عندما تلامس إنجازاتك!

“عندما تلامس انجازاتك ستشعر بالفرق”، نعم! أثرت التكنولوجيا الحديثة على حياتنا اليومية وأصبح كل جزء تقريباً من مهامنا اليومية يعتمد عليها لكن هل جربت يوماً أن تخالف القطيع وتجرب شيئاً مختلفاً؟

كيف يمكنك معرفة مستوى إنجازاتك اليومية والشعور بها؟

كيف يمكن للطريقة التي تعمل بها أن تؤثر على مستوى انجازك لمهامك اليومية، بمعنى آخر، هل راودتك يوماً ما فكرة أن تلامس إنجازاتك؟ لا تشعر بالاستغراب فأنا لا أتحدث عن قصة خيالية ولكن أتحدث عن تجربة عملية ستجعلك تشعر بمتعة انجاز مهامك! تخلَّى قليلاً عن وسائل التكنولوجيا الحديثة وبادر كما قلت لك بفعل شيء مختلف، افعل شيئاً يجعلك متميزاً عن الآخرين، اجعل انجازك شيء يمكن ملامسته وليس شيء معنوي، دعني أروِ لك قصة قصيرة كي أستطيع ايصال فكرتي المرجوة لك…

دون إنجازاتك على ورقة ثم تخلص منها إن أتممتها

اعتدتُ منذ سنوات أن أقوم بتدوين مهامي اليومية على مذكرة الهاتف، لكن امتلاء ذاكرة الهاتف حال بيني وبين تدوين مهامي اليومية على المذكرة، بعد ذلك قمت بتدوين مهامي اليومية على ورق مربع صغير والصاقه على حائط الغرفة الخاصة بي، كانت الأوراق تملأ الحائط، بدأت كل يوم بإنجاز المهام التي أقوم بتدوينها، ولكن هنا بدأت أستشعر بالفرق، كثرة الأوراق على الحائط للمهام الغير منجزة بعد كان يعطيني الشعور بنوع من تراكم المهام وأيضاً أحسست برغبة بأنني أريد التخلص من تلك الأوراق، لكن هناك طريقة واحدة للتخلص منها، ما هي؟ هي أن أقوم بإنجاز المهام المدونة، دعني أوضح لك أكثر، تراكم الأوراق المسجَّل عليها المهام التي ينبغي عليَّ انجازها جعلني أرغب بالتخلص منها، بمعنى آخر تنظيف الحائط منها، لذلك عندما أقوم بإنجاز مهمة ما، أقوم بمسك الورقة المكتوب عليها تلك المهمة وأقوم بشطف المهمة ثم رمي الورقة في سلة الأوراق.

تخلص من مهامك التراكمية عندها ستشعر بالمسؤولية والإنجاز

حبكة القصة هنا! عندما قمت برمي أول ورقة شعرت بشيء مختلف، شعرت بأنني بالفعل أنجزت مهمة وتخلصت منها وأرغب الآن بإنجاز المهمة الأخرى كي أستطيع رمي ورقة أخرى، هكذا شعرت بقدرتي على إنجاز المهام وتعززت ثقتي بنفسي بأنني شخص منضبط وغير متخاذل عن إنجاز مهامي، بمعنى آخر لامست المعنى الحقيقي للإنجاز وهو كلما تخلصت من أكبر عدد من الأوراق المثبتة على الحائط، كلما شعرت بأنني شخص مثابر ومنضبط وأملك حس المسؤولية ازاء انجاز مهامي اليومية.

