قضاء وقدر.. بقلم: ياسر حبوب.. موقع مقال

قضاء وقدر

بقلم: ياسر حبوب

الموت ذلك الشئ الذي ليس له حدود أو قيود، عندما يأتي لا يأبه لأحد كان مهما كان ومن كان، ربما يكون ذلك المقصود مولود أو طفل صغير أو صبي لم يتجاوز الرابع عشر من عمره، إنه لا يعرف إلا أنه مأمور من الله، اليوم رحل إلى الله بأمر الله، فتى في أول ربيعه من العمر بعد أن صعق بالكهرباء.

تعددت الأسباب والموت واحد

صدمة كهرباء كانت كافية وقوية أن تمسك به لدرجة أن تصعد معها روحه للسماء، لقد حدث الأمر في دمشق الشام، البلد الذي دموعه تسيل وترابه ذليل وألوانه ليس لها دليل، إلا ذلك اللونين الأحمر المصبوغ بالدماء، والأسود المطروح بالغطاء، الأسود الذي هو سيد الألوان، لأنه قاتم.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائماً ان ما هي الحكمة من ذلك عندما يأتي الموت ليأخذ الصغير أو الفتى الذي لم يبلغ بعد حتى البلوغ، في حين الدنيا ممتلأتة بمن يستحق وعن جدراة بذلك القدر والاختيار، نعم هو الأمر من الله وإليه يعود، إلا أننا نطرح هذا السؤال من باب الغلبة والعجز، بل من باب أننا لانملك بالدنيا حيلة والوسيلة حتى لدرجة أنه في الأحيان نكون فيها عاجزين عن استرداد حقنا، نعم ذلك الموت الذي أخذ ويأتي بالحروب والحوادث بل وحتى الكوارث يحصد المئات وربما الآلاف.

الموت لا يفرق بين كبير وصغير إنها كلمة القدر

أما في الحروب الكبرى فحدث عن الملايين دون حرج، لقد قالوا أن الدنيا ليست عادلة، لكن الله القادر بل والقدير هو العادل، ذلك الاسم العظيم الذي يطمح ونطمح به ومنه وحتى معه، العدل لنا من كل ظالم، بأن يأخذ الموت أرواحهم بل أن ينتزعها منهم، ربما نرى ذلك أمام أعيننا، عندها نقر بها عينا، أما الموت الذي يأتي للصغار دون الكبار، فإنه القضاء والقدر، هذا الفتى الذي رحل عنها اليوم هو ابن أختي، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعله برحمته في الفردوس الأعلى برحمته، إنه هو العزيز الحكيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بقلم: ياسر حبوب

أضف تعليقك هنا