صديق في زمن الكورونا

مرارة وصعوبة الشعور بالوحدة

عزيزي القارئ.. أنا وحيد في عزلة ومنأي عن العالم، لك أن تخيل أنك تقطن حي لا تعرف فيه احد وتسكن سكن لا تعرف أصحابه، إذا ضاقت بك نفسك تصعد إلى أسطح المنزل تجد السكان ينظرون لك بتخوف وخوف يملؤهم الهلع ويكأنك مقبل على قتل أحدهم، أن تكون وحيد ويملؤك القلق فهو والله عذاب وأعظم من هكذا العذاب أن يخاف الجار منك عزيزي القارئ ال ديني ذنب في ذالك، أم لعروبتي الوزر، أم أنه أنا المذنب، أم أنه ليس هناك ذنب ولا وزر سواء أنه ثم شئ يجمعنا كلنا هو المكوث بالبيوت، لكن أن تمكث بالبيت ٢٤ ساعه سبعة أيام وحيد بروتين متكرر فهذا لا طاقة لأحد به، تمضي الايام وكأنها شهور بل قل دهور. مقال يتحدث عن الصديق الصدوق في زمن الكورونا ودوره في التخفيف من آلام الشعور بالوحدة ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن الصداقة من هنا.

أحداث الحياة اليومية المتكررة بسبب الكورونا خلقت الملل والشعور بالوحدة

لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن تصل إلى مرحلة تخاف فيها من أن تصحى من نومك حتى لا تنصدم بالواقع الذي تعيشه، قراءة وتصفح وكتابة وأكل وشرب وعبادة وتواصل يومي مع صديق وأحيانا أهل، كل هذا لا يشفع لك عند شعورك بالوحدة وأنت عايش بين أربع حيطان وكوم من جماد، أن تمل من نفسك وتتضجر من واقعك والله انها مأساة لم أدركها الا مؤخراً، لم يعد يطربني صوت ام كلثوم ولا ترانيم فيروز، لم تعد تستفزني اصوات الموسيقى الصاخبة التي ترافق صوت شاكيرا، لم أعد اتلهف لكتابات الغفوري وبن عطوان، ولا لروايات الروسي دوستويفسكي، حتى كتب التنمية البشرية لم تعد تلفت انتباهي، الكتب التخصصية والابحاث العلمية أصبحت جزء كبير من روتيني الممل، حتى افلام التسلية والترفيه أصبحت أؤمن أنها خدعة لسرقة وقتنا المسروق، لك أن تتخيل عزيزي القارئ اننا نكون مشغولين جداً في اللاشيئ، لم يعد يجدي التحفيز الذي يحاول تقديمه الرائع طارق السويدان ولا المحاضرات التي تقدمها منصة tedx.

كيف تتخلص من الشعور بالوحدة في زمن الكورونا؟

الصديق الصدوق في زمن الكورونا هو بلسم ينسي مرارة الأيام

يا عزيزي هل تعي معنى الوحدة هل تعي معنى انك تنتظر بلهفه اتصال ذلك الصديق الذي تشاركه أحداث يومك المتكررة والممله وهو ينصت لك بكل خشوع كانك ترتل قرآن، لتنزاح عنك غُمة تلك الوحدة ولو لبعض الوقت لكن ذلك الوقت يا عزيزي قد يكون هو أثمن وقت يمنحه لي ذالك الصديق، لأنني عندما اتكلم اليه احس به بجواري لا على التلفون، يسمع لي لا من الاثير، نعم فكلماته تلامس القلب وكأنها بلسم، ذلك الصديق يا عزيزي هدية الإله في زمن الكورونا، لك أن تتخيل أن لديك قائمة اصدقاء تضم نحو ٨٠٠ صديق بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي منهم اصدقاء الطفوله والبلد ومنهم اصدقاء المرحلة الدراسية الأولى ومنهم اصدقاء المرحلة الجامعية ومنهم اصدقاء الدراسات العليا ومنهم اصدقاء قادنا القدر إليهم لنكون اصدقاء نعم ٨٠٠ صديق ومن بين هؤلاء واحد جعله الإله رفيق وصديق واخ، سواء كنت في مرحلة حزن أو فرح سعادة أو كئابه يكون حاضراً معك ولو كان بعيد جسدياً فهو قريب روحياً.

الصديق الصدوق في زمن الكورونا هو الوحيد المنسي لآلام الوحدة

لك أن تتخيل كل حدث تُعيده الأيام وكأنه لأول مرة يحدث والحلو أن ذالك الصديق يكون حاضراً فيه، ما اجمل ان تكون وحيد بصديق وحيد يمثل لك عالم، فيه تجد الصورة الطيبة للبشرية والوجه الحقيقي للإنسان ومعه تعيش تفاصيل الحياة الطبيعية التي خلقها الله لكن للاسف غيرها الإنسان، نعم عزيزي ثمة شعور لا يوصف أن تكون وحيد في غربه فينعم الله عليك بصديق يواسيك ويخرجك من جو الوحدة والغربة، ما اروع الصديق الصدوق في زمن الكورونا.

فيديو مقال صديق في زمن الكورونا

 

أضف تعليقك هنا