حرب ضد الخوف  ... بقلم: شالو محمد ياسين... موقع مقال

حرب ضد الخوف  

يعد الخوف – مخاوف الحياة – من أقوى المشاعر التي يمكن للإنسان أن يشعر بها, فهو حالة نفسية وفطرية ولكن  تتفاوت شدة وطأتها بين شخص وآخر و بين مرحلة من العمر وأخرى فهو يؤثر بشكل كبير على العقل والجسد ويمكن أن يستمر لمدة قصيرة أو قد تطول لدرجة أن يعلق الشخص بالمشاعر السلبية لتؤثر على حياته وصحته.

يعتبر الخوف مزيجا بين عدوين آخرين ألا و هما “التردد” و “الشك”، فالتردد نبتة الخوف فيتبلور في صورة شك, و يمتزج الاٍثنان فيصبحا خوفا، و هذا هو أحد الأسباب التي تجعل هذه الأعداد الثلاثة شديدة الخطورة, فهي تنبث و تنبث و تنمو دون أن يلاحظ أحد وجودها، فالهدف من هذا المقال هو إلقاء الضوء على سبب مخاوف الحياة الخمسة الأكثر شيوعا و علاجها وبينما وأنت تقرأ حلل نفسك بحرص وحدد أي واحدة من المخاوف التي التصقت بك.

بعض أشكال مخاوف الحياة التي نعاني منها 

توجد خمس مخاوف رئيسية, كل واحد منا يعاني مزيجا منها, وهي مرتبة حسب الأكثر شيوعا:

الخوف من الفقر

الخوف من الفقر هو بدون شك, أكثر مخاوف الحياة تدميرا, وقد جعلناه يتصدر القائمة لأنه الأصعب في قهره, فهو حالة ذهنية لا أكثر, لكنها كافية لتدمير فرص الإنسان في تحقيق أي هدف يسعى إليه. فهذا الخوف يشل ملكة المنطق, يدمر ملكة الخيال, يقتل الاعتماد على الذات, يدحض الحماسة, يشجع على التسويف(عادة تأجيل العمل الى الغد),يجعل السيطرة على النفس أمرا مستحيلا, يقتل الحب و يغتال المشاعر الأسمى للقلب, بالمجمع يسلب الشخصية سحرها.

بتحليل شجاع سأطرحه عليك الآن, يتمحور على مجموعة من الأعراض, قم بالبحث عنها في شخصيتك و اقضي عليها:

  • اللامبالاة: الافتقار الى الطموح.
  • التردد: عدم اتخاد القرار.
  • الشك: خلق الأعذار و الحجج.
  • القلق: إلقاء اللوم على الآخرين.
  • الحذر المفرط: البحث الجانب السلبي.
  • التسويف:  تأجيل الأعمال.

الخوف من النقد

إن النقد هو ذلك النوع من الخدمة التي يسديها كل إنسان لغيره سواء طلب منه ذلك أو لا. وأقارب المرء عادة ما يكونون أسوء المعتدين.و نسبة الآباء مرتفعة حيث عادة ما يؤذون أطفالهم أذى غير مقصود و غير قابل للإصلاح, فمثلا عن طريق قولهم “أنت لن تنجح أبدا في حياتك”,”أنت لن تصبح أبدا …”, فهذا النقد يدمر ملكة الخيال ويسلب روح المبادرة و كذلك يحد فرديتهم و يمحوا اعتمادهم على أنفسهم, و في بعض الحالات قد يصابون بالإكتئاب و القنوط. فالنقد يزرع الخوف و الأستياء في القلب البشري, ولكنه لن يبني أبدا الحب و العاطفة.

الخوف من المرض من أكثر مخاوف الحياة انتشارا بين الناس

أشار بعض الأطباء أن 75 في المائة من الناس الذين يذهبون للأطباء للحصول على خدمات متخصصة يعانون من وسواس المرض(المرض المتخيل).قد أثبت على أن الخوف من المرض حتى عندما لا يكون هناك أدنى سبب للخوف و عادة ما يسبب الأعراض الجسدية للمرض الذي يخشى منه الفرد. فهذا النوع من الخوف إما يبني أو يدمر.

ففي بعض الحضارات القديمة ينتقم الناس من أعدائهم عن طريق زرع هذا الخوف فيهم و هو ما يسمى “بالتعويذة” لأنهم يعتقدون أنها حقيقية

الخوف من الكبر

لسوء الحظ هناك رجال و نساء مسنون يفتقدون روح المبادرة و الخيال و الاعتماد على الذات باعتقادهم المغلوط بأنهم هرموا للغاية لدرجة لا تمكنهم من التمتع بهذه الخصائص. ولكن في الحقيقة إن أكثر سنواتنا فائدة هي التي نعيشها في آخر حياتنا.

هناك سببان لهذا الخوف:

  • الإثارة الجنسية:
    • من أحد العوال العوامل المولدة للخف من كبر السن, فلا أحد يحب فقدان جاذبيته الجنسية.
  • فقدان الحرية و الاستقلالية:
    • و هذا هو السبب الثاني حيث يجلب كبر السن معه خسارة الحرية الجسدية و الاقتصادية.

الخوف من الموت

عدد كبير من الناس يعتبرونه هو الأقصى من بين مخاوف الحياة الأخرى, كما عبر عنه شكسبير”البلد غير المكشوف الذي لم يعد منه أحد”، إن هذا الخوف لم يعد شائعا كثيرا كما كان في العصور التي لم تكن هناك جامعات و لا كليات, فبتطور علم الأحياء و الفلك و الجيولوجيا و العلوم الأخرى ذات الصلة, قللت المخاوف كثيرا. إن هذا الخوف عديم الجدوى, فالموت سيأتي, بغض النظر عن طريقة تفكير أحد فيه, فتقبله كضرورة و انبذ الفكرة من عقلك.

إن مهمتك في الحياة هي النجاح و كي تكون ناجحا لابد أن تجد راحة البال, فقد تكون هذه المخاوف أو إحداها هي سبب تعاستك و فشلك, فقد قدمت لك في هذا المقال أكثر المخاوف شيوعا و بعض حلولها, فحلل شخصيتك بدقة و اطردها من عقلك, و أتمم رحلتك حول النجاح.

بقلم: شالو محمد ياسين

أضف تعليقك هنا