طقوس تأنيث العريس فى بعض المجتمعات

الحناء للنساء من الطقوس المعروفة في كثير من دول العالم خاصة في أفريقيا وآسيا حيث يتفرد كل مجتمع بطقوس  وأساليب معينة  للاحتفاء بهذا الخضاب.ولكن في السودان تمارس طقوس الحناء للرجال مرتين في العمر ، المرة الأولى عند اجراء عملية الختان للأطفال والمرة الثانية عند الزواج.اصل الحناء عادة قديمة تعود لعصور سحيقة ومنه انتقلت لمناطق عدة ولكن في معظم البلاد يمارس هذا الطقس  على النساء عدا السودان فان  هذا الطقس الاحتفائى يطبق على الرجاء والنساء عند الختان والزواج.(عادات وتقاليد العرب). (اقرأ المزيد من المقالات من قسم تاريخ).

عادات وتقاليد العرب في وضع الحناء على أيدي وأرجل الرجال

ولكن ما هو البعد النفسى والمجتمعى لوضع الحناء على ايدى وأرجل الرجال  . اذا عدنا للمجتمع القديم  فى السودان  قبل الحداثة اى قبل عام 1900 مثلا فان غالبية القبائل كانت تعيش حياة شدة وغلظة وبعضها كانت قبائل محاربة لطبيعة الحركة والمجتمع البدوى الموغل في القبلية والانكفاء على القبيلة والدوران في فلكها والتمحور حول الذات .كيف كانت العلاقة بين الرجاء والنساء ؟ كثير من القبائل كانت محافظة وبعضها قد يصل لحد التزمت فهى تفصل الرجال عن النساء عند مرحلة البلوغ ، وربما هذا هو سبب شيوع استخدام الحناء للرجال ، وسنرى الامر فى الاسطر التالية.

ما هو سبب وضع الحنّاء للرجال في عادات وتقاليد العرب ؟

عملية الحناء للرجال المستهدف بها النساء في المقام الأول  ، كيف ذلك وما هى  الابعاد التي يحملها هذا التفسير ؟ تصور ان أمرأة عاشت طول حياتها في منزل ابويها ولا تكاد تعرف من الرجال سوى الاب  والاخوال والاخوة ( اشقاء ام غير اشقاء ) ولكنها تفاجأ في ليلة (الدخلة ) الزواج بأنها في غرفة واحدة مع رجل غريب ، مثل هذا الامر قد يسبب لها صدمة نفسية ( هذا طبعا بالحديث عن معايير ذلك الزمان قبل مئات السنين لا بالحديث عن الانفتاح الاجتماعى الحادث اليوم ، حيث لا زواج بدون حب او تعارف لزمن طويل ).

اذا ماذا تصنع حتى لا تصدم فتاة بريئة بدخول رجل غريب على حياتها لم تعرفه من قبل وأيضا لم تعرف معنى الاختلاط بالشباب جراء التقاليد المتزمتة . كان من ضمن الحلول ان تقرب العريس لعروسه وتزيل حاجز وجود رجل وامرة في غرفة واحدة وسرير واحد ، لذا نشأت فكرة ان توضع الحناء للرجال وان يتم دهن جسد العريس  بزيوت عطرية وان توضع عل راسه ( ضريرة ) خلطة من العطور الجافة مثل الصندل والمحلب وغيره . حسب تصورهم للامر ان هذه الحناء والعطور للرجل تعمل على جعله ناعما وربما تؤنثه ( لانها عادات نسائية ) وهذا التأنيث يلطف على العروس خشونة الرجل المادية والنفسية ويعطيها احساس بالتجانس او القرب النفسى  . قد تكون تلك الخدعة النفسية مفيدة في اوانها قبل زمن طويل وتخفف من وطأة ذعر المرأة من دخول رجل غريب في حياتها فجأة.

هل أصبح وضع الحناء للرجل طقوس تمارس في المناسبات؟

مرت السنون ونسى الناس سبب خضاب الحناء للرجل وصار الامر مجرد طقس يمارس وفأل حسن بحياة جديدة سعيدة تبدأ لطيفة بالحناء والعطور والبخور ونعومة الرجل والمرأة معا في أوائل أيام الحياة في شهر العسل الذى يحمل كل ماهو جميل زادا لحياة قادمة ، كلما ضاق الزوجان او اختلفا رجعا لتك الأيام الزاهية المعبقة بأريج العطور المزدانة بألوان الحناء الزاهية .كما ان هذا الطقس عبارة عن تعظيم للعريس بجعله متفردا في ليلة العمر وتمييز له على اقرانه بجعله موضع الاهتمام والنظر لرؤية الحناء على يديه ،صار يضاف الى ذلك هذه الأيام الذهاب لصالونات الحلاقة والتجميل الرجالية لاضفاء الوجاهة على العريس حتى يبدو في صورة زاهية وحلة أنيقة .خاتمة : هذا المقال ينظر للحناء من ناحية تقليد اجتماعى دون النظر لحرمة او كراهية وضع الخضاب للرجل من ناحية دينية

فيديو مقال طقوس تأنيث العريس فى بعض المجتمعات

أضف تعليقك هنا