أنت هو لا غيرك

إن القلب الرفيق الملتصق لذلك القلب الذي قد وضع مجمل دقاته ونبضاته على جهازه لينبض النبضة التي لا قبلها ولا مثلها في الإحساس والشعور بالوجود الحقيقي الذي فيه الأمل والحياة السعيدة وإن حل بها التعب والحزن فتلك النبضات وذلك الجهاز الجامع بين قلبين كفيل بجدارة واستحقاق أن يقوم باللازم ويحول ولو البعض من تلك الآهات الموجعة المؤلمة إلى آهات بها نقاط من همسات الراحة والطمأنينة ويقين أن الغد لا الحين سيصبح كما نريد… كفيل بنقلنا من حالة إلى حالة بلا صعوبة فنحن في أتم الاستعداد والجاهزية المسهلة لوسيلة وطريق النقل والتنقل.

بين الحلم والحقيقة 

أنك تجد من يشبهك ممكن في الأحلام التي ترافنا والمحولة لعديد اللوحات الواقعية الغير مقبولة الى لوحات شبيهة ومطابقة لتلك اللوحات التي طالما رافقتنا طيلة مشوارنا وتواجدنا بالأحلام… فالقلوب في الغالب لا تتشابه فقلبك ليس مثل قلبي وكما تريده أن يكون ففيه الذي يعجبك وفيه الذي لا يقنعه وترفضه وتحاول بالطلب إلى تغييره بالإلحاح إلا أن ما وجدنا عليه هو في الغالب باقي بالغلبة والقوة…إلا أنني وجدت الخيط الذي لا تكذيب ولا لبس في ما يمتاز به فهو الشبه الذي جعل قلبي وقلبك بالقلب الواحد الذي لن يكون ولن يبقى أن قرر القلب الآخر الرحيل والانفصال.

لن أبوح بما قد أثقل أرضية قلبي بالورود الزهرية والمشاعر الوردية والأحاسيس المبهجة المتفتحة التي قد اكتسحت مداخل القلب ومخارجه بالسيطرة التي طالما أرادها ذلك القلب الذي انتظرك طويلًا ..الانتظار الذي قد مررني على العديد من الأحداث والصعاب التي أسقطتني كثير المرات وأنت مع مرورك الشفاف السريع الخفيف الغير تارك لملامح وآثار أقدام كنت تمر وتؤمرني بالتفاؤل إلى جانب اليقين أن موعد التلاقي قريب سوى تحملني فأنت القوية التي لا تترك حبها المنتظر يتبخر بين زوايا الانتظار وزحمة الحياة وتغيرات الزمن.

شقيق الروح وحارس الأحلام

على ساحة القفز وأنا الرقم الأول الواحد عالميا لم توفر طاقتك وبقدر قفزي أنت كنت تطير وحولي بمكاني تحوم وقد حملتني الحمل الذي قد رأني من خلاله الجميع …وأمام الكاميرا أنت بجانبي جالسا مفتخرا مبتسما تروي معي الحكايات والتحديات ..أنت هو لا غيرك من كنت معي بكل الأوقات ..عند الفرح ملك بكامل زينته ولباسه الرسمي الذي كله هيبة ومقام وعند الحزن أنت الطفل الذي كثيرًا ما أحب رؤيته ورؤية برائته وحركاته المؤدية للدوران والاغماء الذي فيه أسقط على أرضية أحضانك المطمئنة المريحة.

لم أنس زياراتك الليلية المتكررة الغير منقطعة والخد على وجه الوسادة يمينا تارة ويسارا تارة أخرى ساقطا منهمكا يفكر وقد أرهق عقل الجميلة تلك الأحلام المحققة في تلك اللحظة التي كانت مختلفة وجد مختلفة بالصدفة والرؤية الملتقطة من صورة قد ألتقطت لتعرفني أنك أنت ..أنت هو لا غيرك من رافق أحلامي وسهر بجانبي وتواجد بكل الأماكن التي أمر عليها مرور الكرام بذلك الماضي وما يحمله من جميل وغيره أنت لم تختفي ولست بعيدا ..جد قريب كنت ..جد مراقب دقيق مستمر في اللحاق بي من بقعة الى بقعة وأنا لا أهرب سوى أخفف من بطء خطوتي التي تسبقك دوما فأنت ورائي كالحارس الشخصي الذي لا يستطيع أن يظهر ويقوم بالحماية كما يجب وانما دوما تدربني وتدفعني كالجندي المنتصر قبل الدخول في المعركة ..بالفعل كنت قائدي الذي يرسل معي ذلك الجيش الذي لا ينهزم ومجهز وبكامل الاستعداد والعتاد.

قرار الرحيل وسط زحمة المشاعر

قلت سأرحل وأنهي زيارتي لذلك الموقع إلا أنك جئت مسرعًا جد مسرع لتقول لي أنك أنتي لا غيرك فملامحك ملامح أمي وفيه جاذبيتها والراحة الساكنة بكل ما فيها ومنها… انتظري فأنت من انتظرتها فلا ترحلي ولا تدعيني أبحث عنك أكثر من ذلك فإنني أريد قضاء ما تبقى لي من العمر في بيتنا الذي بنيته فلن أسكنه فهو يخصك هو لنا معًا فتمهلي وردي فقد مر أربعة عشر يوم وأنا أراقب لتتحركي نحو اتجاهي ولو قليلا وأنا متمكن من سحبك نحوي فأنا أملك كل القوة ولن ترحلي عن عالمي فأنت حاضرة بالليل والنهار… أريدك فعليًا فرجاءً اسمعيني كلمة من أنت لأقول لكي أنا رجلي رفيقك طيلة هذا العمر…

كنت أشعر بك وأنت تدعو بشدة وتترجاني بين ظاهر اللسان وباطنه وأنا تأخرت قليلًا خوفًا من أن يكون الإحساس يلعب معي لعبة لا أحبذها… قبل غلق باب موقع تواجدي التفت فوجدتك أنت هو لا غيرك… كنت مستعجلة على الرحيل من تلك البقعة ليس لوحدي وقد أخذتك معي تاركين الكثير الذين كانوا حولنا.

حبيب الأنا

لم أرَك إلى غاية اليوم فأنت في الحقيقة جميل ومختلف وأنتظر ليس الانتظار الأول فهذا الانتظار الثاني، لا ترحل ولن ترحل فأنت الذي لن يرحل أنت هو لا غيرك الباقي وهذه المرة البقاء الفعلي… هيا نسرق من الوقت العمر الباقي فالحياة أنت لا غيرك، متى وجدت حبيب الأحلام بالواقع فأنت محظوظ وتحت اختبار اجتياز العراقيل التي ستتعداها معًا لا لوحدك، متى وجدت حبيب الأنا حبيب الباطن والسر فهو قد جاء للبقاء معك بالجسد والروح والواقع.

فيديو مقال أنت هو لا غيرك

أضف تعليقك هنا