التجارة الرائقة.بقلم: سامي الشيخ عامر || موقع مقال

التجارة الرائقة

هنا لا نتحدث عن تجارة المال والأعمال، والمشاريع الربحية وفنون البيع وخطط التوزيع، وكفاءة المديرين وفكر الموظفين ومكاسب الإستيراد والتصدير…

كيف هو حال البشرية اليوم 

هنا لا نتحدث تكوين الثروات والحياة الراقية والرخاء الأسري، وإقتناء أسطولًا من السيارات الفارهة والسكن في الفلل والقصور والمنتجعات والنوم علي الحرير، وارتداء الذهب واللؤلؤ والألماس والأحجار الكريمة، والتنعم بألذ الأطعمة والمشروبات، والتحكم في الآلاف أو اللعب بملايين البشر، والغوص في المعاصي والتمادي في الشهوات، لا نتحدث أيضا عن الميراث والصراع بين الوارثين وأكل مال اليتامي والمساكين بغير حق، جشع النفوس فاق الحد، وتغلبت المصلحة الخاصة وتعدت الخطوط الحمراء، ضاعت الأمانة في أول الطريق وقلت المروءة في وسطه ودفنت الأنفس الحرة في آخره.

ماهي التجارة التي لا تبور؟

هذه المقدمة كان لا بد لنا أن تكون المدخل لموضوعنا الرئيسي ” التجارة الرائقة” وهي تجارة مع الله تعالى لم ولن تبور أبدأ، القرآن العظيم جاء كاف وشاف من كل سقم وراحة وطمأنينة وسكن للروح والجسد، فالقرب من الله أسمى العبادات، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دستور عمل لا يتغير مهما مرت علينا الأزمان، أركان إسلامنا لو طبقت بكل ضمير واتبعنا سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم سواء كانت قولا أو عملا أو صفة لتبؤنا مكانتنا بين الأمم وعاد النفع عن جميع شعوبنا، المحافظة علي قيم ديننا والدفاع عن مقدساتنا وصون أعراضنا والجهاد ضد أعداء الأمة جزاءها الجنة وما فيها من نعيم باق وغير زائل مثل نعيم الدنيا، دار الآخرة هي دار القرار ونعم الثواب والإحسان.

أملنا بالله كبير أن يعيد لنا مجدنا

ضاعت الرحمة بين دروب الحياة ومن لم يرحم لن يرحم والجزاء في الانتظار، من قتل نفسا بريئة بغير حق فالنار موعوده وبئس المصير، من فرط في حقوق الله ماله من مناص، من سكت عن الحق كان كالشيطان الرجيم، من فرط في الأمانة فله الخزي في الدنيا والآخرة، من ظلم سيأتي عقابه عاجلاً أو آجلاً وسنري الآيات من عند الله وتشف صدورهم وتطمئن قلوبنا وتعي عقولنا وتبصر عيوننا عيون الحقيقة وتنصت آذاننا إلي صوت العدل وتنطق ألسنتنا بالشكر عندئذ يفرح المؤمنين بنصر الله، ألا ان نصر الله قريب

ضرورة التمسك بأصالة الماضي ومواكبة التطور

أمة فضلها الله على سائر الأمم وإذ بها تهوي ضد أقدام أدني الأمم، تلبي أوامره وتستشيرها حتي في أمور دينها قبل دنياها، لقد وصلنا إلى طريق مسدود، أصبح التقليد أعمى بهرتنا الصورة الغربية والتقدم المزيف والحضارة الساقطة، علوم الإسلام سباقة على الجميع، الرقي والأدب طبقوه من تعاليمنا، حب الفرد لغيره سرقوه من ديننا، استوردنا الجريمة والملابس الخارجية قطعت علي أجسادنا بئس الشاري والمشتري، اللغة العربية كنز لنا وإذ بنا ننحيها جانباً ونسعى في تعلم لغة أعدائنا ليس مكراً وخداعاً عندما نواجههم وإنما حباً وطمعا في مادة وشهرة وأشياء مجحفة، وتكمن مصيبتنا أننا ننسي ديننا ونمحو ماضينا ونبيع حاضرنا بثمن بخس دراهم معدودة.

أضف تعليقك هنا