من الريف إلى المدينة – #قصة

قصة الحياة ومجرياتها، أتذكر عندما كنت في الثامنة من عمري كنت حينها في الصف الرابع أساسي كنت أدرس في مدرسة حكومية في منطقتي الريفية المتواضعة، وفي العطلة الصيفة قررت أن ابدا أغير حياتي بشكل تدريجي وياليتني لم أفعل ذلك كان قراري هو أن أسافر من القرية في الريف إلى المدينة للبحث عن عمل استطيع من خلالة أن أجمع من المال مايغطي حاجتي وهذا ليس عيبآ وقد أكون متميز بين الناس بهذه الصفة التي ترفع من شأن الرجل.

قصة الحياة مع السفر والبداية التفاؤلية

اتذكر حينها عندما دنت الشمس على الغروب ليلة سفري كنت في قمة الفرحة والانغماس الروحي ولا اعتقد ان ذالك اليوم دخل النوم عيني حتى غمضة عين من شدة الفرح والسعاده التي ساحصل عليه حال وصولي إلى المدينة.

وبالفعل وقبل شروق شمس الصباح كنت قد اعديت مايلزمني لسفري وإقامتي هناك من ملابس واشياء قد احتاجها هناك فقد كنت افكر انني لن استطيع الحصول على مقتنيات بسهوله بحكم انني جديد في تلك المدينة انتظرت على قارعة الطريق السياره التي ستقلني إلى المدينة التي بنسبة لي كانت مدينة الاحلام .

اهاااا الان وصلت السياره ووقفت إلى جانبي وتحدث السائق معي بالغة كانت مليئة بالغضب بسبب صغر سني ،، وكان يدعى غالب قاسم راجح ،، فقال لي بلهجته القروية الجميلة (وين رايح ياجني .قلت إلى المدينة .قال وهوا لا زال ساخط اطلع طلعت نفسك )، لايهمني عصبية السائق مايهمني الان هوا انا اصعد السيارة لكي اطمأن اني في طريقي إلى مدينة الاحلام .

السيارة التي سأسافر بها في رحلة الصراع مع الحياة

كان في مقدمة السياره إلى جانب السائق رجل مسن يبدو انه في العقد الخامس من عمره ،،كان يرتدي ثوب وجمبية يبدو انه ثمينة تتوارثة الاجيال ،، وكوت وعمامة على رأسه اشبه بعمامة قاضي المحكمة.

وفي المقعد الخلفي اربعه من الشباب تتراوح اعمارهم بين العقد الثاني والثالث يبدو انهم قضو اجازه عمل مع اهلهم وهاهم الان في طريقهم إلى مكان عملهم مره اخرى كما هوا حال الاغلبية من الشعب اليمني ،،تمضي حياتة مفارق لاهله وداره، وبينما بدات عجلات السياره تتحرك كن هناك آلام مزقة فرحتي يالله ماهي تلك الآلآم !!

انه والدتي تنظر إلي وتودعني بحرقة ولسان حاله لاينقطع بدعاء يالله كم كان قلبي ينسلخ ك دجاجة في يد سلاخ عندما ارى والدتي تنظر الى السيارة وهي تغادر الطريق رويدآ رويدا يالله ..
ومن ذو ذالك اللحظة وانا لاهي الفكر شارد الذهن لم تعد للسفره اي نكهه فقد غادرت من جانب اغلى مافي الكون ولاول مره يالله صبرني على ذالك وفجأة احسست بأن نفسي يكاد ان ينقطع او يغمى علي ..

خواطر السعادة في قصة الحياة تراودني خلال رحلتي

كنت تارة افكر بكمية السعادة التي ساحصل عليه حال دخولي إلى المدينه فابتسم ابتسامة عريضة ،،لكن سرعان مايعاود فكري يذكرني بلحظة ودعة فيها امي فتنقلب تلك إلابتسامة إلى حزن لايكاد ينقطع..

وبينما عجلة السياره تشق عبائب الطريق رويدآ رويدا،، وتلتهم المنحنيات والمنعطفات بطريقة حلزونية عجيبة تشبه الثعبان كنت انا مشغول في النظر إلى سفوح الجبال والمدرجات الزراعية ذات المناظر الخلابة والجميله التي ابدعت بصناعتة يد الخالق الكريم والمخلوق المجتهد ،،ومسجل السياره لايكاد يتوقف من صوت ايوب طارش بالحان الحقول العذبة والكلمات الرنانة التي تجعل الروح في حالة سعادة لامثيل له.

وبينما الشمس تتبلد في منتصف السماء وحان وقت صلاة الظهر اوقفت السيارة عجلاته امام مطعم في مدينة يريم، اغسلت يدي برفقت سائق السياره وجلست في الطاولة واشم رئحة الدجاج تاتي من مكينة الشوى رائحة فريدة من نوعة لم ارءه من قبل .

طلب سائق السياره بعض الاكلات لم اتذكر ماهي لكنه كانت غريبة ولذيذه ،،كوني اعيش في مناطق ريفية وطعامي المفضل هي العصيد واشياء اضافية لا اكثر، اكملنا وجبة الغداء وتجهنا نحو المسجد وصلينا الظهر ثم عدنا إلى السياره لنكمل طريقنا.

اتجهنا من مدينة يريم ثم مدينة ذمار مرورآ بمعبر وقاع جهران تلك الارض الزراعية الخصبة التي لازالات في ذهني حتى اللحظة وايضآ دائمآ اتسأل ماذا لو دعمت الحكومة المزارعين هناك وتعددت الزرعات بين القمح والخضروات والفواكة ياترى هل سنظل دولة فقيره كما هو الحال الان ؟؟!

الحياة تأتي كما تشاء

ولازالات السيارة تلتهم المنحنيات وانا أخذت انظر من النافذة إلى السماء التي اصبحة ملبدة بالغيوم ،،
والسحب المتراكمية المشبعة بالماء،،تتجمع من كل حدب وصوب من اطراف السماء كاسفنجة منتظرة يد تعصرها لتسكب مافيها من ماءء،،
توارت الشمس واختفت خلف تلك السحب المحملة بالمطر ،،
تظهر للحظة وتختفي ،،وتتوارى خلف الغيوم كفتاة خجولة في يوم خطبتها ..
ثم بدات السماء بتقطير رويدآ رويدا استمرت الامطار طيلة السفر المتبقي من الطريق بإتجاه المدينة حتى وصلنا حيث واجهتنا يإلاهي إنه مدينة الاحلام التي صابتني بفرحة مصحوبة برعب اشبه بغزال بري مرتعب يقف امام ذئب يتهيء لفريسته، وهناك ادركت ان قصة الحياة متعبة والحياة تاتي كما تشاء شئنا ام ابينا.

بقلم: ابوهارون آل حماد

أضف تعليقك هنا