صرخة قلم – #قصة

صرخة قلم في ليلة من ليالي خريف الروح الماطر. جلست في إحدى زوايا غرفتي المظلمة إلا من تلك الأضواء المنعكسة من حبات المطر الساقط على نوافذ الغرفة كشموع تتلألأ بالأضواء الخافتة. أمسكت قلمي مسترسلا في كتابة الأحلام والطموح والأحزان والهموم التي تعج بها مخيلتي. سقط القلم من يدي ممانعا أو مقاطعا لأنه لم يأهل مني ذلك. سعيت حثيثا إليه. علي استرداده. أصابع يدي المرتجفة لم تقوَ على التقاطه لأنها ألفت الصمت والامتناع عن البوح.

قال قلم : لا تدع اليأس يفسد طموحاتك وأحلامك

تعجبت. عندما سألني قلمي.
أيها المسكين..
لم هذه الرجفة..؟!!
لم أنت خائف؟!
لم الاضطراب؟!
ألم تعد تقوى على حمل الهموم والأحزان..؟!
هل تلاشت الأحلام وتبخرت الطموحات؟!
فأجابته بصوت يعلوه الحزن والأسى..
سيدي.. تعبت.. من الصمت…
ومعانقة هموم الآخرين لمعاناتي…
تعبت الانتظار وكل الأنظار موجهة إلي كمتهم بدون تهمة في محكمة بلا قاضي…
ابتسم .. وقال لي .. يا أيها الحزين..
اترك جراحك.. وأحزانك.. دون البوح بها.. واسعَ نحو طموحاتك لتحقيقها وإياك أن يقتل اليأس فيك الأمل…

أمنيات وطموحات بددتها ظلمة الواقع عبر قلم

قلت.. اذهب وبوح بما في أعماق قلبي لعل هناك قلب فيه رحابه وسعه لتلك الهموم والأحزان التي أثقلت كاهلي لعلك تجد من يدوي الجراح ويجبر الخواطر.. لعل هناك من يسمع بوح أمنياتي وصوت طموحاتي على الأمل يطير بعيدا عن الواقع.. بدلا من تعذيب نفسك.. وتعذيب من ليس له.. قلب.. ولا روح..
سألني….
فلمن أبوح..؟!! رددت عليه
اصمت اصمت كان كلامه موجه إلي
فتجهمت حيرة.. وتساقطت بوجهي تلك الدموع التي لم أعتدها.. وتسارعت التناهيد بالخروج من محبسها..
فأمسكته.. وتملكت منه.. وهو صامتا.. اعتقدت أنه قد رضخ لي.. وسيبدأ في كتابة الهموم ووصف الأحزان.. في سرد الطموحات ورسم الآمال..
فإذا بالحبر يخرج منه متدفقا كأنه الدم الذي يتدفق من وريدي والدموع التي تنساب من عيوني …
تعجبت…
أمعنت النظر إليه قائلاً.. ماذا تعني..
قال.. سيدي إنني بلا قلب ولا روح..
أتريدني ان أخط أحزان قلبك ولا أبكي فؤادك المجروح..
..احتضنته وكلانا يشكو للآخر عما في داخله وعم ما يأرق منامه..
أمسكته هذه المرة بإحكام بدأت أدون طموحاتي وأخط همومي.. فبكى القلم قبل أن تبكي عيوني.

فيديو مقال صرخة قلم

أضف تعليقك هنا