اقتراح أو نصيحة

اقترح عليك أو انصحك، هذه الكلمات تحوي بين طياتها معاني كثيرة وقد تفسر الاقتراحات أو النصائح من أي إنسان بحسب من يقف أمامه أوبحسب مايحمله من نوايا وقد تحتمل كلا الحالتين فقد يأتيك اقتراح أو تأتيك نصيحة تعمل بها وتغير مجرى حياتك للأفضل ويجعل من حالك الميؤوس منه حال أفضل من ذي قبل ،واقتراح أو نصيحة أخرى تجعل من حالك الميؤوس منه في اعتقادك حال أيأس من حالك الأول والاقتراحات والنصائح ترتبطب بنوايا أصحابها .

تأثير النصائح أو نصح الأخرين لنا على مجرى حياتنا

في هذه الحياة هناك من يربط قراراته المصيرية في حياته بنصائح أو اقتراحات من أشخاص يرى أنهم  القدوة وهنا تكمن الخطورة فحياة من يثق بك قد ترتبط بكلمات منك  فعليك أن تعي ماتقول وعليك أن تعي مايقال لك حتى وإن كان من تثق به يحبك فليس كل مايقال صواب حتى وإن كان من يتحدث مؤمن بما بيقول ومعتقد بكل كلمة تخرج منه.

فالصواب لا يحدده الأشخاص بل تحدده الوقائع والأحداث وهنا الخطورة إذ أنك لا تستطيع أن تعلم ماإن كان ذلك الاقتراح مفيد أم مضر إلا بعد حدوثه فعليك أن تحكم العقل والمنطق في كل اقتراح أو نصيحة تأتيك أو تريد أن تعطيها لأي شخص فقد تسبب كلماتك في تغيير جذري في حياة من يحمل كلماتك على محمل الجد وقد تكسب صديق أو عدوا من وراء تلك الكلمات التي تحدثت بها ،الكلمات نتاج لما في النفوس وتعبير لمشاعرنا وأفكارنا فهي أهم وسيلة لتواصل بين البشر .

الدقة في اختيار كلماتنا أثناء إعطاء النصائح الأخرين

عليك أن تعتني بكلماتك وتختار ألفاظك بكل عناية فكما يقال “”لكل مقام مقال””  فلكل مكان وحدث ما يناسبه من كلمات ونصائح واقتراحات ،وأيضا فكل شخص حدثه بما يعي وبما يفهم، الوقت المناسب للنصح أو الاقتراح لأمر ما:

  • فلايجب عليك أن تنصح صاحب الشأن أمام من هو مسؤول عنهم.
  • أو تنصح الجاهل بالطريقة التي تنصح بها  العاقل.
  • أو تنصح الصغير كنصحك للكبير.
  • ولا تقترح مقترح لا يعيه من تقترح أمامه ذلك المقترح.

فالعقول ليست متساوية والنفوس ليست جميعها صافية فربما البعض يفسر اقتراحك له بظنه السيئ فلايجب  عليك أن تنصح الجميع ففي مواقف ولحظات يجب عليك أن تتوقف عن الحديث والنصح ومن يطلب منك النصيحة في تلك اللحظات فاطلب منه  ثمنا لتلك النصيحة والمقترح لما سيلقيه عليك من لوم مستقبلا وإن رفض فأخبره

بأن ذلك ثمنا لما سيلقيه عليك مستقبلا من لوم واتهامات لسوء نصحك له ونيتك السيئة وبالطبع لاينطبق ذلك على الجميع فالأنفس مختلفتة ، ولكن الإنسان في حال حدوث شيء سيء في حياته يبحث عن من يلقي عليه اللوم في أغلب الاحيان ، فالاعتراف بالخطأ لا يفعله إلا أصحاب النفوس القوية والثقة العالية .

إعطاء النصائح بأسلوب لبق وحذر

ولا يعني ماذكرته من سرد أني أنصح الناس بالبعد عن نصح بعضهم البعض ولكن أحذر من خطورة الكلمة وعدم الاستهانة بها ،ففي عصر الجاهلية قبل الإسلام كان العرب يهابون لسان الشاعر فقد كان للشاعر مكانة واحترام فهو وسيلة من وسأل المدح والذم وسلاح من أهم الأسلحة ومن كان يريد منهم صيتا وسمعة محمودة كان عليه أن يحسن إلا الشاعر ويكرمهم ويجزل عليهم عطاياه وكم من شاعر قتله لسانه وكم من شاعر رفعه  شعره ولسانه بين قومه فقد كان العرب يجلون ويحترمون من لديه بلاغة وفصاحة بل ويحترمون رأيه ونصحه .

الفصاحة والبلاغة من أهم عوامل تأثير النصائح بالناس

ومن أهم من يبرز الأمم ويجعلها متفوقة على غيرها من الأمم اهتمامها في اللغة فاللغة من أهم الوسأل لإيصال الثقافة والفكر إلى الأمم الأخرى ، وأهم ماتفخر به الأمة العربية ماتملكه من لغة بليغة وراقية وأهم مايدل على ذلك ويبثت مكانة اللغة العربية هو نزول  القرأن الكريم بلغة الضاد فلو أن اللغة العربية ليست بهذه المكانة لما نزل القرأن بهذه اللغة .

ولو نظرت عبر التاريخ لوجدت أن أهم العظماء البارزين في تاريخ الأمم كانت لديهم فصاحة وبلاغة عالية في الإقناع وفي التأثير على الجماهير، ولا شك أن أفصح العرب وأفضل من نطق لغة الضاد هو الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف((أعطيت جوامع الكلم)) رواه مسلم وإن دل ذلك فيدل  على أهمية الكملة فقد وهب االله سبحانه وتعالي رسول الكريم جوامع الكلم لإيصال رسالته   للناس كافه .

فالكلمة سلاح مهم ووسيلة أهم لإيصال مابداخل الإنسان من أفكار ومشاعر، والكلمة قد تكون كالرصاصة تقتل من تصله أو كقطرات المطر تنبت الأمل والحياة في داخل الإنسان من جديد.

فيديو مقال اقتراح أو نصيحة

 

أضف تعليقك هنا