أنجز أعمالك اليومية عندها ستفتح لك أبواب النجاح

خاتمة القصة وهي خاتمة سعيدة أو لحظة ممتعة وهي عندما تقوم برمي آخر ورقة مثبتة على الحائط في سلة الأوراق وتنظر إلى الحائط الذي أصبح فارغاً تماماً من الأوراق لكنه يشهد لك بانضباطك وكأنه يصفِّق لك لأنك نجحت في إنجاز مهامك لذاك اليوم ولم تقوم بتسويف أو تأجيل مهمة، بمعنى آخر أنك لم تحتفظ بورقة لليوم التالي بل تخلصت منها جميعاً وذاك دليل على مستوى إنجازك وفعاليتك وكفاءتك لليوم، هكذا الشعور المحسوس للإنجاز، هو أن تنظر للحائط فتراه خالياً من الأوراق ثم تنظر إلى سلة الأوراق لتشهد لك بأن كمَّ الأوراق الموجودة فيها هو مستوى إنجازك لهذا اليوم، ثم تبدأ بالنوم في آخر يومك وأنت شخص ناجح لأنك قمت باستثمار وقتك وقمت بإنجاز مهامك بكفاءة.

رتب أعمالك ليومك التالي وابدأ بها الواحدة تلو الأخرى

ولكن! قبل أن تنام قم فقط بتدوين جميع مهامك لليوم التالي إما على ورقة أو على مذكرة الهاتف كما تحب، ولكن عندما تستيقظ بادر وقم بتدوين كل مهمة على حدى في ورقة صغيرة مربعة وقم بلصق جميعها على حائط غرفتك وبعد ذلك ابدأ بإنجاز مهامك الواحدة تلو الأخرى حتى يفرغ الحائط مجدداً من الأوراق وتمتلئ سلة الأوراق بها، وهكذا كل يوم على نفس هذه الوتيرة، ستشعر بأنك شخص مثابر وستزداد ثقتك بنفسك، ولا بأس إن قمت بمكافئة نفسك بين المهام بمشاهدة شيء تهتم بمشاهدته أو الجلوس مع العائلة أو الأصدقاء لفترة قليلة أو ممارسة هوايتك التي تحب بهدف الترويح عن نفسك وتغيير روتينك واستعادة طاقتك مجدداً لاسيما إن قمت بإنجاز مهمة استغرقت معك وقتاً طويل…

في النهاية دعني أروي لك تجربتي…

أنا اتبعت تلك الطريقة، أنا الآن أكتب مقالي هذا بعدما أنجزت المهمة القبل الأخيرة من يومي بعد قضاء ساعة ونصف في إنجازها، بمعنى آخر أنني الآن وأنا أكتب مقالي هذا قد انتهيت من مهمتي القبل الأخيرة لهذا اليوم وها أنا كافأتُ نفسي بممارسة هوايتي التي أحب وهي كتابة القصص القصيرة والمقالات بهدف الترويح عن نفسي، وبعد ذلك سأقوم بإنجاز المهمة الأخيرة وسيفرغ الحائط تماماً من الأوراق ثم يمتلئ بها مجدداً غداً، ولكنني أفعل كما أقول لك، أقوم قبل النوم بتدوين مهامي لليوم التالي على ورق أو على مذكرة الهاتف كي أستيقظ وأقوم بتفريغها على ورق مربع صغير وألصقها على الحائط، لكن من الأفضل أن تقوم بملء الحائط مجدداً في نفس الليلة حتى عندما تستيقظ وتجد الحائط مملوء بالورق تنهض من سريرك فوراً رغبةً بالتخلص منها تدريجياً، لذلك من الأفضل إلصاق الورق للمهام الجديدة في نفس الليلة حتى بمجرد أن تستيقظ وترى الورق تنهض بكل نشاط وقوة أملاً بعزيمتك في التخلص منها في أسرع وقت ممكن.

في الختام، هكذا تتم عملية ملامسة انجازاتنا وهي فقط تتطلب منا بعض التغيير البسيط في الطريقة التي نقوم بها بإنجاز مهامنا لأن ذلك له تأثيرات نفسية علينا ونتائج ذلك تترك أثراً عميقاً في النفس، فعندما تتخلص من الأوراق التي كانت تملأ حائطك ستستشعر بقيمة الإنجاز الذي حققته خلال يومك.

فيديو مقال عندما تلامس إنجازاتك!

 

 

 

أضف تعليقك هنا