مع دلائل النبوة للإمام البيهقي

مقدمة لا بد منها: من عادتي في رمضان أني أختار كتاب من كتب  التفسير ارتشف من معينه طوال الشهر مع القرآن الكريم، وكنت قبيل رمضان أود أن أطالع كتاب يختص أو يشمل أحد الأمور الآتية:
( كتاب من كتب الأحاديث مسندة –  أو كتاب من كتب السيرة –  أو كتاب يتكلم عن دلائل النبوة )

وقفة مع الكتاب المختار

استخرت الله أن يوفقني لاختيار كتاب من هذه الكتب فترجح لدي القسم الأخير وهو كتاب في الدلائل،  فجلت بناظري على رفوف مكتبتي فوقعت عيني على دلائل النبوة للبيهقي رحمه الله، فلما فتحته وتصفحته إذا هو يجمع الأقسام الثلاثة المذكورة آنفًا فهو كتاب مسند في الحديث ثم هو مرتب على أبواب السيرة من المولد حتى الوفاة وهو خاص أيضاً بالدلائل فحمدت الله ربي أن جمع لي الثلاث في كتاب واحد.

قبل الشروع فيما أردت أود أن أذكر بأمور

أولاً : يلزم قبل الولوج إلى هذا السفر المبارك أن تقرأ المقدمة التي كتبها المؤلف رحمه الله لأن فيها فوائد جمة.

ثانياً : هذا الكتاب من أكبر الكتب التي جمعت دلائل النبوة إن لم يكن أكبرها على الإطلاق.

ثالثاً : الغرض من الكتاب ذكره المؤلف في الجزء الثالث حيث قال ( القصد من هذا الكتاب، بيان دلائل نبوته، وإعلام صدقه في رسالته صلى الله عليه وسلم ج3ص7 ).

