النجاح الناقص

الوصول إلى النجاح – أردت فقط ان أحافظ على تلك الطاقة بداخلي لتنعم روحي بالسكينة، أن أبلغ تلك المرحلة الملكية في ذاتي، و لن يكون للأمر لذة  إن لم يتجدد و يتغير حاله كحال الكون المتجدد دون إدراك منا و دون معرفة لقدرة الله، و هنا أريد أن أوضح أننا إذا لم نشعر بمتعة الأشياء من حولنا فقدت قيمتها بداخلنا بل فقدنا نحن قيمتنا. أصبحنا لا نبحث عن أسرار الاشياء بكل بساطة اعتدنا وجودها في حياتنا و أخمدنا شعلة التفكر في عقولنا.

قيم قدراتك ولا تستهن بنفسك وستححقق الوصول إلى النجاح بحياتك

أحيانا لا يحتاج الامر منك اكثر من وقفة تأمل و تغيير نظرتك لرؤية الجانب المشرق في كل ما يحيط بك ،و فك القيود للتخلص من الجمود الفكري و اغتنام الفرص الضائعة.

فلا أنت أدركت غايتك و لا عرفت الحكمة من تدبيرها و هذا خطأ قد تقع فيه بوعي او باللاوعي . تستسلم للصدفة أو تكتفي بالاعجاب و تمضي في طريق مسدود تضيع وقتك في القيام باللاشيء، اعتقادا منك أن هذه هي طبيعتك و في الحقيقة هذا ما توحيه اليك الوسوسة الشيطانية الضعيفة.

اهمالك لقدراتك قد يكلفك الكثير ويجعلك في حسرة و ندامة انت في غنا عنها. فالشعور بالفشل قد يؤذيك و ينقص من همتك و ان تغلبت عليه مؤقتا سوف يبقى عقلك الباطن يخزنه و ينتابك هذا الشعور في كل مرة تزعم فيها خوض تجربة جديدة في حياتك ،ليتحول الى أول عائق يعترضك الخوف من الفشل مجددا و في الحقيقة أن السقوط بعد خطوات ثابثة نحو هدف واضح ليس فشلا و انما مجرد تعثر .

 تسخير العقل لما خلق له يسهل الوصول إلى النجاح

أنت تملك عقلا يتفكر، يحتاج فقط ان تفرض عليه رقابة واقعية سليمة، فاللاوعي لا يميز بين الواقع و الوهم او الخيال و هذه الرقابة لن تكون الا بمعرفة الله.

فالعقل الذي تشغله بأهداف بسيطة و تنهمك في بلوغها توهم نفسك أنك تقدم الكثير قد تقتل قوة ابداعك.

اعلم يقينا أنك اقوى مما تعتقد ! انت تملك الكثير لو عززت ثقتك بقدراتك فلا تكن مجحفا في حق نفسك . ان متطلبات العيش لا ترقى لتكون هدفا في الحياة لأنها قد تشبع رغبتك لكنك لن تضيف الجديد لقيمتك.

و لأن الاهداف اسمى حصول الانسان على وظيفة و مرتب في آخر الشهر ، و لا يسعفه الوقت للقيام بفسحة صغيرة مع اهله . ليس للأمر علاقة بالقناعة فالطموح مفهوم مرتبط بها و لا يتعارض معها ابدا.

ارفع سقف طموحك واشحن هممك وستحقق الوصول إلى النجاح

لا ترضى بالقليل و في وسعك ان تفعل الكثير، ينبغي عليك ان توفر جهدك الذي تبذله في عمل لا يجتاج منك كل هذا القدر من الطاقة و استغلالة بشكل صحيح.

ان تكون همتك عالية للارتقاء في أمور الدنيا دون ان يتعارض ذلك مع رضا الله .

لا تنفق وقتك في عاداتك اليومية غير الهادفة التي تجعلك تنام في اي مكان من شدة التعب ،اذا وصلت الى هذه الدرجة من الاعياء  عليك أن تدرك نفسك باعادة برمجة مستعجلة ، امنح نفسك استراحة قصيرة لالتقاط انفاسك.

ليس لدي ادنى شك ان اجهاد العقل بهذه الطريقة  سيجعلك تدمن احلام اليقظة من شدة انسياقك خلف سحر الدنيا و متاعها القليل ، و لن تنال بذلك الا الأرق الذي يصيب جسدك، لذا يبقى التفكير الواعي السوي أفضل لتحقيق الاهداف و ان كان الخيال أكبر محفز للابداع  ،لكن الانغماس فيه بقدر مبالغ فيه قد يأتي بعكس النتيجة المطلوبة.

إرضاء النفس أهم من إرضاء الناس لتتمكن من الوصول إلى النجاح

أنت لا تنسى أنك ستموت صحيح، لكن هل فكرت فيما بعد الموت؟ لا أقصد الجزاء في الآخرة و انما عن بصمتك في الحياة اتحدث، يجب على الساعي في تحقيق أهدافه أن يحذر من حصر جهده و تعبه في نظرة الآخرين له و  يكتفي بمباركتهم لانجازاته ،دون أن يكون قد وصل الى ملكة الرضا عن نفسه الامر أشبه بالنجاح الوهمي.

فما تناله من شهرة بين الناس قد لا يوصلك الى المعرفة التي تليق بالعقل الذي وهب لك. قد ينتابك الشعور بالرضى الذي يخفي في طياته اعجابا بالنفس    هذا الاخير من شأنه أن يحبط كل عمل، و يشغلك عن المضي قدما فلذة النجاح لا يعرفها مغرور أفنى طاقته في كسب الدنيا و نسي ما بعدها.

الارتقاء بالعلم أسمى درجات الوصول إلى النجاح

و لا يعني هذا أن يتوقف الفرد عن الاهتمام بكل ما يجلب له السعادة و يحقق الرفاهية، و يمسك عن القيام بما يعم فضله على الناس او يدعمهم. و لكن المغزى ان يكون ما يقدمه خالصا لله و هنا فقط يرتقي الفرد و يكون نجاحه مباركا لأنه ارتبط بمعرفة غايته السامية في الحياة. فادخال السرور على الغير و اسعادهم لا يضاهيه رضا و قيمة العطاء وسام يضاف الى مجدك ، احرص أن لا تنسى نصيبك من هذه السعادة انت تملك حياة واحدة فقط.

كلما زاد علمك خلصت نيتك و أصبحت تصبو ا الى فوز عظيم فالانسان الواعي ذو الفكر المنفتح كلما زاد علمه صغرت في عينه المغريات و امتلأ قلبه بمعرفة الله و هل يوجد اثمن من معرفة الله ؟ هو المقصد الأسمى للعارفين و ذوي القلوب السليمة.

بقلم: فرح كراليفة

أضف تعليقك هنا