بسؤالها كيف تشعرين الآن جوابي من أنتِ وأين أنا؟ -أنا الممرضة لاتقلقي وفجأة دخل الطبيب مع أخي فأمسكت بيد أخي وقلتُ ما المشكلة؟ لماذا أنا هنا اخبرني مالذي حصل نظر الطبيب إلى أخي فأخبرني بأنني احتاج إلى فحوصات سريعة وستأتي الممرضة وتجري لي الفحوصات وافقت بالرغم من أنني كنت متوترة
مالذي يحدث.

تشخيص الإصابة

بعد أن تم الفحص بكل دقة حيث أخبرني الطبيب بعد دراسة الفحص أنني مصابة بمرض (السرطان) كان أسوء يوم في حياتي ذلك النهار آثار الصدمة امتدت إلى جميع المحيطين بي البقاء في المستشفى لمدة والخضوع للعلاج قال لي الطبيب عن الخطة التي سيتم السير عليها والفترة الزمنية للعلاج (خمسة أشهر)، في صباح يوم جديد دخلت إلى غرفتي الجديدة في المشفى
طلبت أن أبقى لوحدي ثم نظرت إلى الغرفة واستلقيت على السرير الأفكار تعج بي وتتضارب في رأسي وبدأت أتساءل عن مصيري ترى هل سأتمكن من رؤية أهلي وأصدقائي سحبت نفساً عميقاً ملئ بالحزن وسقطت دموعي من غير استئذان فتحت باب الغرفة الممرضة وقالت جئت من أجل الحقن أعطتني واحدة وشعرت أنها لاتؤلم قلت الحمد لله إنها بسيطة الألم قالت لي الممرضة أعتقد أنها أحبتكِ وضحكنا معاً.

في صباح يوم جديد في ٢٥ ديسمبر أربيل…  

كنت نائمة في غرفتي جاء أخي وقال لي سمح لنا الطبيب أن نخرج في نزهة اليوم إلى الحديقة اليوم 25 ديسمبر نحن كنا نخرج معاً كل 30 ديسمبر السؤال كان هذا في داخلي جلست على كرسي المعاقين بسبب الكيماوي حتى قدمي تؤلمني تمنيت أن أعود ألى المنزل مع أخي أخبرني الطبيب أنه قال لأخي بان: أنا لا أخرج مرة أخرى من المستشفى.

يوم جديد

دخل الطبيب مع الممرضة وطلب منها أن تعطيني جرعة وقال إنها أقوى جرعة ظننت أنه يمزح ضحكت وقلت له أتحملها وقبل أن أنهي كلامي شعرت بتقطع أحشائي كانت أسوء جرعة مرت بي طوال أيام مرضي قلت لها أن الجرعة لم تحب روحي كالسابق ولم أشعر بأي شيء بعدها فقط بدموعي التي تسيل من شدة الألم.

صباح اليوم التالي

استيقظت صباحاً رفعت رأسي من الوسادة رأيت خصلة من شعري ساقطة عليها ولكن مهلاً ما بين طرفة عين يغير الله من حال إلى حال حدث تحول في تفكيري رفعت قراءة الكتب من معنوياتي، فما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، لقد حدث تحول في مسار تفكيري كنت أجري الفحوص وأهم بمغادرة عيادة الطبيب، أعطاني الطبيب بعض الكتب عن هذا المرض لقراءتها، بدأ الأمل في نفسي وكنت كلما تعمقت في القراءة، زادني الأمل قوة وتفاؤلًا؛ فالفكرة المسبقة التي كانت لديَّ عن هذا المرض، هي أنه قاتل ولا ينجو منه أحد، ولكن من خلال القراءة، عرفت أنه يمكن الشفاء، لقد رفعت القراءة عن هذا المرض فعلًا من معنوياتي وبدأت الإيجابية تراود نظرتي للحياة مرة أخرى.

كتابة أيام مَرَضي

وبعدها تفرغت إلى الكتابة وبدأت بكتابة أيام مرضي بلطف ثم واجهت مرض السرطان بطاقة إيجابية وتعايشت معه بكل أمل أردت أن أنقل صورة للعالم يمكن هزيمة هذا الوحش القاتل من خلال الابتسامة والقوة، أخي القارئ هل تريد معرفة من هذه الفتاة؟؟؟
انتظروني في الجزء الثاني على موقع مقال…

بقلم: رسل المعموري

 

أضف تعليقك هنا