سؤال ابني الذي صدمني!

بقلم: عادل عبدالستار…ممرض بالطب النفسى

كنت أشاهد الآن أحد البرامج و فجأة سألنى ابنى … ألم تر أن الغرب على حق فى إنطباعهم عن المسلمين ؟!! فكل يوم نرى ونسمع عن إرهاب هنا وهناك فضع نفسك مكانهم ….حينها شعرت بألم لا أستطيع أن أصفه ، فكيف وصل هذا المفهوم الخطأ والخطير إلى أبنائنا، فقلت له اسمعنى جيدا. (سؤال)

إجابتي على سؤال ابني

الارهاب مرفوض بكل اشكاله وفى اى مكان فى العالم باكمله … وهذا أمر لا خلاف عليه … ولكن علينا ان نعى ونفهم أن غياب الحق والعدل والحرية فى العالم هو السبب الرئيسى وراء هذا وسوف اذكر لك دليل لا يقبل الشك يوضح لك الامر لانه حدث فى حياة الرسول الكريم ، وصدق رب العزة سبحانه حين قال ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن اللَّهِ وَكُفْرٌ سَبِيلِ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ) إن تلك الايات نزلت عندما قتل احد المسلمون احد الكفار بالقرب من مكة وفى الشهر الحرام ( ممنوع فيه القتل) وظلت قريش تقول فى كل مكان إن أصحاب محمد يقتلون فى الاشهر الحٌرم وأستخدموا الشعر فى ترويج ذلك ( الشعر كان أفضل وسيلة إعلام حينها ) فنزلت الايات تلوم المسلمين . وتُأكد ان ما حدث هو خطأ (قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ).

ولكن فى المُقابل تقول لقريش وانتى يا قريش تَصدى عن سبيل الله وتمنعى دعوة الرسول… وكفرتى بالله … واخرجتى المسلمون بدون وجه حق من مكة هو ايضا خطأ وخطأ كبير … هذه هى المسألة ببساطة … الارهاب طبعا مرفوض و لا نقبله….. ولكن فى المُقابل على الغرب ان يتوقف عن ظلمه وتكبره وتجبره … فما يقوم به من ظلم والكيل بمكيالين هو من صنع الارهاب … هذا فضلا عن انهم هم من صنعوه و مولوه و صنعوا من يقوموا به … وكل هذا يحدث تحت رعايتهم ومباركتهم ، ثم يستخدموا ألاتهم الاعلامية الجبارة فى ترويج أن ما يحدث إنما هو عيب فى الاسلام !! ، ثم تأتى المصيبة الكبيرى بأن يجدوا ممن ينتسبون الى هذا الدين العظيم ولكن ضل فكرهم وأقتنعوا زوراً بما يروجون له فوافقوا على حمل السلاح ووجهوه فى صدور الابرياء من المسلمين وغير المسلمين ، وبهذا شوهوا صورة الاسلام العظيم.

يجب علينا توعية الأبناء الدينية في المدارس والجامعات

لذلك أرى أن مهمتنا الاساسية الان هى أن نعى هذا جيدا … والاهم أن يعيه أبنائنا حتى لا يقعوا فى هذا الارتباك والذى قد يأخذهم الى الطعن فى الدين نفسه وليس فقط فى المنتسبين اليه والحل أن نهتم بالوعى و نشر المعرفة الصحيحه …ننشره من خلال المدارس والجامعات والصالونات الثقافيه ، ننشره فى النوادى والمجمعات عن طريق لقاءات ومحاضرات على كل المستويات ، حتى فى البيوت على الاباء أن يوضحوا هذا الامر لابنائهم فى كل مناسبه ، وعند مشاهدة كل خبر بهذا الخصوص ، ثم على العالم الاسلامى كله وليس مصر فقط ان يهتم بالازهر الشريف ( زاده الله تشريفاً ) لنشر تعاليم الاسلام الوسطى فالازهر هو الحصن الحصين ضد هذا الوباء الذى نحن فيه .كل هذا كى نرسل لابنائنا رسالة واحدة ( أن الارهاب صناعة الشيطان وليس صناعة الاسلام ) حفظ الله ابنائنا … حفظ الله مصر ارضاً وشعباً وجيشاً وازهراً.

بقلم: عادل عبدالستار…ممرض بالطب النفسى

 

أضف تعليقك هنا