صرخة عابرة – #قصة

تمضي الأيام بسرعة البرق ولا نعلم ماذا يدور حولنا وأسرد لكم قصة واقعية في مجتمعنا الحاضر أشاهدها بكثرة ولازالت تتكرر.

بداية قصة الأب وتعلقه بطفله

حيث في إحدى المدن الكبرى يقطب رجل في العقد الثالث من عمره وكان لديه طفل في العاشرة من عمره يعيش بين أسرته بسعادة مرفهاً ومدللاً يعيش بين إخوته الصغار سعيدا بحياته والتكاتف الاسري الجميل وكان هذا الطفل فخورا دوما بأبيه لوجوده بجواره ويشعر بالأمان والحنان لأنه كان صديقه وأباه وكل شيء بحياته وكان الأب يأخذ ابنه في جميع مشاويره  وأعماله وكانت الفرحه تعلو وجهه ومن داخل وجدان قلبه فخورا بوجوده وأنه ملكَ هذا العالم.

انفصال الأب عن زوجته وبداية قصة التعاسة بالحياة

ولكن سرعان ما تبدلت الأحوال وانقلبت موازين الحياة بقضاء الله وقدره بالفراق بينهم بالانفصال عن الام وتغير لون الحياة واختلفت على الطفل وأصبح الحزن يعتلي حاجبه وأصبحت أمور الحنان والعطف مفقودة عن الابن بعدم وجود مصدر الأمان له وخوفه عليه والاطمئنان عليه عند النوم وتقبيل  الرأس له وأخذه بالأحضان  جميعها اختلفت عليه وأصبح يعيش بعيدا عنه رغم الالتقاء بينهم.

ولكن هناك صرخات داخليه ولها انين لا يستطيع إخراجه وخصوصا في الأماكن العامة والعادات في حياته وفي يوم أصبح ينظر ويتأمل مكان جلوسه وكوب القهوة الفاخر الذي كان يتميز بلونه السحري وهو بجواره يمازحه ويلاعبه وأصوات الضحك تعلو المكان كلها من الماضي وسقطت دمعه إستقرت  على خده الأيمن من البكاء ولكن تذكر كلام أبيه وما كان يهمس في أذنه له أنه بجواره ليس بالمكان بل بالقلب والحب والإحساس.

معاناة الطفل وألمه بسبب تفرق والديه

وأخذ الطفل يمارس حياته ويتدلل على ابيه كل ما التقى به ولكن مع الأيام والمقابلات علم الطفل وتعلم مع السنين ان الحب ليس مشروطا باالاستمرار مع من نحبهم والمكوث بجانبهم طوال الوقت وأن الحب بينهم مستمر حتى لو كل واحد بمكان اخر و لايمكن أن يزول وأن الله تعالى قادر على ان يلم شمل الابن بالأب وتَعلم أن الحب نابع من الفطرة من الله عز وجل.

وأكثر ما كان يؤلمه عندما يذهب إلى الأماكن العامة ويرى كل اب وام وبينهم الابن يمسكون بالأيَادي والالتفاف والضحك يعلوا بينهم وتسقط الدمعة وتسكن محلها بلا فائدة وكبر الابن وأدرك صدى كلمات أبيه ترن في مسامعه  وتعلم من تجارب الحياة أن ألاب لا يعوض ولا يمكن نسيانه مهما كان هناك من يحاولون تغير الفكر في العقول  لأنه مثاله الأعلى في حياته.

خلاصة قصة الطلاق بين الأبوين

وخلاصة هذه المقال البسيط الذي هو بين ايديكم أن الطلاق بين الزوجين من أعظم مساوئه هو الأبناء هم الضحية والمحور الأساسي فلنحكم عقولنا من اجل من هم نبض قلوبنا ونعطى الفرصة لمن أخطى أن نسامحه ونتحمل كل شيء من أجلهم إلى إذا لم نستطع أن يكون هناك خط للرجوع لأن ذلك الطريق لا يمكن أن نسلكه لما يوجد من عقبات لا توصل إليه ولا نحمل سوى الدعاء لهم بالخير لأننا بذلنا كل الغالي والنفيس ولكنه قضاء وقدر كل انسان وما هو مكتوب عليه فلنكن صابرين عابرين خطوط الأسى واللوم ولنسلك خطوط التسامح والفرح  فهذا أمر الله تعالى ولكم خالص  الشكر  والتقدير.

بقلم: أحمد عبدالعال

أضف تعليقك هنا