قسوة القريب وحنّية الغريب

لم يصبح قريب اليوم هو نفس قريب الأمس فسلبيات القريب البارحة لم تنتهي ولم تتغير للأفضل وإنما ازدادت العيوب وتضخمت ولم يعد مجال للعودة إلى ما كانت عليه في الأول ..فالقسوة التي تصدر من القريب فسوة شديدة قوية مؤلمة مؤثرة جدً تاركة لوجع قاسي وقاس جدا فأصبحنا نجد تلك الحنية والحنان والعطف والمعاملة الطيبة الحسنة والكلام الجميل من الغريب وغير موجودة عند القريب الذي من المفروض أن يكون أقرب من الغريب ومن أي شخص أخر لأنه هو القريب أصلا وما سبقه الغريب لا بد أن يكون قد سبقه القريب بالكثير وما يبادر به الغريب قد جاء به القريب منذ زمن إلا أن هذا عكس ما نشاهده حاليا والمواقف قد أظهرت الكثير وكشفت وقد سحت الأقنعة المزيفة المزينة من العديد من الأقرباء.(قسوة القريب) (تابع المزيد من المقالات عن القضايا المجتمعية عبر هذا الرابط)

من هو القريب؟

القريب هو العدو والظالم والحاقد..الخائن والمحارب والمخرب والمدمر والمسيء والمذل..الشر والجرم والحزن..المعاناة والمأساة ,,,أصبح القريب ذلك الكره والشك والخبث والنفاق…ذلك الحقد والغدر والقتل والعنف والوقاحة..الاهمال والتقصير …ذلك البخل والطمع والجشع والانتقام…ذلك الأذى والغضب والقلق والعصبية المهلكة …ذلك السخرية والاحتيال والنصب..قسوة القريب قد أنجبت حنية الغريب ..فغريب اليوم أكثر من الأخ فهو صاحب وفي ورفيق مخلص وجار تقي ومرافق جيد والشخث الذي التقينا به فترك بقلبنا وبأتنفسنا ذلك الأثر الجميل الايماني الذي يجعلنا أكثر قرب للغريب وأكثر ثقة بالغريب وأكثر صحبة للغريب وأكثر لقاء للغريب واكثر احترام وحب وتقدير للغريب.

الفرق بين القريب والغريب

حنية الغريب فقدناه وانتظرناه طويلا بأن يكون ويقوم به القريب الا أن ما يجب أن يكون من القريب قد أتقن به الغريب . متى كان الغريب ذلك الشفاء والدواء لداء القريب استعنا به في أمور الحياة وأعلنا عن كونه هو القريب الحقيقي بالمواقف والرجولة التي أكدت وأدت الى قربه ووضعه مكان القريب بكل مصداقية وعن جدارة واستحقاق من ذلك القريب الذي حنيته نافست قسوة القريب فأقسمنا على منحه ما كان القريب عليه ..قسوة القريب وحنية الغريب قربت البعيد الغريب ..أهدتنا أملا وحياة كنا انتظرناه من القريب الا أنه تم سحبه منها من قبله بكل قسوة تعرضنا لها قولا وفعلا وعملا وقرارا.

قسوة القريب توجع وتؤلم وحنية الغريب تشفي وتداوي وتحيينا من جديد مع عهد البقاء مع الغريب الذي أثبت أنه القريب وأن الغريب انسانيا أعظم من القريب بالدم وان كان قريب الدم أولى ومن الأوائل الا أن الغريب له أن يكون قريب والقريب قريب مع محاولة اصلاح المكسور معه ونسيان ما كان وما حدث وحصل لتعود القرابة بثوبها المعروف ..فالمحاولة واجبة لاعادة القرب الحقيقي الواجب بين القريب وأخيه القريب.

يبقى القريب قريب وان كان الغريب قريب فالقريب لن يصبح غريب وان جعل منا غريب فهو قريب غصبا عنا قبلنا أو رفضنا هو قريب وباقي .متى أظهر الغريب ما يخفيه القريب عمدا وبشكل غير صحيح هنا الغريب قد حل محل القريب مع حرصنا على بقاء القريب الذي هو ذلك القريب مهما كان مع الحفاظ على العلاقة الجميلة التي تجمع وتربط مع الغريب القريب.

فيديو مقال قسوة القريب وحنّية الغريب

 

أضف تعليقك هنا