والتقيْنا ذات حين #قصة

بقلم: أروى بنت سليمان/ كتابة فلسفية/ ١٤٤١/٩/٢٥/ ، ٢٠٢٠/٥/١

قصة حلم عن اللقاء مع الذات

ما سر نظرات ذاتي إلي؟

إنه مساء يوم الإثنين الهادئ الصاخب، حيث يشير  التقويم إلى الثاني والعشرين من شهر يونيو. في أروقة أحد الأماكن المفضلة لديّ على الإطلاق، أحسستُ بأعينٍ ترقبُني عن كثب بينما أنا منهمكة بين حاسوبي وهاتفي وكتابي وكوب قهوتي الذي أصبح بارداً للمرة الثالثة. حاولتُ معرفة مصدر النظرات، فرفعت ناظري فجأة وإذ بي أجدها تجلسُ على الأرجوحة البيضاء المقابلة لأرجوحتي تماماً وعيناها لا زالت تحدقان بي، ذُهلتُ لوهلة وجُذِب انتباهي، لملامحها المألوفة، عيناها، ابتسامتها الهادئة، وارتباكها الجليُّ على محياها. فترةٌ مضت على آخر لقاء بيننا، فدعوتها لتشاركني فقبلت بعد تردد شديد. مقال يتحدث عن قصة اللقاء مع الذات ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتناول قصة من هنا.

الحوار الأول بيني وبين ذاتي ( اللقاء مع الذات )

يا لتوتري ! إنها تنظرُ مباشرة إلى عيناي متفحّصة في حين أنني غارقة في تأمل تفاصيلها، أشعر أنها ستضجر قريباً من تفحُّصي المُستمرلسكناتها قبل حركاتها. بالمُناسبة شعرتُ و كأنّها قبلت دعوتي لتشاركني توديع أعوامي السابقة، حيثُ سأبدأ اليوم عامي الثامن والعشرون. بدأنا نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث الذي استحوذَت هي على أغلبه، حتى بدأت أشعر بأنها محور اللقاء، حيثُ أنّي أملتُ أن يكون الحديث عني لا عنها، ووددت لو أني أحدثها عني وعن الفترة المُنصرمة كثيراً. بالرغم من ذلك قررتُ أن أدع اللقاء يأخذ مجراه كيف ما تسيّره لا كما أتمنى. هتّان رقيق وحديث عميق، وعتابُ صديق، أعتقد أنها ليلة تُحاكي بصخبها البشر المنطلقون في كل مكان فرحاً باستعادة حرياتهم وروتينهم الذي سلبته منهم الجائحة.

وأخيراً حان دوري، استرسلتُ طويلاً، ما بين سردٍ وتبرير، ساعتان مرتا ومازلنا مستغرقين، حتى استوقفني ذلك التغير الذي كسا تعابير وجهها فاعتقدتُ أنها ضجرت من حديثي الطويل، باغتها بالسؤال، فنفَت، ثم بررت بنبرة حزينة قائلة:أشعر بغرابة موحشة، فبينما أألفُ ملامحكِ كثيراً إلاأنّي أشعر وكأنني أتعرف عليك لأول مرة، فحديثك العميق كشف لي جانبك الذي لم أدركه يوماً، أوتعلمين أني أستشعرُ فخرك بشخصكِ الحالي، بالمناسبة لا ألومك إطلاقاً، ثُم إني شعرتُ وكأنه لقاءنا الأخير، كأنكِ توادعيني ولا ترغبين لقائي مُجدداً؛ كوني شخصك القديم الذي هجرتيه بلا عودة “.

اللقاء مع ذاتي كان بداية معرفتي لذاتي واكتشافها

فاجأني نُهوضها، فأمسكتُ بيديها مُستوقفة وصارحتهاأنتِ أنا الآن وأنا أنتِ في الماضي، فكيف يُسلخُ المرء من ذاته، كوني معي لنكتمل ولِيلتم شملنا، ثُم ساندينا في رحلتنا للأبد فبدونك لم أكن لأكون أنا اليوم“. فتحتُ عيني وإذ بشقيقتي تُناديني لألحق بصلاة القيام في مُصلى المنزل، وما زالت الابتسامة مرسومة على مُحياي، كيف لا وقد التقيتُ وذاتي أخيراً. (شاهد بعض مقاطع فيديو مقال على اليوتيوب)

بقلم: أروى بنت سليمان/ كتابة فلسفية / ١٤٤١/٩/٢٥،  / ٢٠٢٠/٥/١٨

أضف تعليقك هنا