الشهرة الفارغة

الشهرة الفارغةقال لي أحد الأصدقاء ذات مرة: متى أصبح مشهوراً حتى أكون معروفاً أخطف الأضواء وأجني الكثير من المال، فاستوقفتني تلك العبارة وتيقنت أن الموجة السائدة في المجتمعات أن تكون مشهوراً، أن تكون معروفاً فقط لمجرد أن تكون معروفاً.

ما معنى مفهوم – الشهرة الفارغة -؟ 

ليس من الخطأ أن تكون مشهوراً لكن من الغير مقبول مجتمعياً أن تكون مشهوراً فارغاً لا تتمتع بأقل الصفات التي تجعلك متميزاً أو ترقى لأن تكون ذا شهرة في المجتمع، ولست صاحب رسالة تريد أن تصل بها لكل فرد في المجتمع، بل الأدهى من ذلك أن تكون الشهرة مبنية على صفات مذمومة أو أسلوب منحط يصل سريعاً لذائقة بعض الناس الذين فقدوا الذائقة الراقية، تلك هي المصيبة فأصبحت الشهرة هدف سامي بعد أن كانت وسيلة لايصال رسالة أو لتقدير موهبة أو لمنفعة أمة.

فعندما تسأله ما هو طموحك؟ يُجيبك بأن يكون مشهوراً، ثم تسأله كيف تصبح مشهوراً؟ فيبتسم ويخبرك بأن يكون مشهوراً بأي طريقة منتظراً الصدفة التي تحقق طموحه، وإذا سألت عن مجاله الذي يريد أن يشتهر به أجابك بلا شيء فكل الأشياء بالنسبة له مقبولة ما دام سيشتهر بها مهما كانت.

الشهرة الفارغة طموح الكثير من الشباب في يومنا الحالي

سترى بأن الموضوع مُضحك ولكنه بكل أسف واقع الكثير من الشباب، طموحهم وهدفهم الأسمى الشهرة الفارغة، وفعلاً تجدهم أصبحوا مشاهير فارغين وزادوا بطريقة غريبة، بطريقة تجعلنا نراجع أنفسنا، هل نحن من شجع اللا موهبة وترك المواهب، هل نحن من أعطى فرصة لأشخاص لا يستحقون الفرص، هل نحن من ساند الكثير منهم خوفاً من المجتمع أو حياءً من أشخاص نعرفهم، هل نحن من ضحك لهم وتابعهم لأن رأينا الكثير يركضون خلفهم، للأسف تجد الاجابة (نعم).‬

متابعة الفحوى الفارغ لمواضيع بعض الشباب سبب لانتشار الشهرة الفارغة

هم وضعوا هدف دون دراسة ونحن أعطيناهم أعلى درجة، هم فارغين المحتوى ونحن ملأنا فراغهم بمتابعتهم المستمرة، هم وجدوا أنفسهم فيبيئة خصبة للتسلق، ونحن أول من شبك الأيدي ليصعدوا عليها ويبدؤوا بالتسلق نحو شهرتهم، نحن ميزناهم لأننا اعتدنا على وجودهم بيننادون أن نفكر بتقييمهم أو تقييم ما يقدمونه، أهملنا المبدعين في شتى المجالات حتى في الكوميديا وظلمنا شهرتهم التي قد تُغيّر الكثير منالأفكار وتؤثر في الكثير من الناس، لأننا فقط نتبع الأرقام والظهور الاعلامي أكثر من المحتوى والفن الحقيقي.

‫ما سبب انتشار الشهرة الفارغة في مجتمعنا اليوم؟

فالمشكلة ليست في المشاهير الفارغين ولكن في المجتمع الفقير فكرياً والذي أثرت به الحياة تأثيراً سلبياً حتى فقد ذائقة المحتوى، وفقد تقديرالأشخاص لفكرهم وأصبح يقدرهم لشكل أو لأشياء أخرى ليس لها قيمة، فعندما يملك المجتمع الوعي الكافي لتحديد الأبطال والمشاهير لنتجد إلا من يستحق على الساحة، عندما يملك الناس الادراك الصحيح على متابعة المفيد وترك التفاهات سيكون هناك مشاهير حقيقيينوليس مشاهير فارغين.

فيديو مقال الشهرة الفارغة

أضف تعليقك هنا