الحب نعمة

ما الأشياء التي تجعل الإنسان يفكر بتجاهل الواقع و الهروب إلى الوهم ؟ 

رغم كل الحقائق المحيطة بنا والواضحة أمامنا والمتغلبة المسيطرة على واقعنا ومعيشتنا إلا أننا بعض الأحيان نهرب باحثين عما يعطينا قطرة أمل بها نحيي تلك الأحلام ونقف مجددا كما أردنا وواجب علينا.. فالواقع في بعض زواياه وجوانبه مؤلم مع أننا قد لا نكون سببا في إيصاله إلى تلك الصورة التي لم نرسمها ولم نلتقطها لتعلق على حائط الغرفة ليلا صباحا مساء نراها ومجبرين على رؤيتها والتعايش معها بكل تفاصيلها فهذا قد جلبته الظروف المفاجئة أو الظروف الصعبة التي لم تكن للأيادي الشخصية يدا فيها، مهما هربنا من واقعنا ومن تلك الحقائق للأسف هي تلاحقنا ولا تود التوقف عن اللحاق بنا والجري وراء الخطوات التي بالفعل خفت سرعتها وقوتها فطول شريط الجري نحو الذي لا نعرف حتى أين إقامته ومسكنه قد مزق أحذية وشقق أرجل قد سعت وبحثت وسافرت نحو الأفضل الذي إما رفضها وإما موعد اللقاء بينهما لم يحن بعد. مقال يتحدث عن ظلمة الواقع و الهروب إلى الوهم ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتناول قضايا مجتمعية من هنا.

متاعب الواقع والحياة تجعلنا نهوى الهروب إلى الوهم

كثرة الهموم والمشاكل ونطق الأه بكل الطرق وعن طريق جميع أشكال الألم والتوجع جعل من القلب والنفس رافضة لكل ما تعيشه وتمر به لأنه لم يعد هناك قوة وقدرة على التحمل والصبر أكثر فبدون شعور تهرب تلك النفس بصاحبها إلى الوهم الذي قد يجد فيه بعض الراحة والمصبرات والمسكنات بجرعات قليلة كانت أو كثيرة حسب مدى دخول الانسان المتعب بعمق الوهم الذي طالما ابتعد عنه هذا الشخص ذاته.

هل الهروب إلى الوهم هو الطريقة الأنسب لحل لمشكلات الواقع؟

قد يعتقد الكثير أن الوهم الذي هو ايهام النفس والقلب بوجود الذي لا وجود له وبعيش عكس ما هو معاش جملة وتفصيلا الا أن كثيرة المصائب وصعوبات الحياة والعيش تحول من تلك النفس المؤمنة الواعية المدركة العاقلة إلى نفس غافلة موهومة الوهم الذي لن يكون ولن يكون ذلك العلاج الصحيح المناسب رغم ما قد يعطي للموهوم حياة قد حلم بها وتمناها وبحث عنها طويلا إلا أنها حياة بعيد بعالم ليس بالعالم الحالي فهو عيش سوى ضمن قاعة هي أحلام لست له ولن تكون ولن تسمح ظروفه والواقع بأن تكون وتتواجد فهي بعيد عن الحقائق والحقيقة التي مهما بعدنا عنها نحن عائدون اليها مستسلمون راضيون شئنا أم أبينا.

أيهما سيتغلب على الآخر الواقع أم الوهم؟

لا لوم على القلب الموهوم والعقل الموهوم والشخص الواقع في وهم كبير كان أو صغير ..فهو لم يرحل الى هذا العالم الا لما قد تعرض اليه ونفسيته قد رفضت المعاش ..فهو مريض والوهم مرض قد وجد فيه المريض عالمه الخاص الجميل الذي لن يقبل الانسحاب منه بكل سهولة وعند الطلب الأول منه ..فالأمر يحتاج الى وقت والى العديد من الطرق والوسائل العلاجية المساعدة على اخراج مريض الوهم من وهمه الذي قد يستمر في اللحاق به ومطاردته بكل مكان الا أن مع الاستمرار في سحبه نحو سطح العالم الحقيقي والواقع الفعلي مع غلق جميع الأبواب المؤدية الى الوهم لن يتمكن الموهوم من السيطرة على قوة الواقع وضعف الوهم الذي قوته ضعف لن تصل قوة الواقع بشيء.

الواقع سيتغلب على الوهم لأنه الأقوى

من منا لم يلمس ملامح الوهم فاعجب بالرطابة..بسحر ولطف الملامح ..أوهمونا أشخاص وعقولنا قلوبنا كثيرا ما أوهمونا والأحلام أكبر موهم لأن الأحلام كثيرا ما تتحول الى أوهام من كثرة التمسك بها والعيش معها طوال الوقت مع نسيان الجزء الكبير من الواقع والمعاش والحقائق التي لا تتوقف عن صفعنا وإرجاعنا إلى ما نحن عليه حقيقة وهذا ما يضعف أوهامنا ..فنستيقظ من غيبوبة إن بدأت ليلا انتهت صباحا.

العقل ..متى لجأت للعقل بين الحين والأخر لن تقف في بركة وبحر الوهم الذي لن تتقن العوم فيه وإن كنت مدرب السباحة ..العقل منقضك من مخاطر الوهم وانتهاكاته الخطيرة التي لن تجعل منك شخصا عاديا كما يجب وكما وجدت منذ البداية، كثيرا ما نكون في جلسة وعند ضيافة الوهم دون شعور منا إلا أننا بسرعة نغادر ونكون ضيوف سريعون المغادرة والانسحاب بكل هدوء وحكمة.

لا تجعل حلمك يتحول إلى وهم

لا تدع أحلامك تتحول الى أوهام ولا أمنياتك لأنه متى تحول الحلم الى وهم يصعب وقد يستحيل تحقيقه ولن يبقى ذلك الحلم الذي يزودك القوة والارادة والاصرار فالأمر مختلف جدا لدى الوهم ولا وجود لمثل ذلك الايجابيات والمقويات الذي يمتلكها الحلم.

فيديو مقال الحب نعمة

 

أضف تعليقك هنا