موقع مقال موقع تواصل اجتماعي يتخذ من المقال وسيلة تعبير وتفاعل، وينتج فيديو عن كل مقال
كان الكاتب الإنجليزي جورج أورول من أوائل من كتبوا عن ” اللغة الخشبية ” أو ال” ديماغوجيا” في مقاله “السياسة واللغة الإنكليزية” و في روايته “1984” حيث انتقد اللغة الخشبية في السياسة البريطانية و أشار فيها إلى أن تأثير السياسة على اللغة من حيث تشويه المصطلحات بفرض هالة من الغموض المتزايد للتعبير اللغوي و المصطلح تعتبر طريقة من طرق الخداع و التضليل للجماهير و المستمعين.
ما المقصود بالدِيماغُوجِية؟
الدِيماغُوجِيّة أو الدَهْمَاوِيّة أو الدَهْمَانيّة أو الغَوْغَائِيّة من الإغريقية حيث ديما من ديموس تعني “شعب”، وغوجيا تعني “قيادة” وهي لغة تسخدم لإقناع الناس استنادا لمخاوفهم وأفكارهم المسبقة وصرف الانتباه عن القضايا البارزة.
خصائص اللغة الديماغوجيّة
وقد حددت العالمة الفرنسية فرانسواز عدة خصائص للغة خشبية من أهمها: الغموض و التمويه والاستعارات السيئة و”المانوية” تقسم العالم إلى الخير والشر أو ظلمة و نور (المانوية: ديانة من العقائد الثنوية).
أمثلة على تلك اللغة
مما يحكى في هذا السياق للتوضيح حكاية جحا حين استعار صحن من جاره، فلما تأخر جحا في إعادته، ذهب صاحبه إليه وذكّره بها. فقال جحا: أولاً، أنا لم آخذ منك أي صحن. ثانياً، كانت صحنك خرب أصلاً. ثالثاً، قد أعدتها إليك.
وقال تعالى في وصف المنافقين : }وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ {وفي تفسير الطبري أنه كأن هؤلاء المنافقين خُشُب مسنَّدة لا خير عندهم ولا فقه لهم ولا علم، وإنما هم صور بلا أحلام، وأشباح بلا عقول وهو ما يسقط على التسمية لهذه للغة من جانب آخر.
من هم الذين يتكلمون اللغة الديماغوجيّة؟
ومع الأسف مع أن ما يذكر في سياق لغة الخشب أو الدِيماغُوجِيّة انها تختص بالسياسيين (تسمى تجاوزا أحيانا اللغة الدبلوماسية ولكن بضوابط) و المفكرين إلا أنها تستخدم وبكثرة في مجالسنا في فلك تدور مع المغالطات المنطقية بهدف البروز وتصدر المجالس من البعض وذلك بإستغفال للناس و التذاكي عليهم و هذا ما قد يبرر كثيرا الركود النسبي عن التقدم لهذه المجتمعات من خلال مجالسها.
فمهاجمة الأفكار المطروحة و المبادرات الطيبة وشيطنة الأفراد صارت تتم بمنهجية من قبل بعض المفلسين و مع الأسف بالأسلحة التي ذكرنا من مغالطات منطقية و لغة خشبية وغيرها من الوسائل السلبية المحبطة التي قد تعلموها من مكان ما.قال تعالى في بني إسرائيل: { فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ } والله المستعان.
