الاستفزاز الإيجابي

بقلم: فرح كراليفة

كم مرة تراجعت عن هدفك بسبب الاستفزاز الذي تعرضت له؟  شعرت باليأس حين أخبرك أحدهم أنك غير مؤهل للقيام بعمل ما أنك غير ناجح في تكوين الصداقات، أو في حياتك الأسرية، أنك لا تجيد التعامل، أنك تدرس و لن تحصل على وظيفة أو يثني على الجميع إلا أنت لا يعترف بإنجازاتك… استفزك أسلوبه، أبشر فقد ظهرت عليك إحدى ميزات النجاح لذا يحاول كسرك لأنه لا يستطيع أن يكون مثلك.

انتقاداتهم تصنعك فلا تكترث

أعداء النجاح هم حمقى أذكياء، لا تتوقع أن يحدثوك عن الأشياء الجميلة فيك أبدًا، لن تسمع منهم إلا استهزاءات و انتقادات قد تستغرب ما الدافع إليها، نجاحك يخيفهم هم يحاولون إخفاء النقص الذي يشعرون به، دائمًا حوّل الاستفزاز إلى هجمة معاكسة، كيف ذلك؟ لا تخبرهم بأحلامك فقط انجح، الاستفزاز قد يدفعك إلى أبعد النجاحات، ويوقد في نفسك شعلة الإلهام فترى السهر و التعب متعة تستحق.

كن أنت المناسب لكل مجال تقتحمه

تخرجت من الجامعة و تحصلت على شهادة ليسانس في العلوم القانونية والإدارية هذا المجال لم اختره بنفسي و إنما كنت مجبرة فالتخصصات التي كنت أحلم بالتسجيل فيها تطلب معدلات أعلى لذا تم توجيهي إلى كلية الحقوق لكنني لم أرسب بل كنت أتفوق كثيرًا في إعداد البحوث أيضًا، وتحصلت على شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة بعدها، فضلت أن أتوظف بعقد محدد المدة لمدة ثلاث سنوات  ثم أتتني الرغبة في تغيير المسار إلى المحاماة ليس حبًا في المجال وإنما من باب التغيير والتجربة وحصلت على لقب محامية ثم قدمت طلب إغفال لأني لم أجد نفسي فيه فأنا بطبعي أترك كل ما يريبني.

المزيد نحو الأفضل

بعد أن تزوجت، أردت أن أحقق شيئا أشغل به وقتي فسجلت في الجامعة لنيل شهادة  المستر في القانون العقاري لمدة سنتين رغم أنني لن أشتغل الأمر الذي لم يستحسنه البعض ونظروا إليه على أنه مضيعة للوقت كانوا يستنقصون مجال دراستي، وأن الشهادة التي سأحصل عليها لن تضيف شيئًا فهي غير مطلوبة للتوظيف كان ذلك الكلام يستفزني، لم التفت إليهم وأصمد خاصة عندما وجدت أن زملائي في الفصل هم موظفون دفعهم إلى اختيار التخصص رغبتهم في رفع مستواهم وإثبات أنفسهم في أماكن عملهم، كانت علاماتي جيدة عمومًا، وأخذت الشهادة بامتياز، الفكرة التي أريد أن أوصلها إليك أن تواجدك في وظيفة لا تناسبك أو تخصص لم تختره لا يعني أن تفشل، أزهر أينما وجدت، الأجدر بك أن تثبت نفسك لا أن ترضى بالهزيمة، اكتسب من هذا المجال خبرة و غير وجهتك لما تريد متى سنحت لك الفرصة.

