غالبًا ما نسمع بأن “الفرصة لا تأتي للإنسان إلا مرة واحدة في حياته” وهذا مايجعل البعض يترقب قدومها، ويعتقد بأن الفرص التي أُتيحت لغيره ونجح في استغلالها قد يتاح له مثلها، فيستمر في التأجيل “متى ومن أين سأبدأ؟” ليقع في مصيدة التسويف التي تفقده الإحساس بالوقت، فيجد نفسه قد أضاع عمره في تحديد نقطة البداية وهو قد فقد الكثير من الفرص التي كانت من المفترض أن تضعه في مكان آخر غير مكانه، من أقوال الرئيس العراقي الراحل “صدام حسين” –رحمه الله-: (اجعل اهتمامك بالفرصة التي تنتزعها، وليس في الفرصة التي تمنح لك).
كلما أشرقت شمس يومٍ جديد كان لك منها فرصة فاغتنمها
عندما يتاح لك يوم جديد فيكون بمثابة الفرصة الجديدة التي أتيحت لك لتتنفس وتجتهد في محاولاتك للنهوض، لأنه سيكون التحدي الأول ليوم قد يكون مليئ بالتحديات، فالقليل منا من يستطيع أن يكون بمزاج جيد في بداية يومه ويقاوم لذة نومه ، فيستيقظ في الوقت المناسب ليذهب إلى موعده بدون أي تأخير، يقول المناضل الكوبي “تشي جيفارا” (الحياة لا تمنح الفرص إلا للراغبين).
سوف يكون عليك الاختيار بين أمرين فإن كل خيار منهم له تبعاته ونتائجه، وفي الغالب سيكون أحد الخيارين أسهل من الآخر “هناستتكون الفرصة” فإما أن تختار الطريق السهل وهو الاستسلام لرغباتك التي ستجعل من حياتك ليس لها إلا هدف واحد “وهو أن تعيش” ،أو أن تسلك الطريق الذي زرعت فيه الكثير من العقبات التي وجدت لتكون سبب استمرارك في الكفاح، من كتابات الكاتب الأمريكي “جاكسون براون” (خلف العقبات الكبيرة ستجد الفرص العظيمة).
التغيير يكون بكَ ومنك ويعود بفوائده إليك
سوف يصل بك الحال إلى اليأس، فتعتقد بأنك قد اخترت الطريق الخاطئ الذي أوصلك إلى ما أنت عليه، فتظن بأنك قد خسرت كل المعاركالتي خضتها في حياتك، فتأكد حينها بأنك وصلت إلى الباب الذي سيكون المنفذ الأخير لنجاتك، في ذلك الوقت عليك أن تستجمع قواك لتزيح الصخرة التي تقع خلف هذا الباب، واستخدم خبراتك التي اكتسبتها في محاولاتك للوصول إلى هذا الباب لا تسأل أحداً عن كيفية الخروج منه لأنه لا أحد يعلم كيفية وصولك إليه، استمر في تغيير طريقتك وأفكارك ومعتقداتك أو حتى مبادئك لتتمكن أخيراً من إزاحة “صخرة التغيير” يقول الله تعالى : ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
التغيير قرار وعليك اتخاذه
قد تتاح لك الفرصة التي قد تكون سبب في وصولك إلى أهدافك في الحياة لكنك ستتردد في استغلالها خوفاً من التغيير، فتجد نفسك قد أضعت عمرك في نفس المكان الذي اعتدت أن تكون فيه، لتستوعب وفي وقت متأخر حجم الخسائر التي ألمت بك بسبب عدم اتخاذ القرار الحاسم الذي قد يضعك يوماً ما في القمة، لذلك يجب عليك أن تتدارك الأمر لتأخذ بتوجيهات الآية الكريمة التي تحثك على تغيير نفسك ليغير الله حالك.
لا تسمح لأحد أن يقرر عنك وكن سيد قرارك
إن أكثر الأمور التي قد تندم عليها هي عدم استغلالك الفرصة التي قد تتاح لك لتغير من سلوكك وأفكارك ومعتقداتك وعاداتكالتي كانت السبب في ضياع الكثير من الفرص عليك، قد تملك القوة في اتخاذ القرار ولكن ستواجه من يخشى نجاحك لأنه لا يملك قوة إرادتك، فيحاول إحباطك بكلماته ليكون أول ما سينطق به هو أنك “لن تستطيع“، وستواجه من يريد رؤيتك في نفس المكان الذي اعتاد أن يراك فيه فيخشى أن تكون في مكان آخر أو مع شخص آخر غيره، لذلك اتخذ قرارك وغير زاويتك لتتمكن من الرؤية بوضوح أكثر يمكنك مناقتناص “الفرص” التي ستتاح لك –لتكون حيث تريد أنت لا حيث يريدون- سأختم بأبيات للمتنبي تقول :
إذا غامَرْت في شَرَفٍ مَرُومِ *** فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ *** كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