فقراء غيث!!

مقال يتحدث عن الفقر وفقراء غيث (برنامج غيث) ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن الفقر من هنا.

لا تبحث عن سبب حاجتهم لك!

كثيرًا ما ينتابني شعور غريب يجعلني أتأمل تصرفات بعض الشخصيات التي مرت في حياتي، فأجد نفسي تائهًا بين الكثير من التساؤلات عن السبب الذي جعل من هذا الشخص أن يكون أناني وذاك آخر متعاون وتلك الشخصية انطوائية والأخرى الثرثارة، ولكن الأمر وفي كثير من الأحيان يبدو لي معقدًا فأنا لا أعرف الكثير عن هذه الشخصيات، وما هي الظروف التي مرت بهم في ماضيهم؟! لذلك يصعب علينا أن نحكم على نوعية البشر الذين نواجههم في حياتنا، وعلينا أن نترك أسرارهم مدفونة لأنها دفنت وقد يكون معها الكثير من التجارب والمعاناة والمواقف التي لا نعلم كيف تجاوزوها.

سنظل تائهين بين الواقع والخيال!

فقراء برنامج غيث

مجتمعاتنا العربية تغذت على العاطفة كثيرًا وأصبحت عاطفية جدًا لدرجة السذاجة، فتاهت بين الواقع الذي نعيشه من فقر وحاجة الناس وبين خيال الدراما والبرامج التسويقية التي تظهر لنا في شهر رمضان كالغيث الذي يحاول أن يطمئن قلوب الفقراء، ليبرز لنا الجانب المضيء في حياتنا ويخفي لنا الوجه الحقيقي لبقية الشهور التي يحتاج فيها فقراءنا إلىغيث” (برنامج غيث)، وأصبحت دموعنا ثقيلة على واقع فقر تسبب في معاناة الكثير من الأسر التي يعاني فيها الأب من التزامات عصفت بعقله وهو يحاول أن يكون الأمان لأمٍ وأطفالها فيجد نفسه تائهًا بين عزة نفسه وضميره الذي يؤرقه، وتذرف دموعنا لتكون خفيفة على مشهد صنعته الدراما التلفزيونية لبرنس يحاول أن يجد ابنته التي كُتب لها دور حطم قلوب الشعوب العربية، بينما يعاني أطفالهم من شتات ألَّم بهم لعدم قدرةالبرنسالحقيقي الذي يكافح في محاولاته لحماية أطفاله من واقع الضياع، أصبحنا نبحث عنمخرجيريح ضميرنا من واقع تنازلنا عن تقاليد ديننا وأهم قضية تتعلق بهيبة وجودنا، أصبحنا نضحك على تفاهةمجنونأثبت رسميًا بأن قلوبنا لم تعد تشعر بواقع حياة كتبها الله لنا لنعيشها ونبحث فيها عن الحقيقة التي قد تنجينا. 

لو كان الفقر رجلًا لقتلته!

الفقر هو العدو الأبرز لأي مجتمع؛ لما يرافقه من تفكك أسري ومشاكل نفسية واكتئاب قد ينتج عنه عواقب وخيمة من انتشار للجريمة والإدمان على المخدرات وفقدان الثقة بالنفس وضياع لمستقبل الشباب، فعندما نستذكر العهد الذي عاش فيه المسلمين عدلًا وطمأنينة في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز نعلم حينها بأنه زمن قل فيه الفقراء، بل وأصبحت الطيور لا تجوع في ذاك الزمان.

ليس كل المساكين فقراء!

عندما يجوب في خاطري حال الناس في بعض المجتمعات العربية والإسلامية فأول ما يطرأ على بالي طبقة وجدت نفسها تعيش في نعيم الحياة ورغد العيش، وذلك لأنها تمتلك الكثير من المال الذي فاض بكثير عن حاجتهم، وأشغلهم هذ المال فأصبح جُلَّ تفكيرهم محصور فيايجاد الطرق المناسبة لزيادة هذا المال أكثر وأكثر وأكثر، حتى أصبح هذا المال هو ماردهم الذي يحقق لهم كل شئ، بل وأصبح فرعونهم الذي يسجدون له، فأصبحوا يبالغون في مساحات منازلهم وعدد السيارات التي يمتلكونها.

سأختصر وصف حال هؤلاء المترفين، وأنهي الحديث بسؤال لو أجبنا عليه لوجدنا الحل لجميع مشاكل الفقراء!! هل أخرج أهل الترف من الأغنياء زكاة أموالهم حسب الشريعة التي فرضها لهم دينهم؟! الجواب؛ بالتأكيدلا“؛ لأنهم لو فعلوا لما جاع وسرق وارتشى الفقراء.

فيديو مقال فقراء غيث!!

أضف تعليقك هنا