ما تعتقده عن نفسك هو حقيقتك

طلبت من أحد المقربين رأيه في مقال كتبته، فاكتفى بالقراءة والتزم الصمت ! أجبت نفسي بدلا عنه ما أعرفه أني أكتب منذ طفولتي كان أسلوبي في الكتابة يروق لأمي و أساتذتي، لكنها بقيت مجرد موهبة، كنت أكتب كل ما أشعر به ولا أستطيع الإفصاح عنه، مع ذلك توقعت منه انتقادًا أو تشجيعًا ولم أتردد حينها في نشر ما كتبت على موقع في الانترنت لأول مرة، أدركت أنني لا أحرز تقدما إن لم أرفع سقف توقعاتي، فآراءهم هي مجرد أفكارهم، الاهتمام بآراء الآخرين و نظراتهم من مؤشرات الفشل فاحذر أن تنشغل عن هدفك.

ماذا تنتظر لتخرج طاقتك؟

لا تصغر ذاتك أخرج الطاقة التي بداخلك لا تقتل إبداعك، ابحث عن المهارات التي تجيدها، تعرف على نفسك، اكتشف مواهبك. بعض الأشخاص يجهلون أنهم مبدعون، ولا يشعرون بقوتهم إلّا حين يكتشفهم غيرهم، قدر ذاتك ابحث، طور قدراتك لا تنتظر أن يخبرك غيرك بما تملك، إن لم تكن قويًا بما يكفي سوف تصبح هشًا و سهل الانكسار و يصدق قولهم أنك فعلًا غير قادر على تقديم الكثير أو بالمستوى المطلوب، مؤسف أن تكتشف نفسك بهذه الطريقة لكن لا بأس أن تنظر إلى ما هو إيجابي أصبحت مدركا أنك تستطيع، لا تكترث لما يمارسه عليك المحبطين و أصحاب النفوس الضعيفة من استفزاز لأنه سلاح أعداء النجاح كن ذكيا و حوله إلى مصدر قوتك وإلهامك، هم لن يقدموا لك شيئًا لا يملكونه هذا كل ما في الأمر التمس لهم عذرًا وواصل طريقك، لا تتعب نفسك بالنظر إلى غلاف خارجي لمحتوى فارغ.

اسلك طريق العظماء و اصنع تميزك

اختر نماذج من الناجحين و لكن احذر أن تتبع نفس منهاجهم فالتقليد لا يعد نجاحًا، ابتكر أسلوبًا خاصًا بك، كن متميزًا، انظر لنفسك بعين الأكابر فهم إذا سلكوا طريقًا لم يعودوا منه إلا شرفاء ما تراه إنجازًا عظيمًا  يتحقق بحرصك و عزيمتك ثق بنفسك.

حدد هدفك و ضع تصميما لأفكارك

أول ما تأتيك فكرة اكتبها بخط سميك ابدأ بالتخطيط لها مباشرة على الورق، اعتمد طريقة الرسم البياني حتى تحدد أهم النقاط التي ترتكز عليها من أين ستنطلق و إلى أين ستصل فهذه الطريقة غالبًا ما تكون ناجعة، لا تتوسع بأفكارك في عقلك دون تدوينها فتبقى مجرد أماني،  تخيل ما قد يعترضك حتى لا تفشل عند أول عقبة فيما بعد، لأن عقلك يكون قد كون فكرة عنها ويستطيع التعامل معها بجهد معقول، حدد هدفك بوضوح و تجنب الأهداف المتفرعة التي تستنفذ طاقتك، إذا كانت هذه أول تجربة لك ابدأ بالأسهل، حتى لا يأخذ منك وقتا طويلًا فتمل وتتراجع عن هدفك.

لا تقارن نفسك بأحد كن أنت

ابتعد عن مقارنة نفسك بالناجحين و أنت في بداية مشوارك، فما هم عليه اليوم هو نتيجة سنوات طوال من الجهد والمثابرة، وإن فعلت انظر إلى البدايات ثم أين وصلوا، لا تحاول أن تسلك نفس الاتجاه التحديات تختلف من شخص إلى آخر كما أن نمط التفكير و التصدي للعقبات يختلف.

بقلم: فرح كراليفة

 

أضف تعليقك هنا