الدورة الإنسانية

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

اتصل بى أحد الزملاء يشتكى من سوء معاملة أبنائه له، وقال أنا هنا اعمل فى الغربة من أجلهم وهم يعاملوني بهذا الشكل، فسألته منذ متى لم تنزل لهم؟ قال منذ عامين!!… قلت له ولماذا كل هذا الوقت؟ قال أنا مرتبط هنا بأعمال ومنتظر أن تنتهي الدورة المالية ( لا أعرف ما معنى الدورة المالية ) قلت له وماذا عن الدورة الإنسانية يا صديقي !! أبنائك هؤلاء بشر يحتاجون إلى لمسات إنسانية فضلًا عن لمسات أبويه وتربوية، ومن هنا جاءت فكرة المقال وعنوانه.

ليس كل البشر تحمل معنى الإنسانية

أيها السادة… الإنسانية هى الكلمه التى تنطوي على العديد من الصفات التى تجعل ممن يمتلكها بشرًا، مثل القدره على المحبه والتعاطف مع الآخرين والإبداع وغيرها من الأمور التى تميز الإنسان عن غيره من الكائنات والتى تجعل منه إنسانًا حقيقيًا وليس تابعًا ولا تجعل منه إنسان آلي خالي من المشاعر أو العواطف وهى كلمة فى أصلها اللاتيني تعني الطبيعه لذلك نحن كبشر نحتاج دائمًا أن نشعر بإنسانيتنا، نحتاج أن نشعر بتلك اللمسات الإنسانية سواء منا إلى الآخرين أو من الآخرين إلينا.

نماذج حياتية علينا أن نمثل فيها الإنسانية التي هي القيمة الأسمى في الوجود

مواساة

صديقي يشتكي ولا يدري أنه هو الجاني وليس المجني عليه ليس عيب أبداً أن تهتم بعملك وأعمالك ولكن عليك أن لا تنسى وسط كل هذا أنك إنسان تحتاج لبعض الراحه وبعض المرح وبعض الحب، ألم تفكر فى زوجتك؟ ألم تشتاق إلى دلالها وطعامها الخ الخ… أنت إنسان وليس مجرد آله، سياتى يوم تتمنى أن تعيش لحظة مما أقوله لك الآن

حق للنفس علينا

زوجة تعمل وتعود لبيتها فتبدأ رحلة عمل أخرى… نحن نقدر لك هذا سيدتي… ولكن أن تنسي أنوثتك وسط هذا الزحام فهذا أيضًا غير مطلوب وغير مقبول… نحن لا نطلب منك إلا ساعه أو ساعتين تعيشى فيها أنوثتك، تشعري بإنسانيتك، وإنك لست آلة تعمل ثم تنام من التعب، أعلم أنك تقولي الآن وماذا تريد أن أفعل وأنا أعمل ليل نهار ؟! ردك منطقي سيدتي ومن أجل هذا نحن لا نطلب منك إلا ساعه أو ساعتين تعيشى فيهم أنوثتك لنفسك أولا ثم لزوجك ثانياً، إن هذا الوقت البسيط سيجدد دورتك الإنسانية والأنوثية) إذا جاز التعبير ( مثل الجري لنصف ساعه لتجديد الدورة الدموية، نحن أيضا نحتاج لتجديد علاقتك الزوجية والأسرية

إجازة وترفيه وسط زحام العمل والمهام

زوج يعمل ويجتهد من أجل أسرته ولكن وسط الزحام نسي أنه إنسان، وأنه يحتاج لتجديد دورته الإنسانية والأسرية والزوجية… فلا مانع بين وقت وآخر تاخذ يوم واحد إجازة وتجعله لأسرتك وزوجتك، يوم تتخلى فيه عن أي روتين، يوم يكون عنوانه المرح والبهجه واللعب والهزار وفقط، تعمد أن لا تتحدث في أي شيء روتيني في هذا اليوم مثل مشاكل أو مصاريف البيت أو منافسينك في العمل الخ الخ، اجعله لك وفقط هو يوم تشعر فيه إنك إنسان له إحتياجات ومشاعر ورغبات، إنسان يحتاج أن يعيش ولو يوم واحد فى مرح وبهجه وفقط.

أيها السادة رسالتي لكم

رسالتي من خلال هذا المقال أنه علينا وسط ما نحن فيه أن لا ننسى أبداً إننا بشر لنا احتياجات نفسية وعاطفية وإنسانية، علينا أن نسعى أن نعيش إنسانيتنا، علينا أن نضع هذا المبدأ فى محور اهتمامنا، علينا نفهم أنفسنا واحتياجتها، نحن بشر يا سادة… ولسنا مجرد آلات تعمل وفقط، علينا أن نفهم ونعي أن هناك من هم ملتزمون منا، علينا أيضاً أن نراعي أحتياجتهم ومشاعرهم.

اغتنموا من الحياة حياة

إن في زحمة الحياة وكثرة الضغوط وضبابية المشهد لا تنسى نفسك فهي أحق بالاهتمام والترويح وتلبية رغباتها المؤجلة، فقد تمضي الأيام وأنت تلبي احتياجات الأخرين وتسرق أمنياتك في مقابل طلبات المحيطين لتفوق وقد خط الشيب مفرقك وتناثرت الأحلام على دروب الأبناء وليس بينهم حلمك؛ فاغتنم وقتا تكون أنت لنفسك… اغتنموا من الحياة حياة، حفظ الله مصر أرضاً و شعباً وجيشاً وأزهراً.

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

أضف تعليقك هنا