والآن نشرع في تدوين سمات ومميزات هذا السفر المبارك

  • اسم الكتاب ( دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ).
  • مؤلفه أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي.
  • بدأ كتابه بمدخل بسيط عن الدلائل والكلام على أكبرها وهو القرآن الكريم.
  • ذكر فصولاً تكلم فيها عن قبول الأخبار وأنواعها، والمراسيل واختلاف الحديث والناسخ والمنسوخ وغيرها.
  • ذكر فصلاً شاملاً عن محتويات وأبواب هذا الكتاب ليعطيك صورة عامة قبل الولوج إليه.
  • هذا الكتاب أنا أعتبره كتاب من كتب السيرة، بيد أنه ركز فيه على الدلائل أثناء سرد الأحداث.
  • في مقدمة الكتاب أكثر من النقل عن الشافعي رحمه الله خاصة من كتاب الرسالة.
  • بين ما رواه في كتابه من صحة وضعف حيث قال ( ويعلم كل حديث أوردته قد أردفته بما يشير إلى صحته أو تركته مبهماً وهو مقبول في مثل ما أخرجته وما عسى فيه ضعف أشرت إلى ضعفه وجعلت الاعتماد إلى غيره ) وتفسير كلامه كأنه يقول:
  • الصحيح يذكر أنه صحيح أو يشير إلى صحته
  • الضعيف يذكر أنه ضعيف أو يشير الى ضعفه
  • الضعيف ضعف يسير يتركه مبهماً لأنه قد يورده في ما يتساهل فيه كالفضائل وما شبهها… لكنه رحمه الله ما التزم بشرطه فهناك أحاديث ضعيفة ضعف بين لم يشير إليها وهناك أحاديث موضوعة ما أشار حتى إلى ضعفها فضلاً عن وضعها، ولولا ان هذا المقال لا يحتمل لدللت على ذلك ثم هو رحمه الله يتوسع في التصحيح توسعًا غير مرضيًا.
  • عاب المؤلف على جماعة سبقوه بالتأليف ولم يميزوا الصحيح من غيره مع انه وقع فيما عاب عليه غيره لكن الحق يقال حكم على كثير من الأحاديث.
  • ذكر المؤلف أن عادته في كتبه تمييز الصحيح من الضعيف والاستدلال بالصحيح دون غيره.
  • يسوق الأحاديث والآثار بسنده وهي عادته في كتبه.
  • قد يعلق على الحديث اذا احتاج إلى مزيد إيضاح ولا يلتزم ذلك.
  • أكثر من الرواية عن الإمام الحاكم صاحب المستدرك وهو احد شيوخه.
  • قد يشير أو يحيل إلى كتبه الأخرى مثل ( السنن الكبير أو كتاب الاعتقاد… وغيرها ).
  • أكثر من النقل عن سيرة ابن إسحاق ومغازي موسى ابن عقبة .
  • قد يذكر للرواية عدة طرق او شواهد ويبين بعض الإشكال فيها انظر مثلاً ص124 ج1 .
  • يهتم المؤلف بطرق التحمل وصيغ الأداء.
  • يروي الحديث بالسند ثم يعزوه بعد روايته.
  • لا يعزو إلا إلى الصحيحين وما كان في غيرهما لا يعزوه .
  • بالنسبة لعزوه إلى الصحيحين خاصة لاحظت في طريقة عزوه الأتي :
  • إذا كان الحديث في الصحيحين معاً عزى إلى البخاري وذكر كتابه وعزى إلى مسلم دون ذكر كتابه .
  • إذا كان الحديث في احدهما فقط عزى إلى المؤلف وذكر كتابه .
  • اذكر لك الألفاظ التي يعزو بها يقول بعد رواية الحديث ( أخرجاه في الصحيح – رواه البخاري ومسلم في الصحيح – رواه مسلم في الصحيح – رواه البخاري في الصحيح – رواه البخاري في الصحيح عن فلان .. ورواه مسلم في الصحيح عن فلان .. – وقد يقول روينا في الحديث الصحيح ويقصد إحدهما أو كلاهما – رواه البخاري في الصحيح عن فلان ومسلم من وجه أو أوجه أخر –  ومرة واحدة قال أخرجه  في الصحيح ولم يحدد البخاري ولا مسلم انظر الحديث رقم 628 ص 237 ج 2 .
  • هناك أبواب صحيحة بالكامل وأبواب ضعيفة بالكامل.
  • لم أقف على رواية للمؤلف عن ابن ماجة أو النسائي أو الترمذي الا في موضع واحد بالنسبة للآخرين.
  • أكثر صيغ التحديث عن شيوخه هي (أخبرنا) وتوجد أنبئنا ولكن قليلة جداً .
  • الغالب في الأسانيد عموماً إسقاط لفظة ( قال ) عند كتابة الإسناد مع النطق بها عند قراءته لكن عند المؤلف يكتبها في السند.
  • يرجح المؤلف في قضايا الخلاف انظر مثلاً على ذلك قضية الرؤيا ( رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل ) ص282ج2
  • اذا كان هناك تعارض في ظاهر الحديث وفق بينها انظر ص285ج2 .
  • من طرقه الجميلة في عرض الدلائل أنه يبوب تبويباً عاماً ثم يعود ويبوب على ما ذكره.
  • طول الإسناد بين المؤلف وبين بعض المشهورين من المؤلفين كالآتي:
  • بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أنفس وهذا أعلا ما وجدته له في الدلائل والغالب ثمانية او تسعة أنفس .
  • البخاري 3 – احمد ابن حنبل 3           – مالك  – 4 ابو داود 2
  • النسائي 2 – الطيالسي ابو داود 3 – ابن خزيمة 1     – الطبراني 1

من مميزات هذا الكتاب

  • الحكم على كثير من الأحاديث.
  • يذكر الأحاديث ضمن الحوادث التي جاءت فيها ( بمعنى أن هناك أحاديث يطالعها كثير من الناس خارج سياقها فلا يعرفون متى قالها صلى الله عليه وسلم ) لكن في هذا الكتاب تطالعها ضمن أحداث وقوعها.
  • رتب الدلائل على أحداث السيرة من المولد وحتى الوفاة.
  • يذكر الشواهد ويشير إليها انظر مثلاً باب ما جاء في إخباره صلى الله عليه وسلم بملك معاوية حديث رقم 2803ص391ج6 .
  • كل باب يذكر في آخره جملة ( على سبيل الاختصار او على طريق الاختصار ) فاعلم أنه سيستطرد فيه.

تنبيه

أرقام الصفحات والأجزاء المذكورة حسب طبعة دار دار الحديث والمرفقة بالصورة، هذا ما علق بذاكرتي من سمات ومميزات هذا الكتاب المبارك، دمتم في طاعة الله وأمنه.

نفحة في هذا المقام

يا ناظراً فيه إن ألفيت فائدة *** فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
وان عثرت لنا فيه على زللٍ *** فاغفر فلست مجبولاً على الرشد
وكتبه: الراجي عفو ربه القوي

فيديو مقال مع دلائل النبوة للإمام البيهقي

أضف تعليقك هنا